الدوحة تغرى مقديشو بالمال مقابل تعزيز قواعد الإرهاب على أراضيها

عرب وعالم

صور ارشيفية
صور ارشيفية

بعد أن بثت سمومها واستطاعت نشر الفوضى والإرهاب فى عدد من دول المنطقة العربية وشمال إفريقيا، تسعى إمارة قطر الداعمة للتطرف فى الشرق الأوسط لبسط نفوذها فى منطقة القرن الإفريقى من بوابة الصومال من خلال المنح والمساعدات المالية مقابل تنفيذ "مقدشيو" لأجندة الدوحة.


وفى سياق مخطط الدوحة التخريبى، استقبل الإثنين الماضى، أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، الرئيس الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، فى قصر الوجبة بالعاصمة القطرية، فى زيارة هى الثانية إلى الإمارة القطرية منذ بدء مقاطعة دول الرباعى العربى المكافح للإرهاب المدعوم من قطر فى 5 يونيو 2017 الماضى.

تميم ونظيره الصومالى

وبحسب وكالة الأنباء القطرية، الرسمية، فأن تميم ألتقى فرماجو، وبحث العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الأمنية المتعلقة بمنطقة القرن الإفريقى.

اجتماع مغلق

اللافت للنظر أن اجتماع تميم وفلاماجو، كان مغلقا وبعيد عن وسائل الإعلام القطرية، وهو الأمر الذى أثار علامات استفهام كبيرة، وجعل مراقبون يؤكدون أن اللقاء لم يخلو من صفقات قذرة تدبرها الدوحة من أجل دعم الجماعات المتطرفة التابعة لها فى الأراضى الصومالية لاستخدامها فيما بعد كأداة لزعزعة استقرار وأمن منطقة البحر الأحمر.


وتعتبر الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس الصومالى هى الزيارة الأولى منذ المقاطعة العربية، والثالثة له منذ توليه حكم الصومال، فكانت قد التزمت مقديشو الحياد منذ اندلاع الأزمة ودعت إلى حلها بالحوار، لكن فى الشهور القليلة الماضية بدأت مقديشو فى التوجه لحلف "تنظيم الحمدين" لهثا وراء المساعدات المالية القطرية.


وفى 5 يونيو 2017، قطعت كلا من مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها مقاطعة تاريخية لحثها على وقف دعم وتمويل الإرهاب، ولكن الدوحة رفضت المطالب العربية وقررت الاستمرار فى مساعيها الهدامة ونواياها التخريبية فى المنطقة، بل اتهمت الرباعى العربى بالسعى إلى فرض الوصاية على قرارها الوطنى.

لقاء أمير الارهاب مع رئيس الصومال

وقالت مصادر بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع"، إن قطر استغلت توتر العلاقات بين دولة الإمارات والصومال إثر احتجاز السلطات الصومالية طائرة إماراتية خاصة فى 8 إبريل الماضى بمطار مقديشو الدولي، وعلى متنها 47 شخصاً، للاصطياد فى المياه العكرة وتعزيز علاقتها بالصومال وكسبها فى صفها لتكون بوابة لها للعبور إلى القرن الأفريقى.

تميم يشيد بنظيره الصومالى

وقال بيان صادر عن ديوان تميم: "علاقتنا بجمهورية الصومال الشقيقة علاقة أخوة واحترام متبادل، ومباحثاتى مع أخى فخامة الرئيس محمد عبدالله فرماجو أعادت التأكيد على هذه المعانى وتركزت على سبل تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا، وستواصل قطر دعم وحدة الصومال واستقرارها وسيادتها ورفاهية شعبها".


وقالت وسائل إعلام قطرية، إن تميم رحب بنظيره الصومالي، وأكد أن هذه الزيارة ستسهم فى تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين فى كافة المجالات، وأن قطر ستواصل دعمها للصومال للتغلب على مختلف التحديات والصعوبات التى يواجهها.

الصومالى يشكر تميم على مساعداته

من جهته، أعرب الرئيس الصومالى عن شكره لتميم على دعم قطر للصومال، وعلى جهودها وتقديم المساعدات الإغاثية والتنموية له بشكل مستمر خاصة فى المجالات الصحية والتعليمية ومشاريع البنية التحتية.
وعقب المباحثات شهد تميم والرئيس الصومالى التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون فى المجال الصحى بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية الصومال الفيدرالية، وحضرها من الجانب الصومالى أعضاء الوفد الرسمى المرافق له.

تميم ورئيس الصومال

وتعدّ زيارة فرماجو الثانية له إلى قطر، واللقاء الثالث الذى سيجمعه مع تميم فى أقل من عام، حيث سبق لهما اللقاء على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامى فى اسطنبول فى ديسمبر الماضي، قبل لقائهما مجدداً فى زيارة رسمية للدوحة قام بها فرماجو فى مارس من العام الماضي.


وخلال لقائهما شهر ديسمبر الماضي، أعرب الرئيس الصومالى عن شكره لتميم عن دعم دولة قطر المستمر لجمهورية الصومال وحكومتها، من أجل بناء دولة آمنة ومستقرة، وسعيها لتحقيق تنمية مستدامة، وذلك من خلال دعمها المشاريع التنموية المتعددة.


