تعرف كيف يحتفل اليمنيون بعيد الأم؟.. تحقيق

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

تحفل الكثير من الأسر في اليمن بعيد الأم، ويقدم الأبناء هداياهم لأمهاتهم امتنانا وحبا لهن على كفاحهن في هذه الحياة الصعبة من أجلهم تربيتهن لهم وسهرهن على راحتهم، في حين يمر عيد الأم كالنار على قلوب بعض الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن وأزواجهن في حرب الحوثي التي قلبت البلاد رأسا على عقب.

 
ويكون إحتفال عيد الأم في اليمن بمثابة الذكرى المؤلمة لدى بعض الأمهات، كونهن لن يتسلمن أية هدايا من فلذات أكبادهن الذين ودعوا الحياة في هذه الحرب التي لا رابح فيها.

 

وفي حضرموت، المحافظة التي تعبر نموذجا للمحافظات اليمنية من الناحية الأمنية تسود الفرحة أرجاءها هذه الأيام ويقبل الكثير من الشباب والشابات على مفاجأة وإهداء أمهاتهم الهدايا كل على حسب قدرته وإمكانيته.

 

ويقول الشاب فيصل عبدالرحيم لـ"اليمن العربي" وهو عامل في أحد البساط المتنقلة في مدينة المكلا، أنه اشترى لأمه خاتم فضة، وزجاجة عطر، وأضاف: "ليس مهاما أن تشتري شيئا قيما لأمك وأنت لا تملك قيمته، بل المهم أن تحضر لها ما تقدر عليه ولو كان باليسير فالوالدين ينضران الى أتفه الأمور من أبناءهم كأعظمها بالنسبة لهم!".

 

وقال الشاب عبدالعزيز العمودي وهو طالب جامعي، أنه لم يفوت الاحتفال بعيد الأم منذ بلوغه سن الرشد، مؤكدا أنه يهدي أمه قبلة على الرأس وكلمة حسنة، إذا لم يهدها شيئا ملموسا، وأضاف: "أن عيد هذه المرة سيكون مختلفا تماما بالنسبة له وأنه إتفق مع أخوانه وأخواته على عمل مفاجأة كبيرة لكلا والديه".

 

وأجرى مراسل الـ"اليمن العربي" في حضرموت اتصال هاتفي مع صلاح البيتي أحد أوليا الأمور ليسأله عن انطباعه تجاه عيد الأم، فقال بشكل طريف أنه مستاء من عيد الأم ويشعر بالغيرة من زوجته كون أولاده يقدمون الهدايا لها ولا يتم تقديم أية هدايا له!.

 

وأضاف أنه منذ زواجه وهو يقدم الهدايا لكل والديه ولزوجة في عيد الام، مشيرا الى ان سبب إهداءه لولده في عيد الأم هو لتعليم أطفاله هذه البادرة الحسنة.

 

وعبر مجموعة يمنيين في أرض المهجر في الخمسينيات من العمر، عن تمنيهم أن يكونوا قريبين من أمهاتهم في هذا اليوم العزيز ذكره على قلوبهم وإهدائهن كل غال ورخيص، وسأل الذين فقدوا أمهاتهم في سنوات متقاربة ومتباعدة الله عزوجل أن يغفر لهن ولأمهات المسلمين وان يتجاوز عنهن ما تقدم من ذنوبهن وما تأخر.. إنه على كل شيء قدير.

 

وتعم الفرحة مدينة المكلا ومحافظة حضرموت بشكل عام بمناسبة هذا اليوم العظيم، واستعداد للأحتفال بذكرى تطهير ساحل حضرموت من عناصر التطرف والإرهاب في الـ24 من أبريل في الشهر القادم.