5 سيناريوهات لمستقبل الأزمة مع قطر

عرب وعالم

اليمن العربي

5 سيناريوهات تتعلق بمستقبل الأزمة مع قطر، لخصتها الحلقة النقاشية التي نظمها «مركز الإمارات للسياسات»، تحت عنوان "الأزمة في قطر.. عام من المكابرة".

وناقشت الندوة، التي أقيمت في أبوظبي بمشاركة خبراء وباحثين مختصين من الإمارات ودول خليجية أخرى، آثار الأزمة في قطر، ونتائج مقاطعتها من الدول الأربع، السعودية والإمارات ومصر والبحرين.


سيناريوهات أزمة قطر
لخص المشاركون السيناريوهات المستقبلية للأزمة مع قطر في "استمرار الوضع الراهن، وهو الوضع الذي يخلق كُلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية لقطر، ولا تشعر معه دول الرباعي العربي بأنها تخسر شيئاً كثيراً، وهذا السيناريو هو الراجح في المدى القصير على الأقل".

أما السيناريو الثاني من وجهة نظر المشاركين فيتلخص في "توسيع المقاطعة الاقتصادية من خلال تحفيز عملية هروب رؤوس الأموال من قطر، أو منع الشركات من التعامل مع قطر من خلال فرض عقوبات ثانوية على الشركات المخالفة"، معتبرين أن "هذا الخيار يخلق مزيداً من الضغط المالي والاقتصادي على قطر، ويبقى هذا السيناريو محتملاً".

السناريو الثالث شمل الإشارة إلى "تعزيز قطر تحالفها مع إيران وتركيا والقوى المناهضة مثل الحوثيين، لزيادة التهديدات ضد دول المقاطعة، خاصة السعودية، والإضرار بأمنها، بما ينقل الأزمة إلى مستوى جديد"، وهو ما يراه المشاركون "مستبعداً في الوقت الحالي لأنه يُرتب كُلفاً إضافية على قطر، خاصة في ظل التطورات الأخيرة المرتبطة بالاتفاق النووي الإيراني".



وتعلق السيناريو الرابع بـ"محاولة التوصل إلى مقايضة بين الدول الأربع وقطر تقوم على تقليص هذه الدول مطالبها مقابل قطع الدوحة علاقاتها مع جماعة الإخوان الإرهابية، بما في ذلك قطع الدعم المالي أو السياسي، ووقف ممارسات توفير الملاذ الآمن لها، فضلاً عن وقف الدعم المالي والمعنوي للمعارضات الخليجية في الخارج والتلاعب في النسيج الاجتماعي الخليجي".



وركز السيناريو الخامس على "قبول قطر بمطالب الدول الأربع عقب زيادة العقوبات أو فرض مزيد من العزلة"، وهو ما دعا المشاركين إلى التصور بأنه "يتطلب استمرار الموقف الأمريكي المتذبذب في الأزمة، مع قيام وزارة الدفاع والخارجية الأمريكية بتعديل مواقفهما ليتوافق مع موقف الدول الأربع".

ولفتوا إلى أن السيناريو الخامس "يمكن أن يتحقق في المدى المتوسط أو البعيد، بعد أن تتوثق قطر من إجراءاتها لمجابهة المقاطعة والعزلة غير مستدامة".

مكابرة قطر
وشهدت الندوة النقاشية حضور رئيسة مركز الإمارات للدراسات الدكتورة ابتسام الكتبي، التي شددت في كلمتها الافتتاحية، على أنه "قد تأكد للدول الأربع أن سياسة قطر ضد توجه دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، ولذا قامت بمقاطعة قطر في 5 يونيو/حزيران 2017، في رسالة مفادها بأن استمرار الدوحة في دعم قوى التطرف والإرهاب في المنطقة والتحريض على دول الخليج ومعاكسة مصالحها لا بد له أن يتوقف".



ورأت الندوة النقاشية أن مكابرة قطر الممتدة منذ عام كبدتها كلفة اجتماعية واقتصادية باهظة الثمن، خاصة أن الدوحة لا تعمل في سياساتها من أجل مصلحة دول الخليج.

على صعيد آخر، عمر باحليوه، رئيس ديوان الأعمال الأساسية للاستشارات الاقتصادية، قال في كلمته، إن تجارة قطر قد تأثرت بمقاطعة دول الرباعي العربي، لافتاً إلى معاناة ميزانها التجاري، فيما ضرب الدكتور حمد التويجري، الأستاذ بكلية إدارة الأعمال جامعة الملك سعود، المثل بالأرقام عن أحوال الدوحة التي أكدت تراجع خطواتها الاقتصادية.

فقد أشار التويجري إلى أن نمو اقتصاد قطر تكبد خسائر تصل إلى 60%، رغم ارتفاع أسعار الغاز والنفط في عام 2017 مقارنة بعام 2016.

وعما يتعلق بتراجع الدور القطري، فقد أشار الدكتور محمد بن هويدن، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات، إلى أن المقاطعة كلفت قطر كثيراً، معتبراً أن عزلتها دفعتها إلى الارتماء في أحضان دول لها مشاريعها وأجندتها المضرة لها كنظام الملالي الإيراني وتركيا.



وفي مداخلته، رأى الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، أن قطر أصبحت منهكة جراء المقاطعة وفشلها في تدويل الأزمة.

صناعة الأكاذيب بـ"الجزيرة"
وكان لبوق الدوحة التحريضي المسمى "الجزيرة" نصيب في مداخلات المشاركين، إذ قال نبيل الحمر مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام، إن أزمة قطر شكلت أزمة لجميع الدول العربية.

ولفت الحمر إلى أن قطر بدأت مناوشاتها مع الدول الأخرى، اعتمادا أولا على قناة "الجزيرة"، متحدثاً عن ميزانيتها الخيالية، والتأكيد على أنها أزمة دولية وليست خليجية فقط.

الدكتور علي راشد النعيمي

بدوره، أكد الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس دائرة التعليم والمعرفة، أن المال السياسي والإعلام هما مرتكزات السياسة والنفوذ القطري.

ولفت الدكتور النعيمي الانتباه إلى أن قطر لها استراتيجية إعلامية ولا تزال تصنع الخبر وليس فقط نشره، مؤكدا أنها أحدثت تطوراً في صناعة الأكاذيب.

واعتبر أنها أفرزت بركة من المصطلحات السياسية، مثل الحصار بدلاً من المقاطعة، فضلا عن استبدالها "عاصفة الحزم" بمصطلح "الحرب على اليمن".