إيران.. حظر تليجرام في المدارس وتوقعات بحجب التطبيق قريبا

عرب وعالم

اليمن العربي


أصدرت وزارة التربية والتعليم الإيرانية قرارا يقضى بحظر استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الأجنبية داخل المدارس في كافة أنحاء البلاد.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعتزم فيه سلطات نظام الملالي حجب تطبيق تليجرام للتراسل الفوري، وإحلال تطبيقات تواصل محلية، لإحكام الرقابة والتضييق الأمني على المواطنين الإيرانيين في ظل تصاعد الغضب الشعبي لسوء الأوضاع المعيشية. 

ودعا القرار، بحسب وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، المدارس إلى استخدام تطبيقات التواصل المحلية فقط مثل سروش، بدلا من التطبيقات الأجنبية التي تدعي سلطات نظام الملالي سيطرة دول غربية عليها، في ذريعة من جانبها لحجب كافة تلك التطبيقات داخل البلاد، ومنع المواطنين الإيرانيين من الوصول إليها، نظرا لدورها البارز خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي.

وكشفت تصريحات أدلى بها سيد محمد بطحايى وزير التربية والتعليم الإيراني، أن هذا القرار يأتي في إطار سعي نظام الملالي لحجب كافة تطبيقات التواصل الاجتماعي الأجنبية، بهدف فتح المجال أمام التطبيقات المحلية، لافتا أن الأخيرة أفضل بكثير، بحسب قوله.

واعترف الوزير الإيراني بوجود تنسيق مع المسؤولين المختصين بتلك التطبيقات المحلية، بهدف طرحها داخل المدارس الإيرانية وكذلك دواوين العمل في وزراته، مطالبا أولياء الأمور والطلاب إلى الامتناع عن استخدام التطبيقات الأجنبية بزعم تسببها في "خلل تربوي"، وفق تعبيره.

وفي السياق ذاته، أعلن أحد نواب البرلمان الإيراني، اليوم الثلاثاء، عن احتمالية حجب تطبيق تليجرام أوائل الشهر المقبل، في ظل حالة الجدل الدائرة داخل البلاد لحظر كافة التطبيقات الأجنبية.

وأشار أبو الفضل ترابي أحد أعضاء كتلة ممثلي الولاية البرلمانية المتشددة، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن "حجب تليجرام سيكون مجرد بداية لحظر باقي التطبيقات المماثلة له في البلاد"، غير أن موقع راديو فردا المعارض عزا هذا الأمر إلى دور تليجرام البارز في حشد المحتجين خلال التظاهرات العارمة التي جابت أنحاء أكثر من 100 مدينة إيرانية مؤخرا، لافتا إلى إقدام السلطات الإيرانية على قرار حجب تطبيقي تليجرام وأنستقرام مؤقتا لنحو أكثر من أسبوعين، إضافة إلى اعتقال عدة نشطاء بارزين بمنصات التواصل الاجتماعي حينها، بهدف السيطرة على تلك الاحتجاجات العارمة.

وأكد أبو الحسن فيروزآبادى سكرتير ما يُعرف بـ "المجلس الأعلى للفضاء الإليكتروني" في إيران، أن تطبيق تليجرام بات عرضة للحجب في أية لحظة، مدافعا عن استخدام تطبيقات التواصل المحلية، والخاضعة لرقابة من الأجهزة الأمنية، لانتهاك خصوصية المستخدمين.

ولفت آبادي، في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية، إلى أن السماح بوجود التطبيقات الأجنبية في إيران، مقترنا بتوافقها مع القوانين الإيرانية، على حد قوله.

وسبق أن دشن خامنئي ما يُعرف بـ"المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني" في عام 2012، حيث يضم في عضويته رئيس الجمهورية، والمتحدث باسم البرلمان، ورئيس القضاء، وقائد مليشيات الحرس الثوري، وقائد قوات الشرطة، وممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، بالإضافة إلى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ويستخدم نحو أكثر من 45 مليون إيراني تطبيق تليجرام، بحسب بيانات نشرتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث كان له دور بارز في تغطية الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام مؤخرا كبديل للمواطنين عن حظر تطبيقات أخرى مثل فيسبوك وتويتر، الأمر الذي أدى إلى حجب التطبيق لنحو ثلاثة أسابيع بذريعة تحريضه على استهداف "الأمن القومي".