الحكومة القطرية تسعى للإستحواذ على شركة إعلامية يملكها صديق لترامب

عرب وعالم

اليمن العربي

بعد التقارير الأخيرة التي كشفت عن شراء قطر 4 وحدات في برج ترامب بنيويورك بقيمة 6.5 مليار دولار للوحدة، يبدو أن هذا لم يكن كافياً بالنسبة للدوحة لكسب ود واشنطن، حيث تسعى الحكومة القطرية إلى الاستحواذ على حصة كبيرة بشركة "نيوزماكس" الإعلامية، التي يديرها كريستوفر رودي صديق الرئيس دونالد ترامب، وفقاً لما قاله شخصان على علم بالمحادثات.

ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن مسؤولين قطريين التقوا مع ممثلين عن "نيوزماكس" في عدة مناسبات هذا العام، وعندما تم التواصل مع رودي من أجل التعليق على الأمر اكتفى بقول إن هذا ليس صحيحاً، حتى أن المتحدث باسم السفارة القطرية رفض التعليق.

لكن قال شخصان على علم باهتمام قطر في "نيوزماكس" إن المحادثات مع الشركة أشرف عليها محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، الشقيق الأصغر لأمير قطر، في محاولة قطرية للفوز بأصدقاء ونفوذ داخل الولايات المتحدة للتحايل على المقاطعة العربية المفروضة عليها بسبب دعم الدوحة للإرهاب.

الوضع الحالي للمحادثات غير واضح، لكن هذا الاستثمار سيجعل القطريين شركاء تجاريين لأحد الأشخاص المقربين من الرئيس، وسيعزز من نفوذهم في عالم الإعلام الأمريكي المحافظ، في سعي قطري خبيث إلى فتح أبواق تنشر أكاذيب الدوحة للعالم عبر قنوات أمريكية محسوبة على إدارة واشنطن.

وفي حين أن الحكومة القطرية تتمتع بثروة مالية كبيرة، نهبتها من حقوق الشعب القطري، فيحمل أخذ المال من البلاد مخاطرة سياسية، خاصة للمؤسسات التجارية العاملة في دوائر محافظة، نظراً لعلاقات الدوحة الوثيقة مع طهران وتمويل حكومتها الإرهاب.

ووفقاً لأحد الأشخاص على علم بالمحادثات بدأت اللقاءات في يناير/كانون الثاني، وعقدت في نيويورك بمنتجع مار-لاجو.

وعقدت المحادثات الأخرى خلال الأسبوع الأول من أبريل/نيسان، عندما كان الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار القطرية وعدد من أعضاء الحكومة القطرية موجودين في فلوريدا، وفقاً لما قاله شخص آخر علم بالمحادثات.

وخصص القطريون 90 مليون دولار للاستثمار في "نيوزماكس"، وستستخدم الأموال في توسيع العمليات التلفزيونية للشركة.

وينظر القطريون للاستثمار في "نيوزماكس" بشكل أساسي على أنه استثمار سياسي لمحاولة غسل سمعة الدوحة من جرائم دعم الإرهاب وتمويله، وتأتي الاعتبارات المالية في مرتبة ثانوية.

وفي الـ13 من أبريل/نيسان نشرت "نيوزماكس" تغطية إخبارية عن زيارة أمير قطر للولايات المتحدة، حرصت على إظهارها أكثر إيجابية عن بقية وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى، مما يكشف عن حجم تأثير المال القطري على توجهات الشركة الإعلامية الأمريكية.

ووصفت التغطية الرحلة على خلاف الواقع بأنها "تلقت مدحاً واسع النطاق"، وأن لقاء الأمير القطري مع ترامب بالبيت الأبيض، الذي تضمن الحديث عن زيادة الاستثمار القطري في الولايات المتحدة، يعتبر "نعمة للاقتصاد الأمريكي، حسب زعمها.

ويعتبر كريستوفر رودي لاعبا ذا خبرة في وسائل الإعلام الأمريكية، وازداد نفوذه كثيراً منذ انتخاب ترامب رئيساً، وهو بين شبكة أصدقاء يستشيرهم الرئيس ترامب عادة خلال جلسات الاتصال الهاتفي بعد ساعات العمل الرسمية وخلال عطلة نهاية الأسبوع في منتجع مار-لاجو، وهو نادي ترامب الخاص في بالم بيتش بفلوريدا، الذي رودي عضو فيه أيضاً.