إيران تسارع لبث الانقسامات الطائفية داخل صفوف وأطياف الشعب العراقي

عرب وعالم

اليمن العربي

لا يتواني نظام ملالي إيران يوما بعد يوم عن العمل في إطار خطتها التوسعية، بالتدخل في شؤون الدول العربية، فتمد أذرعها في كل مكان وتستغل كل حدث لبث بذور الطائفية والانقسام، والعمل على تفتيت الدول، متجاهلة إرادة الشعوب في تقرير مصائرها.

فلم يكتف نظام الملالي بالإرهاب، الذي تستخدمه مليشيا "حزب الله" الإرهابية التابعة لها في لبنان للسيطرة على الانتخابات النيابية، فتسارع لبث الانقسامات الطائفية داخل صفوف وأطياف الشعب العراقي بغرض تفتيت الأصوات في انتخابات مايو المقبل، بغرض تعقيد عملية تشكيل حكومة وربما يؤخرها ويهدد المكاسب التي تحققت ضد تنظيم داعش الإرهابي لتتمكن من التدخل بشكل أكبر في الشأن السياسي العراقي تحت ستار الحرص على مصلحة العراق.


وأدى فشل الحكومات المتتالية، المقربة من إيران، في إصلاح البنية التحتية المتداعية وتوفير وظائف أو حتى إنهاء العنف، إلى توجه الكثيرين ممن كانوا يصوتون على أسس طائفية، إلى معاداة المذهبية لاعتبارهم التيارات السياسية ذات الصبغة الدينية المسؤولة عن العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية التي يعاني منها العراق. 

ويقترع العراقيون في 12 مايو/أيار المقبل في الانتخابات البرلمانية، التي يبدو ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، الأوفر حظا للفوز بها، بحسب طيف واسع من المراقبين لكن لا يزال من غير المعروف طبيعة التحالفات التي ستفرضها النتائج النهائية للانتخابات. 


وتسعى إيران إلى إفشال الائتلاف الذي يقوده حيدر العبادي، الأوفر حظا للفوز بالانتخابات، عن طريق اتفاق مع حلفائها في العراق على تشكيل ائتلاف، يمنعه من الحصول على ولاية ثانية، وتنصيب قائد «الحشد» هادي العامري، بدلا عنه.

ويعد العامري، قائد منظمة بدر، إحدى أذرع إيران العسكرية في العراق، وقد سعى النظام في طهران مرارا من أجل توليه منصبا أمنيا في الحكومة العراقية منذ عام 2014، لكنه عاد به إلى الساحة من أجل تكريس همينة الملالي على رأس السلطة في العراق.


المطامع الإيرانية لم تعد تخفى على الأسرة الدولية، التي أكدت أن ترشيح زعماء من مليشيا "الحشد" في الانتخابات العراقية، هو جزء من سياسة إيران الكبرى في المنطقة. 

وأكد السفير الأمريكي السابق لدى العراق، في تصريحات نقلتها مجلة فورين بوليسي في وقت سابق، المخاوف الأمريكية، من ترشيح زعماء "الحشد"، معتبرًا أنها "خطة إيرانية للسيطرة على العراق".


وتخوض فصائل الحشد الشعبي الانتخابات عبر تحالف تحت مسمى "ائتلاف الفتح"، بعدما أغضب القيادات الموالية لإيران تقارب بين العبادي وإياد العلاوي الذي يمثل التيار المدني دون العودة لقادة الحشد.

وتخطط طهران لإقصاء العبادي عن طريق حصول قائمة "الفتح" و"دولة القانون" على أكثر من 60 مقعداً لتشكل أغلبية في الائتلاف الوطني الجديد، لإقصاء حزب الدعوة عن قيادة الائتلاف، وطرح أسماء بديلة للعبادي.

دفع انهيار التحالف بين العبادي ومليشيا الحشد الشعبي، أوائل العام الجاري "العبادي" للانخراط في تحالفات جديدة مع القوى المدنية، ويدعو رئيس الوزراء العراقي، إلى محاربة الفساد والطائفية والعنصرية، ووفها في وقت شابق بأنها تشكل تهديدًا خطرًا على العراق.

وزار العبادي، قبل أيام، محافظة الأنبار ليصبح أول زعيم شيعي يروج لحملة قائمته الانتخابية في محافظة سنية بالكامل، الأمر الذي عده مراقبون دليلا على سعي العبادي للاعتماد على خطاب سياسي جديد يوفر له أفضلية على ائتلاف الحشد المنافس له في الانتخابات والمدعوم من إيران.


وأكد أنه سيسعى مع حكومته لإقامة علاقات مع دول الجوار، دون تنازل عن المصالح والثوابت الوطنية، والتركيز على المشتركات بدل الخلافات.

وفي كلمة ألقاها، خلال حضوره مؤتمر السفراء السادس ل‍وزارة الخارجية، قال إنه "لا يمكن أن نعزل أنفسنا عن العالم في زمن التواصل، لكن بإمكاننا تحصين أنفسنا بوحدتنا وتحقيق مصالح شعبنا وتطوير علاقاتنا الخارجية".

وتعكس تحركات العبادي الرغبة المتزايدة للانفصال عن حزب الدعوة، الذي يتبع سياسات ولاية الفقيه في إيران، وتشكيل كيان حزبي جديد مع تكتلات ذات صبغة مدنية، ويدخل العبادي الانتخابات بأوراق قوة بعد الانتصار على داعش واستعادة كركوك.