حصرياً... “اليمن العربي” يروي تفاصيل استهداف النقطة الأمنية بوادي حجر.. ويكشف الخبايا

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في فاجعة لم تشهد لها محافظة حضرموت مثيل منذُ تحرير ساحلها من عناصر التطرف والإجرام الَّذين يتخذون من “دين التكفير” نهج لهم لإرتكاب مجازر بشعة في حق الجنود المرابطين في النقاط الأمنية التابعه لقوات النخبة الحضرمية بعد تلقيها ضربات موجعة منها.


وفي هذا الصدد، يروي “اليمن العربي” تفاصيل الهجوم الإرهابي الَّذي إستهدف أحد النقاط الأمنية الواقعة غرب مديرية وادي حجر، جنوب غرب محافظة حضرموت، وأسفر عن إرتقاء 10 جنود وإصابة 4 آخرين في عملية مباغته نفذها متطرفي عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الَّذي “لا دين له” في حق مجموعة من الجنود التابعيين لمعسكرات قوات النخبة الحضرمية بــ"ربوة خلف"؛ أحد المعسكرات التابعه للمنطقة العسكرية الثانية بالمكلا.


تفاصيل الهجوم الإرهابي


يروي مدير مكتب "اليمن العربي" في حضرموت، أبوبكر محسن الشادلي؛ وهو إبن عم الشهيد محمد أحمد الشادلي، تفاصيل ومجريات الهجوم الإرهابي الَّذي إستهدف نقطة مفرق منطقة "العقيق" الواقعة غرب المديرية؛ وفق شهادات الجنود الَّذين نجوا من الهجوم, وإليكم التفاصيل فيما يلي :

الهجوم الأول

إشتبك الجنود المرابطين في نقطة مفرق منطقة "العقيق" مع متطرفي عناصر التنظيم، ظهيرة هذا اليوم الأربعاء، وإصيب منهم 4 جنود وهم: احمد عبدالرحمن باعبدالمانع , عبدالله المشجري , هادي أحمد الحيقي , عمر سالمين التميمي..  


بعد ذلك إنسحب متطرفي التنظيم، عقب سقوط خمسة قتلى في صفوفهم، إلى أحد الثكنات العسكرية التابعه لهم.

الهجوم الثاني

بعد إنسحاب عناصر التنظيم لحقتهم مباشرةً إثنين أطقم عسكرية مجموع الأفراد فيها 10 جنود؛ بهدف تمشيط المنطقة، إلا نهم وقعوا في كمين أعده متطرفي القاعدة بمنطقة "باراعي" الواقعة على مشارف مركز مديرية حجر من الجهة الغربية.


وأسفر الكمين عن إستشهاد 10 جنود وأسماءهم على النحو التالي: 


1. سامي سليمان باجعبوب. 
2. احمد سالمين عرفه باجغله. 
3. حسين شاكر.
4. هاني يسلم باعيسى. 
5. محمد صالح باعيسى.  
6. صابر احمد محمد بادبيان. 
7. سالم باعبد المانع. 
8. احمد محمد بادببان. 
9. محمد سليمان باهميم. 
10. محمد أحمد الشادلي. 


وبحسب إفادات الجنود, يرجح مدير مكتب "اليمن العربي" في حضرموت؛ إبن عم الشهيد محمد الشادلي، أن الهجوم الأول لم يكن إلا بمثابة تهميد للهجوم الثاني، وذلك لأن التنظيم يعلم جيداً بأن المرابطين في النقطة سيقومون بملاحقتهم عقب الهجوم الأول.


لماذا إستهدف التنظيم نقطة مفرق منطقة "العقيق"؟


يؤكد أبوبكر الشادلي، أن إستهداف تنظيم القاعدة لنقطة مفرق منطقة "العقيق"، ما هو إلا رسالة منه يوصلها لقيادة محافظة حضرموت والقيادات الإماراتية المتواجدة بالمحافظة، يقول نصها “نحن لن نسكت على هجومكم الأخير وإنتهاككم لمعسكراتنا في وادي المسيني”.


وأوضح الشادلي، أن الهجوم الإرهابي الَّذي إستهدف نقطة مفرق منطقة "العقيق"، ومجزرة ذبح الجنود العشرة الَّذين وقعوا في الكمين، ما هو إلا رداً على الخسائر الَّتي لحقت بهم عقب عملية الفيصل بوادي المسيني.

إدانات من أسر الشهداء للقيادات


لم يكن العمل الإرهابي والجبان الَّذي نفذه متطرفي تنظيم القاعدة، لإستهداف نقطة مفرق منطقة "العقيق"، إلا عمل إجرامي مدان في دين - الله تعالى - وفي العرف القانون.


