أمين عام رابطة العالم الإسلامي : إيران شوّهت الدين بتأجيج الطائفية

أخبار محلية

اليمن العربي

قال الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن الممارسات الإيرانية تشوّه الإسلام، وذلك بسبب الجرائم التي تمارسها إيران في منطقة الشرق الأوسط، وأدت إلى زعزعة الأمن في العديد من الدول الإسلامية والعربية، واصفاً تلك التدخلات بـ«البائسة»، والتي تسببت في التغير الديموغرافي للدول التي عانت من تدخلاتها، والإبادة البربرية في سوريا.

وأكد العيسى لـ«الشرق الأوسط»، أن العالم اليوم يشهد نازيين جدداً وامتداداً للأوائل، إذ إن لهم مطامع سياسية ومادية ونزعات عرقية .. مبيناً أن هؤلاء لن يتغيروا مهما كانت الأسباب إلا إذا قرروا الالتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية، كما أن معيار هؤلاء النازيين هي الأجندة الخاصة وليس غيرها، بعيداً عن منطق الحق والعدالة.

وقال إن الطائفية الإيرانية مارست جرائم عدة زعزعت بها الأمن في عدد من الدول العربية، ودخولها في أي بلد «مؤذن بالعد التنازلي لاستقراره وبؤسه» على حد وصفه، مؤكداً أن إيران بشعاراتها الطائفية عملت على تشويه صورة الإسلام، لدى من لم يعرف حقيقة الإسلام، وتأجيج الطائفية في المنطقة العربية.

وأضاف: «لنا أن نتصور حجم الجرائم التي تمارسها إيران في اليمن كمثال، فقد دعمت عميلها الحوثي في الانقلاب على الشرعية وما فعله باليمن من فضائع، ومحاولته التغيير الديموغرافي في اليمن، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليمنيين خصوصاً الأطفال اليمنيين والدفع بعدد منهم إلى جبهات القتال، كما لإيران إسهام معلن في مشروع الإبادة البربرية الممارَس ضد الشعب السوري».

وبيّن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن السُّنة ليس بينهم وبين إخوانهم الشيعة صراع ولا صدام أبداً، بل يؤمنون بسنة الخالق سبحانه في الاختلاف والتنوع والتعدد، لافتاً إلى أن القناعة الدينية شيء آخر لا علاقة له بحق الوجود والتعايش الأخوي بمحبة وسلام، كما أن المشكلة الحقيقية مع الطائفية التي أججتها إيران في المنطقة، ليست مع المذهب الشيعي، كما أن عقلاء الشيعة ضد المشروع الطائفي الإيراني، ويرونه مسيئاً حتى إلى المذهب الشيعي، «والمذهب الشيعي بريء منه».

وأضاف: «حدّثني بذلك عدد كثير من كبار علماء ومفكري الشيعة أن المذهب الشيعي بريء من المشروع الإيراني الطائفي، فقبل عام 1979 وهو عام الثورة الخمينية، كانت المنطقة بتنوعها تعيش بسلام ووئام، ثم جاءت البروباغندا الإيرانية التي تحاول العمل عليها حول العالم، وهي مكشوفة تماماً ونعتقد أنها تمارس عتهاً سياسياً وفكرياً تجاوزه الزمن بمسافات، وقد بات خارج سياقه تماماً، لكنها لا تزال أسيرة نظرياته المتخلفة ولم تستطع الانسجام مع عصرها أبداً وهذا يلمسه الجميع، فهي تُجدف عكس الزمن بل عكس المنطق أصلاً، ثم لا تستفيد من عظات التاريخ ولا الدروس الحالية الماثلة بل ولا تتعظ حتى بنفسها، ومتى تحول مثل هذا التخلف بعتهه وخرافته ومراهقته إلى آيديولوجية ومشروع سياسي، استحكمت وتعقدت المشكلة مع داخله قبل غيره، هي باختصار تعيش حالة بؤس انزلقت في وحله بسبب ارتهانها لنظريات بائدة تزيدها كل يوم معاناة ونبذاً وإقصاء».

وفي ما يخص الخلاف الرباعي العربي مع قطر، قال الدكتور محمد العيسى إن رابطة العالم الإسلامي لم تدخل في موضوع قطر، إذ ترى أن هذا الموضوع واضحُ الحل، مؤكداً أن القضية بسيطة جداً، وتتركز على أن تلتزم قطر بتعهداتها السابقة والتي أوضحتها تفصيلاً طلبات الدول الأربع من قطر، «وهي طلبات عادلة ومنطقية وتمثل استحقاقاً مشروعاً».

وأضاف: «نحن ضد ما يسمى الإسلام السياسي وفق مفهومه الحركي السائد، والذي يسعى لتوظيف الإسلام لتحقيق أهداف سياسية، كما يعمل على تقويض مفهوم الدولة الوطنية في العالم الإسلامي ككل، وفي أفق تصوره نحو ما يسميه مشروع الدولة الشاملة أو دولة الخلافة طبعاً بمفهومه المتطرف».