صحيفة: بذكرى إعلان مجلس التعاون الخليجي.. سنة أولى من خيبة قطر

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، إن دول مجلس التعاون تفبض على فكرة المجلس كما تقبض على الجمر، أو على وهج التاريخ وهو يتكلم منادياً إلى تحقيق اللقاء بين الإخوة أعضاء الجسد الواحد".

وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم السبت - تابعها "اليمن العربي" - "وفي مثل يوم أمس، الخامس والعشرين من مايو/ أيار 1981، انطلقت فكرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أبوظبي، بحضور القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، رحمهم الله، فهل تمر الذكرى من دون تذكر؟".

وتابعت:"لا بد من التأمل الواجب، نحو النظر في حالة مجلس التعاون الراهنة، بالمقارنة مع ما كان وما يجب أن يكون، مروراً بالتعنت القطري الذي أسهم في عزل قطر، بعد مقاطعة لم يكن منها مفر، إزاء مواقف نظام قطر الداعم للتطرف والإرهاب، والماضي في غيّه غير عابئ بمصلحة شعبه وشعوب المنطقة، مرتباً أولوياته بأسلوب غريب دخيل، ومتحيزًا لفكرة تنظيم الإخوان المسلمين الضيقة، وكأن في عنقه بيعة خارجية طغت على العهد الخليجي وميثاق مجلس التعاون".


وبينت، أنه "في الذكرى السابعة والثلاثين على إعلان مجلس التعاون من أبوظبي، تضيء الذاكرة الجمعية الخليجية والعربية منظومة القيم التي قام عليها المجلس منذ أول انطلاقته، وفي مقدمها قيم الأخوّة والمحبة والصداقة والحرص على المصالح المشتركة والاتفاق على الحد الأدنى من المواقف السياسية تجاه القضايا القائمة والمستجدة، ولقد ظل مجلس التعاون، على مدى العقود الماضية، مخلصاً لفكرته والأهداف المنصوص عليها في قانون إنشائه، مثابراً على عقد اجتماعاته على مستوى اللجان الوزارية والقمة، ولم تشذ عن ذلك كله إلاّ قطر ونظامها بحساباته الخاطئة، ونزواته ومزاجه الخاص الذي يضع فكرة الحزب قبل فكرة الدولة، متدخلاً في الشؤون الداخلية للأشقاء والجيران، وراعياً للمعارضات الخليجية والمصرية بما فيها المسلحة سواء في الدوحة أو إسطنبول ولندن وغيرها".

وأشارت بالقول:" وها هي الذكرى السابعة والثلاثون لانطلاق مجلس التعاون تتزامن مع مرور سنة على مقاطعة قطر من قبل الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، لتعيد سيرة ما كان بالمقارنة مع ما هو كائن، خصوصاً ما جرى في السنة الأخيرة، بدءاً بأكذوبة قرصنة وكالة الأنباء القطرية، بعد تصريحات تميم المخجلة، التي أكدت الدوحة مضامينها عبر سعي ممنهج لضرب التعاون الخليجي، واللقاء الخليجي في مختلف تجلياته، ولو رجع المتابع لما ورد في تصريحات تميم لوجدها اليوم أخف مما حصل في واقع قطر المأساوي بالفعل".


وتابعت:"سنة أولى من أزمة وخيبة قطر. سنة من التهور والشطط تتسق في الجهر مع توجهات قطر في السر والعلن منذ انقلاب حمد بن خليفة على أبيه في العام 1995، وسنة من الافتراءات والادعاءات والفوضى القطرية تناقض تماماً ما بناه مجلس التعاون أو سعى إلى بنائه من قوة وهيبة منذ انطلاقه في العام 1981 من أبوظبي، عاصمة القرار الخليجي والعربي".

ومضت الصحيفة:"الآن، بعد العقود الثلاثة والأعوام السبعة، وبعد وعي التجربة الخليجية بإشاراتها كافة، وجب على عقلاء قطر إن بقي في البلد الشقيق عقل أو حكمة، العودة إلى الحضن الأول والبيت الأول عبر المراجعة والفصل بين الخطأ والصواب، وتغليب مصلحة الشعب القطري بين أهله من شعوب الخليج، لا الارتماء في الأحضان الإيرانية والتركية، رضوخاً واستسلاماً واستلاب إرادة".

واختتمت الصحيفة:"مجلس التعاون، في منتصف المطاف، باقٍ، ويؤسس لمستقبل الأمل مهما حاول المرجفون إطفاء شعلته، وأمس أشعل أهل الخليج شمعته الثامنة والثلاثين، نحو مطالع شموس تتوالى فصولاً، وتغمر العيون والوجوه ببريق الرجاء".