قطر تواصل عداء جيرانها

عرب وعالم

اليمن العربي

بات من الواضح أن قطر تسعى إلى تطبيع العلاقات مع حليفتها إيران إلى أبعد مدى في ظل حالة العداء التي تنتهجها الدوحة ضد جوارها الخليجي والعربي، بعد اندلاع أزمة الإمارة الخليجية -الداعمة للتنظيمات الإرهابية- مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب منذ يونيو/ حزيران الماضي.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، أن العاصمة القطرية الدوحة على موعد جديد من فصول التطبيع الإيراني القطري، حيث تستضيف على مدار يومين الاجتماع السادس للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، للمرة الأولى منذ انقطاعها لنحو أكثر من 13 عاما.


وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، أن وفدا إيرانيا برئاسة محمد رضا فياض مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة، يضم نحو 70 خبيرا ورجل أعمال إيرانيين يمثلون القطاعين الخاص والعام وصلوا إلى الدوحة، بهدف المشاركة ضمن اجتماعات 5 لجان تخصصية تبحث فرص الاستثمار بالجمارك، والنفط، والبتروكيماوت، والشؤون المصرفية، إضافة إلى كل من قطاعي الصادرات، والتجارة، والتباحث حول القضايا العالقة بين الدوحة وطهران.


بدوره حاول المسؤول الإيراني استغلال الأموال القطرية المتدفقة لخدمة أهدف بلاده، لا سيما بعدما أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم من وجود علاقات مشبوهة بين قطر ومليشيات إرهابية موالية لطهران، مؤكدا على عدم وجود ثمة مشاكل أمام تعزيز العلاقات بين البلدين، لافتا إلى وجود "برامج مخططة" تستهدف الوصول إلى نتائج مطلوبة، على حد قوله.

وأشارت "إيرنا"، أن تلك اللجنة ستمارس عملها اليوم الأحد على مستوى الخبراء، فيما من المقرر أن يكون الإثنين مقتصرا على المستوى الوزاري، في الوقت الذي كشف فياض عن مساعى الدوحة الجدية للاستجداء بحليفتها طهران مؤخرا، منوها أن العلاقات أخذت منحى مختلفا نحو مزيد من تعزيز الصلات.

وفي السياق ذاته، نقل موقع "إيران أكونوميست" عن فياض قوله، إن تطوير العلاقات المصرفية بين طهران والدوحة هو المفتاح السحري لتطوير الصلات المشتركة بين البلدين، مؤكدا في سياق تصريحاته إلى عزم بلاده رفع معدل التبادل التجاري بحلول عام 2022 مع قطر إلى نحو 5 مليارات دولار، معتبرا أن الحديث عن الشراكات التجارية مع الإمارة الخليجية لا ينبغي أن يكون بالملايين بل بالمليارات.

ويأتي حديث المسؤول الإيراني عن تطوير الجانب المصرفي، في الوقت الذي تعاني طهران من أزمة خانقة في سوق النقد الأجنبي، وتدهور قيمة العملة المحلية الإيرانية إلى أدنى مستوياتها التاريخية، إلى جانب هروب الاستثمارات الأجنبية خارج البلاد وسط تفشي الفساد داخل مؤسسات نظام الملالي.

وفي ظل عناد الدوحة ضد مطالب جوارها الخليجي والعربي وارتمائها في أحضان نظام الملالي، كشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، الخميس الماضي، عن تصدير أولى شحنات الفاكهة والخضروات من ميناء "شيوء" بمدينة بارسيان الواقعة في محافظة هرمزجان جنوب البلاد، إلى الدوحة.

ولفت محمد رادمهر، قائم مقام بارسيان، إلى أن قيمة تلك الشحنة تبلغ نحو 10 مليارات ريال إيراني، ويصل حجمها إلى نحو 200 طن من الفاكهة والخضروات مثل الخيار، والباذنجان، والقرنبيط، والفلفل الحلو.

وأشار رادمهر إلى أن اختيار هذا الميناء تحديدا يرجع إلى كونه أقرب الخطوط الملاحية من سواحل قطر، داعيا إلى رفع كفاءة البنية التحتية له، في محاولة من جانبه لاستنزاف المزيد من أموال الشعب القطري، حيث تستهدف طهران من خلالها انتشالها من أزماتها الداخلية المتفاقمة التي تأتي البطالة على قمتها.