الشواهد تكشف تناقض إيران وحقيقة تسليح إيران للميليشيات الحوثية

أخبار محلية

اليمن العربي

أكدت الشواهد التي عرضها التحالف العربي لدعم الشرعية، عن بقايا الصوارخ الباليستية التي أطلقتها الميليشيات تؤكد إستمرار إمدادات الصواريخ والأسلحة الإيرانية للحوثيين الذين ينفذون أجندة طهران في اليمن، وذلك على الرغم من الإنكار الإيراني المتواصل .

وكشفت الشواهر تناقضت تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول دعم الميليشيات الحوثية، ففي حين زعم مساعد الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني، يد الله جواني، بحسب وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوير، أن الميليشيات توصلت إلى القدرة على إنتاج أسلحتها الدفاعية بأنفسها، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمته أمام مجلس الشورى (البرلمان) وبثها التلفزيون الإيراني، على استمرار دعم ميليشيات طهران في المنطقة واليمن.

وكان روحاني قد صرح، في كلمة متلفزة في 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أنه "لا يمكن في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران"، وفق تعبيره.

من جهته، كشف حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، المحسوبة على المرشد علي خامنئي، عن توجيهات إيرانية لميليشيات الحوثي بضرب الملاحة.

وكان الدبلوماسي والسفير الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة، صادق خرازي، الذي يرأس تحرير موقع "الدبلوماسية الإيرانية"، قد كشف في مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي، مخطط طهران للتوسع في باب المندب قائلاً: "لقد استطعنا أن نوسع قوتنا الأمنية في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك في باب المندب، ولو لم نفعل هذا لواجهنا مشاكل وأزمات خطيرة لأمننا داخل البلاد".

كما اعترف خرازي أن تصدير الإرهاب والتطرف هو جزء من الدستور الإيراني بقوله: "وفقاً للدستور يقوم فيلق القدس بالحرس الثوري بإغاثة كل مسلم أينما ناداه ويقف بجانبه ويدافع عنه".

وبالإضافة إلى الأدلة الدامغة التي عرضها التحالف العربي، الاثنين، كانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، قد اصطحبت في 29 كانون الثاني/يناير الماضي، 12 سفيراً أجنبياً من مجلس الأمن في جولة للاطلاع بأنفسهم على الأدلة التي تثبت تسليح إيران للحوثيين في اليمن.

وأوضحت هيلي، على حسابها في تويتر، سبب استدعاء "مجلس الأمن إلى العاصمة لإطلاعهم شخصياً على أدلة مباشرة تابعة لبرنامج الأسلحة غير المشروعة لوزارة الدفاع الإيرانية"، مشيرة: "لا يمكن استمرار هذه الانتهاكات".

كما عرضت المندوبة الأميركية، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، جزءاً من الصواريخ الإيرانية التي استهدف بها الحوثيون الرياض، ما اعتبرته انتهاكاً للقرار الأممي 2216.

وفي قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن، شاهد الحضور، وكان من بينهم سفراء الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، بقايا صاروخ إيراني أطلق من اليمن نحو السعودية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وتواصل إيران تهديد الملاحة والأمن في خليج عدن ومضيق باب المندب وسائر السواحل اليمنية بعد مسلسل استهدافات فاشلة للسفن الحربية الأميركية والسعودية بواسطة ميليشيات الحوثي التابعة لها، حيث ذكر نائب قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، أن بلاده تمتلك صواريخ باليستية جديدة وفريدة مخصصة لاستهداف القطع البحرية.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2016، أعلنت وكالات إيرانية أن الحوثيين أطلقوا صواريخ إيرانية الصنع من نوع زلزال 3 على أهداف سعودية، وذلك عقب إعلان مصادر أميركية، من بينها السيناتور البارز عن الحزب الجمهوري بالكونغرس، جون ماكين، أن تكون الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على المدمرة الأميركية في خليج عدن، مرسلة من قبل إيران،، ما يعزز تورط طهران بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية لاستهداف قوات التحالف.

وكانت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري قد أشارت إلى أن الصاروخ الباليستي الذي أطلق على معسكر بمنطقة عسير، في تشرين الأول/أكتوبر 2016 كان من نوع زلزال 3 وهو إيراني الصنع، وكانت الميليشيات الحوثية قد أطلقته في مرات سابقة على مراكز سعودية.

وبحسب الوكالة، فقد أطلق الانقلابيون في اليمن في الـ7 من نفس الشهر صاروخاً باليستياً من نوع زلزال 3 أيضاً على المنطقة الصناعية في ظهران الجنوب بمنطقة عسير.

وكانت إيران تستخدم طيرانها المدني لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة حتى ما قبل بداية "عاصفة الحزم" عام 2015، حيث إنه بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، أبرموا اتفاقاً مع خطوط "ماهان إير"، أقام الحرس الثوري بموجبه جسراً جوياً بين طهران وصنعاء.

واستمرت إيران بتزويد الانقلابيين بما كانوا بحاجة إليه من أسلحة تحت ذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حتى قصفت مقاتلات التحالف مدرج مطار صنعاء لمنع هبوط طائرة من "ماهان"، بعيد انطلاق "عاصفة الحزم"، حيث منع طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مرور أية طائرة إيرانية وإرغامها على العودة.

وفي أيار/مايو 2017، أكد اللواء سعيد قاسمي، القيادي السابق بالحرس الثوري والقائد الحالي لمجموعة "أنصار حزب الله"، وهي من جماعات الضغط المقربة من المرشد الأعلى، أن "دعم إيران للحوثيين لم يعد يخفى على أحد".

وقال قاسمي خلال مقابلة تلفزيونية: "أتمنى أن أكون في اليمن لأنني أرى أن السيطرة على باب المندب جزء من الدفاع عن حرم السيدة زينب في سوريا وجبهة المقاومة".

واستطرد قائلاً: "من كان يظن أن مضيق باب المندب، الذي يعتبر ثاني مضيق استراتيجي في العالم، يقع بيد الشيعة".

في 8 آذار/مارس 2016، هدد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال مسعود جزائري، بإرسال قوات إيرانية إلى اليمن لمساعدة ميليشيات الحوثي، على غرار دعم طهران لنظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه في سوريا.

وكانت إيران قد اعترفت رسمياً على لسان نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري، اللواء إسماعيل قائاني، في 24 أيار/مايو 2015 بدعم الحوثيين عسكرياً وتدريبياً ولوجستياً.

وكان قائد الحرس الثوري الأسبق والأمين الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، قد وجه رسالة إلى زعيم ميليشيات الحوثي في اليمن، عبدالملك الحوثي، في 29 آذار/مارس 2015، حثه خلالها على الاستمرار في "المقاومة" ضد عمليات التحالف لإعادة الشرعية، واعداً باستمرار الدعم الإيراني لهذه الميليشيات الموالية لطهران.

ومنذ كانون الثاني/يناير 2016 تم تعيين قائد الشرطة الإيرانية السابق، اللواء إسماعيل أحمدي مقدّم، رئيساً للجنة دعم الحوثيين والتي تطلق عليها السلطات "لجنة دعم الشعب اليمني".

ويندرج دعم ميليشيات الحوثي في إطار المشروع الإيراني الجديد، تحت عنوان "البدر الشيعي"، بعد اكتمال "الهلال الشيعي" في المنطقة، في وقت تتحدث فيه إيران عن احتلال أربع عواصم عربية وامتداد نفوذها إلى شواطئ المتوسط وباب المندب.