"تليجرام" يفضح كواليس الانقسامات داخل الحكومة الإيرانية

عرب وعالم

اليمن العربي


الحجب.. السياسة الوحيدة التي تتقنها إيران، وتحت دعوى «الأمن القومي»، إتخذت الحكومة الإيرانية إجراءات عدة توضع جميعها تحت بند «اغتيال الحريات»، غير أنه في مقابل السياسة تلك التي تتبعها «جمهورية الملالى»، يبدو أن أروقة حكومتها تعاني هى الآخري من أزمات «الحجب”، وهو ما أوضحته حالة التضارب في التصريحات والقرارات، والتي كشفها القرار الإيراني بحجب موقع «تليجرام»، وهو القرار الذي خرج وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، لينفي صلته به جملة وتفصيلًا، ليكشف حجم التخبط الذي تتم إدارة الأمور وفقه داخل «طهران».

وزير الاتصالات الإيراني، خرج مؤخرًا لينفي، في تدوينة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ما نسب إليه إثناء لقائه مجموعة من شباب بعض الاحزاب السياسية بشأن موافقته على حجب التليجرام.

وقال: العديد من شباب الاحزاب السياسية كانوا حاضرين في الجلسة المذكورة، وهذا التقرير لا صحة له.

وكانت العلاقات العامة بحزب المؤتلفة الاسلامي نشرت مؤخرًا بيان حول ما جاء في جلسة شباب بعض الاحزاب السياسية مع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات جاء فيه:وخلال استقباله مجموعة من الشباب الأعضاء في بعض الأحزاب، اعتبر «جهرمي» العلم والمعرفة ضرورة لإبداء وجهات النظر في القضايا التخصصية، وأعلن بأن التلجرام ومؤسسه بافل دوروف لم يف بتعهداته واعتبره داعما للارهاب وقال: انني مؤيد لحجب التلجرام، ولكن لي صوت واحد فقط في المجلس الوطني للاجواء الافتراضية.

ووعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بطرح هواجس ومطالب الشباب في اجتماع الحكومة ومتابعة القضايا المتعلقة بوزارة الاتصالات بجدية.

في مقابل التصريحات المتضاربة لـ«الوزير الإيراني»، شهد الأسبوع الأول من إبريل الماضي،  ظهور معلومات تشير إلى أن «طهران” تتجه نحو حظر تطبيق تليجرام الأكثر انتشارا في إيران، وذلك لدواع أمنية، واستبداله بتطبيق «سروش» المحلي، مما يمكن السلطات من مراقبة الرسائل المتبادلة والتحكم بخوادم التطبيق.

وقال علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إنه سيتم حظر تطبيق تليجرام الواسع الانتشار في البلاد في غضون أسبوعين، بدعوي أنه يشكل خطرًا وتهديدًا للأمن القومي الإيراني.

وأضاف بروجردي في لقاء إذاعي إنه تم اتخاذ القرار بحظر التطبيق على أعلى المستويات، مشيرًا إلى أن دولاً كبرى كبريطانيا تعتبر التطبيق وسيلة لنشر للإرهاب، ومؤكدًا أن إيران ستتبع خطى باكستان والصين في حظره.

تصريحات «بروجردي» لم تتوقف عند هذا الحد، لكنه اتهم إسرائيل بالوقوف وراء التطبيق، وقال : إن صاحب تليجرام روسي، لكنه يهودي، خرج من روسيا لدواع أمنية وحصل على جنسية أخرى، وإن نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي هو المخطط الرئيس لكل هذا، فهود يذكر صاحب التطبيق، ويشكره دومًا على ما يقدمه من خدمات لإسرائيل.

تجدر الإشارة هنا إلى أن أزمات «طهران وتليجرام» لا يمكن التعامل معها كونها أمر جديد، فقد سبق وأن اتجهت إيران إلى إغلاق التطبيق فى بداية الأسبوع الأخير من إبريل 2017، وأعلن وقتها المدعي العام الإيراني، محمد_جعفر_منتظري النائب العام أن الخدمة الصوتية لتطبيق «تلجرام» الأكثر انتشارا في إيران ستبقى مغلقة حتى تنتهي الانتخابات الإيرانية المزمع إجراؤها في 19 مايو المقبل.

وقال منتظري في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني – وقتها-  إن «كافة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإيرانية، ترى بأن الخدمة الصوتية لتطبيق التلجرام تهدد الأمن القومي، ولذا ستكون مغلقة حتى بعد الانتهاء من الانتخابات».

وكان وزير الاتصالات الإيراني، محمود_واعظي، أعلن أن السلطات أغلقت خدمة المكالمات الصوتية لتطبيق تلجرام، بعد يومين فقط من تفعيلها، وذلك بأمر من رئيس السلطة القضائية في إيران.

وشدد المدعي العام الإيراني، على أن السلطات ترى بأن تفعيل نظام الاتصال الصوتي لتلجرام يشكل تهديدا أمنيا خلال الانتخابات، محذرا من تكرار اضطرابات كما حدثت في انتخابات سابقة.

وقال:إن القنوات ووسائل الإعلام الأجنبية تستخدم هذه التطبيقات للإضرار بأمن النظام إلى أقصى درجة ممكنة، لذا قررنا أن لا نسمح باضطرابات تعكر أجواء الانتخابات.