ويقول الشادلي، إن التنظيم إختار هذه النقطة الأمنية على وجه الخصوص، لأنهُ يعلم أن جميع الأفراد فيها هم من المستجدين، وأنهُ لن يبذل أي جهد للقضاء عليهم جميعاً، وذلك لأنهم يفتقدون للخبرة والكفاءه، غير أنهُ تفاجأ بهم لذلك أعد لهم الكمين.

ويدين الشادلي، وكافة أسر وأهالي وذوي الشهداء وجميع من في مديرية وادي حجر، العمل الإجرامي المجرد تماماً من مشاعر الرحمة والإنسانية، حيثُ أن الجميع صدم تماماً حينما شاهدوا جثث الشهداء الَّذين ذبحوا وفصلت رؤوسهم عن أجسادهم بطريقة بشعة ووحشيه.


كما أدانت أسر وأهالي وذوي الشهداء كافة القيادات العسكرية المتواجدة في حضرموت، جراء صمتهم عن الجريمة الَّتي حصلت لأولادهم , محملينهم دماء أبنائهم في رقابهم حتى يأخذوا بثأر أبنائهم من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.


كما إعتبرت أسر الشهداء، الجريمة الَّتي إرتكبت في حق أبنائهم، تواطى من قيادات المحافظة والقيادات الإماراتية بالزج بأبنائهم في نقاط أمنية ليسوا جديرين بها لإفتقادهم للخبرة، وأخذ أصحاب الكفاءات والخبرات من أجل تأمينهم في النقاط القريبه من مقراتهم وأماكن تواجدهم.

كشف الحقائق


تُعد هذه العملية الإرهابية الَّتي إقشعرت منها الأبدان وهزت محافظة حضرموت، أول عملية ينفذها تنظيم القاعدة بعد عملية تحرير وادي المسيني أهم وأكبر معاقلهم في ساحل المحافظة.


وذلك في عملية مباغته نفذها أبطال قوات النخبة الحضرمية سمية بـ“عملية الفيصل”، حيثُ أنهُ ومن المتعارف عليه أن مثل هذه العمليات تريد عمل متكامل بحيث أنهُ لا يمكن أن نعطي فرصة للسماح بالإفلات من مثل هذه العمليات؛ بمعنى أن عملية مثل هذه يجب أن تستفز المنظومة الأمنية بشكل عام في أكثر من منطقة حتى لا نعطي فرصة لهروب مثل هذه العناصر الإرهابية بالإنتقال إلى مناطق أخرى.


وأن حصر مثل هذه العمليات على مكان أو منطقة معينه، ربما يسمح لمثل هذه العناصر الإرهابية بالهروب إلى مناطق أخرى وتقوم بالضرر ذاته، وبالتالي يصبح وكأننا لم ننجز إلا الشيء القليل.


ومثالاً على ذلك مقاومة القاعدة في أبين سمح لها بالهروب إلى شبوة , ومقاومة القاعدة في شبوة سمح لها بالهروب إلى ساحل حضرموت, ومقاومة في الساحل قد يسمح لها بالهروب إلى الوادي، وبالتالي كأننا لم نعمل شيء. 



ولكن عندما تكون المكافحة بشكل متكامل في جميع المناطق المحيطة بحيث أنه لا مجال للهروب إلا بالإستسلام والعودة إلى حاظنتهم ومجتمعهم برمي السلاح والعودة إلى التفكير السليم بدلاً عن الفكر الضال أو أن يلاقوا حتفهم وفق ما يتم من عمليات العسكرية.

وعندما نحاول أن نجتث القاعدة من مكان معين ونفتح لهم مجال للهروب بعدم تحريك الأجهزة الأمنية المقابلة في المناطق الأخرى وتكون هذه الأماكن قابلة للأختراق، فهذا يقلل من أهمية وشأن مثل هذه العمليات العسكرية.


الجدير ذكره  هذا هو الأمر الَّذي حصل بالتحديد أثناء مكافحة القاعدة في وادي المسيني، حيثُ أنه سمحت لها بالهروب والإنتقال إلى منطقة أخرى مجاورة للوادي، وأصبحت تشكل خطر وتهديد بعد إنتقالها إلى موقعها الجديد على الجنود الَّذين شاركوا في مهمة تحرير المسيني.


وفي ختام التقرير سأصرح هذا السؤال لقيادة حضرموت وقيادات التحالف العربي المتواجدة فيها، وهو: إلى متى ستظل مهماتكم محصورة على منطقة معينة؟.. وإلى متى ستسمحو لعناصر تنظيم القاعدة بالفرار إلى مناطق جديدة عقب كل عملية محكافحة؟… إلى متى؟؟!.