كيف تعاملت الصحف الأمريكية مع المؤتمر الذي جمع ترامب وتميم بواشنطن؟

عرب وعالم

اليمن العربي

لجأت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست، ومعهما شبكة فوكس نيوز، أي أكبر ثلاثة منابر إعلامية أمريكية إلى الحديث عن سيكولوجية المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعدما لم تجد أي شيء يستدعي المتابعة والاستقصاء .

نيويورك تايمز وبعد أن استذكرت أن ترامب كان قبل بضعة أشهر وصف تميم بأنه ضالع شخصيًا في دعم الإرهاب، أشارت إلى أن ترامب استخدم في المؤتمر الصحفي  يوم أمس ، وصف مجاملة ملتبس لتميم  بأنه “أصبح الآن مروجاً كبيرًا Advocate Big، لمحاربة الإرهاب”، ولأن توصيف “الترويج” في الأدبيات السياسية يكاد يعني المخاتلة، ولأن التعبير ” أصبح الآن ” يعني أنه كان خلاف ذلك ، فقد أسرع تميم للتدخل، كما لاحظت نيويورك تايمز.

ويرى مراسل الصحيفة في البيت الأبيض بيتر بيكر أن تميم لم يرتح لتوصيف قطر بأنها “الآن أصبحت حليفاً في محاربة الإرهاب”، لأن هذا التعبير يعني تمامًا وبوضوح أن مطالب الدول الرباعية العربية في مقاطعتها لقطر بسبب دعمها للإرهاب كانت مطالب محقة، وأن قطر استجابت لبعضها حتى وإن كابرت بالاعتراف، أو أنها لم تنفذ ما التزمت به في تجريم وملاحقة الذين وردت أسماؤهم في قائمتها الخاصة بالإرهاب.

يقول مراسل نيويورك تايمز”لم يرتح أمير قطر لهذا التوصيف من ترامب. فسارع للقول:أريد أن أوضّح شيئاً بشكل جليّ، أيها الرئيس نحن لا ولن نتهاون مع الناس الذين يمولون الإرهاب، وقد كنّا متعاونين مع الولايات المتحدة في وقف تمويل الإرهاب بالمنطقة”.

ومن المفارقة التي سجلتها نيويورك تايمز وفوكس نيوز وهي استفاضة كليهما، تميم وترامب، في مدح الآخر بأوصاف يعرف كلاهما أنها مجاملة فائضة عن الحاجة، ولذلك استخدمت نيويورك تايمز تعبير “لملمة ومراكمة Heaped”  في تجميع تعابير المجاملة، تميم وصف ترامب بأنه “صديق كبير” ، وفي المقابل وصف ترامب تميم بأنه ” جنتلمان  وشعبي في بلاده”.

المفارقة الثالثة التي توسعت بها شبكة فوكس نيوز وهي استمرار إلحاح أمير قطر في طلب الوساطة الأمريكية لإنهاء المقاطعة العربية، في الوقت الذي تجنب ترامب الإشارة لهذا الموضوع بعد أن اقتنع بتأجيل القمة الأمريكية الخليجية إلى وقت لاحق من هذه السنة دون تحديده.

صحيفتا واشنطن بوست وول ستريت جورنال عرضتا أيضا بعضًا من الثمن الذي دفعته قطر من أجل تخفيف وصمة الإرهاب التي طالما وُصفت بها في واشنطن، واستبدالها بأنها تبذل الآن جهدها  للتعاون في ذلك .

وأكدت الصحيفتان أنه أثناء وجود الأمير تميم في الولايات المتحدة هذه المرة جرى تمرير صفقة صواريخ بقيمة 300 مليون دولار، وصفقة طائرات بوينغ، ومشروع مع شركة اكسون للاستثمار في الغاز الصخري، وقبل ذلك  توسعت الدوحة في الإغداق على  لوبيات  العلاقات العامة  واختيار اثنتين قريبتين من شخص الرئيس ترامب.

وعن هذا بالتحديد قال ترامب مشيرًا لتميم في اللقاء: “لدينا عن يميني هذا السيد الذي يشتري منا الكثير من المعدات ..الكثير من المشتريات من الولايات المتحدة الأمريكية.. الكثير من الطائرات العسكرية والصواريخ.. الكثير من الأشياء المختلفة”