بعد توقف حسابه.. هل أعطى خامنئي إشارة البدء لحجب "تليجرام" في إيران؟

عرب وعالم

اليمن العربي


أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، بتوقف حسابات عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين عن العمل على موقع "تليجرام" للتراسل الفوري، من بينهم المرشد علي خامنئي في الوقت الذي يدور جدل حول قرب حجب السلطات الإيرانية تطبيق موقع التواصل الاجتماعي الأشهر استخداما بين الإيرانيين، نظرا لدوره البارز خلال الاحتجاجات الشعبية العارمة مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأشار موقع "راديو فردا" المعارض، إلى توقف حسابات كل من خامنئي وإسحاق جهانجيري النائب الأول للرئيس الإيراني على موقع تليجرام، لافتا إلى أن هذا الأمر يأتي وسط أنباء عن احتمالية حجب التطبيق تماما داخل إيران مطلع الشهر المقبل.

ولفت راديو فردا أن القرار الخاص بإيقاف حساب مرشد نظام الملالي على موقع تليجرام، اتخذ قبل أن تشرع المؤسسات الحكومية الإيرانية في استبدال التطبيق بتطبيقات محلية أخرى مثل سروش، والتي تخضع لرقابة من الأجهزة الأمنية، وتنتهك خصوصية المستخدمين، بحسب الموقع.


حساب خامنئي الرسمي على تليجرام

وأشار الموقع إلى أن القرار يأتي دعما للتطبيقات المحلية مثل "سروش" و"جاب"، و"آي جاب"، والتمهيد للاستغناء عن تطبيقات التواصل الاجتماعي الأجنبية، لافتا إلى توقف حساب إسحاق جهانجيري أيضا عن العمل على التطبيق ذاته، وذلك على الرغم من ادعاء حكومة روحاني معارضتها لقرار حجب تليجرام وغيره من التطبيقات الأجنبية.

وفي السياق ذاته، أعلنت وكالات أنباء إيرانية خروج تطبيق "تليجرام" عن الخدمة بشكل مفاجئ داخل البلاد، اليوم الأربعاء، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط الإيرانية، خاصة بعد تصريحات رسمية أدلى بها مسؤول في ما يُعرف بـ "المجلس الأعلى للفضاء الإليكتروني" في إيران، عن احتمالية حجب التطبيق في أي وقت.

وذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، أن سبب انقطاع خدمة "تليجرام" يرجع لوجود خلل اعترى خوادم الانترنت "السيرفرات" الخاصة به في عدة دول، غير أن "باول دورودف" مؤسس ومدير التطبيق الروسي لم يعلق على هذا الأمر عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر حتى الآن.

وأكد "راديو فردا"، على وجود رغبة قوية لدى خامنئي بحجب تطبيق "تليجرام" نهائيا، نظرا لدوره البارز في حشد المحتجين خلال التظاهرات العارمة التي اجتاحت البلاد مؤخرا، حيث كان وسيلة الإيرانيين الوحيدة والسهلة للتواصل في ظل حجب تطبيقات أخرى مثل "فيسبوك" و"تويتر"، إلى جانب اعتماده على سرعة الإنترنت البطيئة نسبيا.

وفي السياق ذاته، أوردت مجلة شهرية إيرانية تدعى "كافه بازار"، خبرا عن حذف أحدث نسخ تطبيق تليجرام من كافة تطبيقات نظام أندرويد للهواتف الخلوية في إيران، مشيرة إلى أن لجنة حكومية تابعة للقضاء، تُعرف بـ "لجنة" تحديد المحتوى الإجرامي على الإنترنت"، هي من اتخذت القرار دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل بصدده.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم الإيرانية قرارا يقضي بحظر استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الأجنبية داخل المدارس في كافة أنحاء البلاد.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعتزم فيه سلطات نظام الملالي حجب تطبيق "تليجرام" للتراسل الفوري، وإحلال تطبيقات تواصل محلية، لإحكام الرقابة والتضييق الأمني على المواطنين الإيرانيين في ظل تصاعد الغضب الشعبي لسوء الأوضاع المعيشية.  

ودعا القرار، بحسب وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، المدارس إلى استخدام تطبيقات التواصل المحلية فقط مثل "سروش"، بدلا من التطبيقات الأجنبية التي تدعي سلطات نظام الملالي سيطرة دول غربية عليها، في ذريعة من جانبها لحجب كافة تلك التطبيقات داخل البلاد، ومنع المواطنين الإيرانيين من الوصول إليها، نظرا لدورها البارز خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي. 

وفي السياق ذاته، أعلن أحد نواب البرلمان الإيراني، أمس الثلاثاء، عن احتمالية حجب تطبيق "تليجرام" أوائل الشهر المقبل، في ظل حالة الجدل الدائرة داخل البلاد لحظر كافة التطبيقات الأجنبية.



وأشار أبو الفضل ترابي أحد أعضاء كتلة ممثلي الولاية البرلمانية المتشددة، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، إلى  أن "حجب تليجرام سيكون مجرد بداية لحظر باقي التطبيقات المماثلة له في البلاد"، غير أن موقع "راديو فردا" المعارض عزا الأمر إلى دور "تليجرام" البارز في حشد المحتجين خلال التظاهرات العارمة التي جابت أنحاء أكثر من 100 مدينة إيرانية مؤخرا.

ولفت الموقع إلى إقدام السلطات الإيرانية على قرار حجب تطبيقي "تليجرام" و"أنستغرام "مؤقتا لنحو أكثر من أسبوعين، إضافة إلى اعتقال عدة نشطاء بارزين بمنصات التواصل الاجتماعي حينها، بهدف السيطرة على تلك الاحتجاجات العارمة. 

وأكد أبو الحسن فيروزآبادي سكرتير ما يُعرف بـ "المجلس الأعلى للفضاء الإليكتروني" في إيران، أن تطبيق تليجرام بات عرضة للحجب في أية لحظة، مدافعا عن استخدام تطبيقات التواصل المحلية، والخاضعة لرقابة من الأجهزة الأمنية، لانتهاك خصوصية المستخدمين. 

ولفت آبادي، في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية، إلى أن السماح بوجود التطبيقات الأجنبية في إيران، مقترن بتوافقها مع القوانين الإيرانية، على حد قوله. 

ويستخدم أكثر من 40 مليون مواطن إيراني تطبيق "تليجرام"، والذي حال حجبه رسميا، سيؤثر بشكل مباشر على الأنشطة التجارية للمواطنين، الذين يعتمدون عليه في الترويج لبضائعهم بهدف الحصول على دخل إضافي في ظل تردي الأوضاع المعيشية.