التحالف العربي .. ثلاث سنوات من دروس القتال والإعمار في آن واحد (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

قدم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على مدى ثلاث سنوات، دروساً عظيمة في القتال والإعمار في آن واحد، وذلك ضمن عملياته التي أطلقها في الـ26 من مارس الجاري لدعم الشرعية وإنهاء إنقلاب ميليشيا الحوثي الإيرانية عليها .

واستطاع التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وضع حد لطموحات إيران من خلال بتر ذراعها الحوثي في اليمن، في تعبير واضح عن إرادة عربية سياسية وعسكرية موحدة عنوانها " الحزم ".

فبينما كانت عمليات التحرير تجري وفق المخطط لها وتؤتي أكلها في دحر الحوثيين والقاعدة، كانت أيادي الخير ممتدة بـ " الأمل " والعطاء.. الأمر الذي كان له أثره الإيجابي على استعادة الحكومة الشرعية لقدراتها وإنهاء مأساة الشعب اليمني الذي عانى من عمليات التخريب الممنهجة لمليشيات الحوثي.

وحطم التحالف العربي أحلام إيران في عزل اليمن عن محيطه العربي وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية.. حيث نجح في بتر ذراعها الحوثية التي لم يعد لها أمل بالبقاء والسيطرة بعد أن فقدت معظم قوتها ومقاتليها وأهم المناطق والموانىء الاستراتيجية.

ويؤكد سياسيون يمنيون أن دول التحالف العربي لعبت دورا بارزا في إنقاذ اليمن من ميليشيا الحوثي أحد "وكلاء" إيران في المنطقة حيث كانت مواقع الانقلابيين هدف الغارات جوية مكثفة أدت إلى تغيير موازين القوى وتحييد قدراتها الجوية وترسانتها من الصواريخ فيما تمكن التحالف من السيطرة على كامل المياه والأجواء اليمنية ونفذ آلاف الضربات الجوية التي استهدفت معسكرات ومواقع الحوثي.

ويحسب للتحالف العربي أنه أسقط - وبالضربة القاضية - المشروع الإيراني في السيطرة على باب المندب وبالتالي تهديد حركة الملاحة.. حيث لم تدم طويلا التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها علي شامخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في عام 2015 وتأكيده أن بلاده باتت على ضفاف البحر المتوسط وباب المندب.

وركزت عمليات التحالف العربي في بداية انطلاقتها على تحييد قدرات الحوثيين الجوية وتدمير ترسانة صواريخيه البالستية وأسلحته الثقيلة..وهو ما ساهم في إنهاء التهديد الكبير الذي شكله امتلاك جماعة متطرفة خارجة عن سيطرة والقانون لكل هذا الكم من العتاد العسكري.

وشرع التحالف بعد ذلك في تحرير المناطق والمحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى بعد أن سطرت قوات التحالف العربي والجيش والمقاومة اليمنية ملاحم بطولية أثمرت عن تحرير أكثر من 85 في المائة من الأراضي اليمنية.. فيما تقف اليوم على بعد بضع كيلومترات من محافظتي صعدة والعاصمة صنعاء بل واستطاعت أن تحرر العديد من المرتفعات والجبال المحيطة بها.

وساهم كل ذلك في إعادة الشرعية وتمكين الحكومة اليمنية من أداء مهامها والسيطرة على مؤسسات الدولة وساهم بشكل واضح في بناء قدراتها عبر دعم سخي كفل للحكومة الشرعية استعادة أدوراها في إدارة الدولة اليمنية.

كما تمكن التحالف من تبديد المخاوف العالمية من استنساخ تجارب جماعات إرهابية متطرفة داخل اليمن على غرار القاعدة وداعش في العراق وسوريا وليبيا عبر تشكيل ما يطلق عليه مجازاً بالدويلات والولايات الإسلامية بعد أن شكل لسنوات طويلة بؤرة لاستقطاب العناصر الإرهابية ونقطة انطلاق للعديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمن المنطقة وسلامة حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب.

ويحسب للتحالف العربي في اليمن قدرته على مواجهة الجماعات التكفيرية المرتبطة بـ " القاعدة " بعد أن نفذ سلسلة من العمليات لضرب معاقل الإرهاب في مناطق عدة باليمن.