قطر تشترى الصومال بالمساعدات

ونجحت قطر فى كسب ثقة السلطات الصومالية من خلال تلك المساعدات والأموال الكبيرة التى تقدمها للمسئولين هناك، لحثها على ترك موقفها المحايد من الأزمة الأخيرة والانحياز لصفها من أجل تنفيذ أجنتدتها المشبوهة، مقابل دعم وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية فى الصومال، إلى جانب دعم قطر المعلن للمصالحة الوطنية بين الصوماليين. 


وقدمت قطر مساعدات ضخمة  للنظام الصومالي، بينها مساعدات عسكرية لدعم الشرطة الوطنية من دولة قطر، تتكون من 30 سيارة للدفع الرباعي، خصصت لمهام قوات الشرطة الوطنية.


كما قام فى وقت سابق وفد فنى من هيئة الأشغال العامة القطرية بزيارة الصومال، تحقيقاً لأهداف مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة وصندوق قطر للتنمية، لتقديم خدمات ومشورات فنية، وإدارة المشاريع الممولة من قبل الصندوق خارج قطر.

مساعدات بملايين الدولارات

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، تعدّ الصومال إحدى الدول الثلاث التى استفادت من تبرعات قطرية بقيمة 26.7 مليون دولار أمريكى خلال 2017 لخطط الاستجابة الإنسانية والتبرعات الطوعية الأخرى، خُصّص منها 90.7 % من الدعم لثلاث دول، وهى سوريا واليمن والصومال، حسب الإعلام القطرى.
ومنذ عام 2010 قدمت قطر للصومال 210 ملايين دولار أمريكى كمساعدات إنمائية، مثلما وقعت الدوحة مع الحكومة الصومالية اتفاقية ثنائية بقيمة 200 مليون دولار بتاريخ 28 نوفمبر الماضي، والتى تركز على خلق فرص العمل، ودعم البنية التحتية، والتعليم والتمكين الاقتصادي، وغيرها من القطاعات الاقتصادية التى ستنفذ بالشراكة مع الأمم المتحدة، بحسب ما ذكره فى وقت سابق السفير طارق بن على الأنصارى مدير إدارة التعاون الدولى بوزارة الخارجية القطرية.
وعقبت المصادر القطرية على تلك المساعدات القطرية المهولة للصومال قائلة: "إن الدوحة تستغل المساعدات الإنسانية كستار لدعم الجماعات المتطرفة المتواجدة  الصومال التى تحظى بحماية النظام الصومالى الحالى من أجل استخدامهم لشن هجمات فى دول بعينها لخدمة المصالح القطرية والإيرانية فى المنطقة".
وفى وقت سابق، أكد القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة قطر فى الصومال، استعداد بلاده لتقديم مزيد من المساعدات والدعم للصومال فى مختلف المجالات، بناء على العلاقات المتينة بين البلدين.
وكانت دولة الإمارات قررت إنهاء مهمة قواتها التدريبية فى الصومال لبناء الجيش الصومالي، والتى بدأت منذ عام 2014، ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، جاء هذا القرار على خلفية حادث احتجاز السلطات الأمنية الصومالية طائرة مدنية خاصة مسجلة فى دولة الإمارات.


وقال مراقبون إن العلاقات بين الصومال والإمارات توترت منذ انفجار أزمة قطر لرفض مقديشو استمرار التزامها بالحياد،  حيث تتمتع الدوحة وأنقرة بثقل ونفوذ فى الصومال حيث تعد واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب بالبلد الأفريقي.

قطر تحتل الصومال بالمال


وأضاف المراقبون الخليجيون، إن قادة قطر يعــيشون مشكلة سياسية، تتمثل فى وهم الحصول على دور أكبر من الحجم الحقيقى لقطر وطموحاتها السياسية، مؤكدين أن  لنهج الذى تسير عليه الدوحة لم يتسبب بالضرر لمحيطها العربى والإسلامى فحسب، بل وأصبح عابراً للقارات، ووصلت مفاعيله إلى بلدان بعيدة عن المنطقة.


ولفت المراقبون إلى أن سياسة تسخير المال القطرى جاءت بداية لزعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة، تحت مزاعم دعم "الربيع العربى"، وأصبح هذا المال يسخر ضد دول الجوار فى الخليج العربي، ووصلت أطرافه إلى القرن الأفريقي، وبالأخص تلك التى تعانى من ظروف اقتصادية صعبة وحالة فوضى مثل الصومال.



ويتزامن وصول الأموال القطرية إلى بعض الأطراف السياسية داخل الصومال، مع الاعتداء على الدور الخليجى المرافق للدور الإنسانى فى منطقة القرن الأفريقي، والمبنى على اتفاقيات وقعت فى فترات مختلفة لمساعدة الصومال على استعادة استقراره، وانتشاله من حالة انعدام الأمن المستمرة لأكثر من 25 عاماً، بما فى ذلك تقديم العون له فى مكافحة ظاهرة القراصنة الصوماليين الذين اعتدوا على خطوط الملاحة الدولية فى مضيق هرمز.


وأكد المراقبون، أن قادة قطر ارتكبوا خطأً جسيماً وستكون تكلفته عليهم غالية بقرارهم نقل المعركة وتصفية حساباتهم مع الرباعية العربية، كما برز من خلال أزمة إيقاف الطائرة الإماراتية التى كانت تجلب مساعدات إلى الصومال، والضغوط التى مارستها على أطراف داخل هذا البلد، بموازاة سياسة الابتزاز، واستخدام مال المساعدات الذى تقدمه لمجموعات سياسية بعينها، للسيطرة على الحكم، وإجهاض أى دور لأية دول أخرى تريد مساعدة هذا البلد.