هكذا أصبح حال "السوشيال ميديا"

اليمن العربي

لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً هاماً في قيام الثورات العربية، فهي كانت بمثابة الرحم الذي ولدت فيه أجنة هذه الثورات، فالشبكة العنكبوتية كانت ملجأ لشعوب العالم المعارضين والسياسيين لتحديد مكان وتاريخ الوقفات الاحتجاجية ولعرض مواقفهم ونشر الفساد حتي أصبح "فيسبوك، تويتر، واليوتيوب" هم ساحة المعركة بين شباب الدولة والنظام الحاكم للدولة، كما استخدم الشباب هذا الكارت في نشر ملفات وفيديوهات الفاسدين، ونتيجة كل هذا كانت سقوط دول وبناء دول جديدة.

 

وبدأت هذه المعارك حين قام التونسي "محمد البوعزيزي" بإشعال النار في نفسه وكان ذلك احتجاجاً على إهانة الشرطة له، ومن هنا بدأ دور الانترنت فقام أحدهم بنشر الفيديو ليلاقي ردود أفعال غاضبة من قبل أهل تونس والعالم اجمع ، وعلى الفور قام الشباب بتدشين حملة تضامن مع "البوعزيزي" ولا يوجد جدال على أنه السبب في تخليص بلاده من نظام "زين العابدين" وهروبه خارج البلاد، وجاءت من بعدها الثورة المصرية في الـ25 من يناير 2011 والتي وما زالت ضدها لم سببته من زعزعة استقرار الدولة، منها انتشار البلطجة وغيرها من أساليب سلب الأمان، لكن السبب في قيامها هو المدعو " وائل غنيم" بتولي منصة الفيسبوك و"محمد البرادعي" بتولي تويتر عن طريق بث الحقد والكراهية في نفوس الشباب ضد أفراد الشرطة والجيش وكأنهم لا يحملون نفس الجنسية وأنهم أبناء وطن واحد، وحلل البعض موتهم والآخرون يكفرونهم فالمصريين يتبعون مبدأ السيئة تعم والحسنة تخص، فوجود عدة أفراد فاسدين من أمناء وضباط الشرطة لا يعني انهم جميعاُ بلا ضمير ، وعلي الرغم من توتر العلاقات بين الشعب والشرطة إلا أنها زالت بعد مدة وجيزة ولم يقصر أبناء الشرطة المصرية في أداء مهامهم وحماية أراضيهم، وهذه طبيعة المصريين وعادت الأمور كما كانت بعد إزاحة الإخوان الكاذبون، وعلى خطاهم جاءت الثورة الليبية في الـ27 من فبراير، والتي جاءت بعد تأسيس  قناه "ليبيا الحرة" لـ"محمد النبوس"، وقامت كتائب القذافي بقتله في الـ19 من مارس في مدينة بنغازي، بسبب ما كانت تبثه القناة من فضائح لأتباع القذافي ومؤيديه، وبعد معارك استمرت لمدة كبيرة انتهي الصراع بقتل "القذافي" وتعافي ليبيا.

 

ولكن في يوم وليلة دمرت دولة وأصبح أبناؤها متفرقون في كل بلده لاجئ، فما يفعله بشار الأسد في أطفال "سوريا" أصبح غير مقبول بالمرة، فهو حاول وما زال يحاول أن يحجب نشر ما يفعله بأبناء وطنة لكن لم ينجح ، فقد تجرد " الأسد" من كل المشاعر الإنسانية،  وانتشرت جرائمه عبر المواقع، وفي أول الأمر نجح الجيش السوري الالكتروني في قرصنة صفحات مؤيدين نظام بشار ووسائل الإعلام السورية والأوروبية ونشر فيديوهات التي تؤكد فساد النظام وفضحه أمام العالم أجمع وهم يتعدون على الأطفال والنساء وكبار السن وهم يلقون بالكلور والخردل بطائرات "الأسد"، بجانب تدخل إيران تركيا الأكراد جبهة النصرة تنظيم القاعدة وداعش وغيرهم من الدول والجماعات التي تريد السيطرة عليها، وبدأت دخول الأسلحة إلى سوريا وانقسام أبناء الدولة، وفي الحدث الأخير فقد شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لتشن هجمات عسكرية على مواقع تابعة لنظام "الأسد" ومحاولة إنكارهم لذلك إلا أن الفيديوهات فضحتهم، وأصبحت فالسوشيال ميديا تدمر "سوريا" بابتكار نوع جديد من الحروب الفعلية بين الدول، فبعد قيام ثورات وإزاحة رؤساء من علي كرسي العرش تعطل هذه الخاصية هي ومستخدميها بعد أخذ قرارته ومصير البلاد أصبح وسيلة للترفيه عن النفس كتابة منشورات "عاطفية، اجتماعية، الدعم الأسري، تواتر الأفكار الانتحارية" وغيرها، والمدعوين أصحاب المبادئ الثورية كما يقولون عن أنفسهم يظهرون فقط عند وجود حدث معين للإبداء برأيهم وبخ سمومهم في عقول الشباب المراهق وغير المدرك للحقيقة لبعدهم عن الساحة السياسية أو لعدم الإلمام هم بمعلومات كافية ومن بعدها يختفون لممارسة حياتهم دون التفكير بما سببوه لهؤلاء ، فأغلب الموجودين على الساحة السياسية الآن في كل الدول العربية ليس إلا دمى لأحلامهم ورغبتهم في الشهرة عبر منصات مواقع التواصل والظهور على القنوات أو المندسين من الدول التي تريد تدمير الدول العربية، فقد ذهب أصحاب المبادئ الحقيقة إلى جنات الخلد حينما كانت كلمتهم علي حق وكانت أرائهم لمشاهدة بلادهم تتحسن من الوضع التي كانت علية، فلو كانوا شهداء الثورات العربية موجودين الأن لكان السوشيال ميديا والعالم كله منقلب رأسا علي عقب ضد  بشار الأسد وإنقاذ أطفال ونساء سوريا مما هم علية .

 

فالسوشيال ميديا ولدت في سياق الثورة المعلوماتية والاتصالية المتطوّرة وهي لا تتوقف على مدار الساعة، فلماذا لا نجعل هذه الخاصية وسيلة لإنقاذ أطفال ونساء وكبار السن في سوريا، أين ذهبت مشاعرنا عند رؤية أطفال الغوطة ودمشق وحلب تحت الأنقاض وهم يختنقون من الخردل والكلور، فالآن الحكام العرب يتابعون منصات مواقع التواصل لم لا نستعمله لإيصال صوتنا لهم  لمعرفة ان شباب العالم العربي يريد إنقاذ سوريا والتحرك بعزيمة وإصرار، لكن بابتكار طريقة جديدة وأن تكون نابعة من القلب ليست عبارات تكتب ولا ندري قيمتها.