محمد المنيسي: قاعدة العديد خشية من السعودية وبن جاسم له قصر للإجازة قرب "تل أبيب"

عرب وعالم

اليمن العربي

قال السفير المصري السابق بالدوحة محمد المنيسي، أن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بأن يتوهم بأن السعودية هي العدو اللدود لقطر.


وأضاف في تصريح نشرته صحيفة "عكاظ" الصادرة اليوم الاثنين - تابعها "اليمن العربي"، وحرص حمد بن جاسم على تأسيس قاعدة العديد الأمريكية خشية من السعودية.

وتابع «عندما بدأ العمل على تأسيس قاعدة العديد الأمريكية بقطر سرا سألت حمد جاسم لماذا وأنتم دولة لا أعداء لكم؟ قال لي كي تحمي قطر من عدوها الحقيقي، واعتقدت حينها أنه يتحدث عن إيران إلا أنه فاجأني بقوله: «قطر تخشى السعودية»
فضحكت بشدة وقلت له هل تعتقد أن السعودية بمساحتها الهائلة وما تمتلكه بلاد الحرمين الشريفين من ثروات
ً كبيرة أن تفكر بمساحة صغيرة جدا مثل قطر؟ فقال لي: «أنتم تحسنون الظن بالسعودية ولا تعرفون حقيقتها»،
فقلت له لايمكن أن نسير سياساتنا على سوء الظن وهناك قرائن وأدلة تؤكد صدق السعودية ووضوح رؤيتها
واتجاهاتها مع أشقائها العرب، إلا أنه ابتسم وقطع الحوار

ولفت السفير المصري الذي عين سفيرا بالدوحة عام 95 في عهد أمير قطر السابق حمد بن خليفة، أن الأمور كانت
تبدو جيدة، وكانت علاقته مع حمد بن جاسم فيها شيء من الود، إلا أنها توترت بعد أن كشف أنه قضى إحدى
إجازاته في إسرائيل ( ًسرا) وبعد عودته سألته عن تلك الإجازة إلا أنه انزعج بشكل غير معقول وطلب تغيير مسار
الحديث. وتابع: « ً علمت من الأصدقاء المقربين أن حمد بن جاسم يمتلك قصرا بمنتجع قريب جدا من تل أبيب ويقضي
ً إجازاته ويتردد كثيرا هناك».

وزاد: «بدأت تظهر بالدوحة أن هناك أزمة مالية شديدة بعد أن اكتشفوا أن أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن
حمد أودع الاحتياطي النفطي بحساباته الشخصية وليس باسم الحكومة ووجدت الحكومة نفسها بمأزق حقيقي
لدرجة أنها أجبرت البنوك التجارية أن تدفع رواتب الموظفين في شهري أكتوبر ونوفمبر 95 ،وبدأت بعض المشاهد
ً تتضح للدور المحوري لحمد بن جاسم للترتيب لانقلاب حمد بن خليفة على والده، وقبل الانقلاب كان مشغولا
بالخارجية الأمريكية ونجح بالحصول على الموافقة على الإطاحة بالشيخ خليفة بن حمد وكان بسبب رفض الأخير
الموافقة على استخراج الغاز، إذ كان ينظر أن ذلك الأمر مكلف وأن قطر ستستدين مبالغ ضخمة، فحمد بن جاسم
عرض عليهم فكرة الانقلاب وإزاحة خليفة بن حمد من الحكم لصالح ابنه حمد ورحبوا بشرط أن ينفذوا أجندة
أمريكا».

وأضاف المنيسي «نجح الانقلاب عندما خرج خليفة بن حمد في رحلة خارجية وقام ابنه حمد بجمع أفراد الأسرة
ً وكبار المسؤولين وفوجئوا أن الاجتماع بمبايعته أميرا للبلاد».

ً ولفت المنيسي إلى أن كثيرا من أفراد الأسرة القطرية يكرهون حمد بن جاسم بشدة ولكنهم لايستطيعون أن
ٍ يجهروا بذلك، وهو ذو نفوذ عال ً ويقف خلف جميع التحركات التي تحدث من الدوحة حتى هذه اللحظة، مؤكدا أن
أميرها الحالي تميم بن حمد لا ناقة ولا جمل له.

وأبان السفير المصري السابق بالدوحة أن اليهود ساعدوا حمد بن جاسم للوصول إلى الأموال التي وضعها خليفة
بن حمد في حساباته، واتفق على افتتاح مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة في نوفمبر 95 ،وكان مدير المكتب
إسرائيلي يدعى سامي ريفيل بالرغم عدم وجود أي إغراء لفتح مكتب اسرائيلي في قطر كونها دويلة صغيرة
واحتياجاتها محدودة، حتى أن المكتب وجد معارضة من القطريين لدرجة أنه استمر أشهرا كثيرة في شيراتون
الدوحة ولم يستطع الحصول على مقر يعمل به.

ولفت المنيسي إلى أن حمد بن جاسم لعب دورا كبيرا في التقارب القطري الإسرائيلي، إذ عمل على بناء وتأسيس
قناة «الجزيرة» بدعم إسرائيلي وتم استقطاب الطاقم الموجود في قناة (BBC (العربية للعمل بهذه القناة وهو
من جلب المذيعين ميشيل حداد وفيصل القاسم وأحمد منصور وغيرهم.

ونوه المنيسي بأنه التقى ذات يوم حمد بن جاسم وكانت هناك حساسية شديدة بينهما، وكان يتحدث بأن مصر
ترغب في إعادة الشيخ خليفة بن حمد مرة أخرى للحكم إلا أنه رد عليه بأن مصر لا تتعامل إلا مع الشرعية ولا
تتدخل بشؤون غيرها، لكن لم يكن يتقبل هذا الحديث. وكشف الدبلوماسي المصري «حدثت محاولة انقلاب لإعادة
الشيخ خليفة بن حمد للحكم وحمد بن جاسم قال لي إن السعودية ومصر والبحرين كانوا خلف تلك المحاولة
ً فانفعلت عليه وقلت له هذه دول ليس من سياستهم أبدا التدخل بالشؤون الداخلية لغيرها».

 ولفت السفير المصري السابق إلى أن التطورات بين قطر وإسرائيل توسعت بشكل كبير وكان هنالك وفد وصل للدوحة وأبعدوه عن وسائل الإعلام وأقاموا بقصر صغير (قصر ديانا).. ً ولاحظوا أن هنالك حراسة مشددة عليه، مؤكدا أن العلاقات الإسرائيلية القطرية متجذرة وهو موضوع يعود لتسعينات القرن الماضي.

 وزاد «في أحد اللقاءات سألت حمد بن جاسم عن حرصه على العلاقات مع إسرائيل، فقال: لي أقرب طريق لقلب أمريكا هي إسرائيل»