قطر تمهد لمعاقبة حماس لتوجيه بوصلتها للقاهرة

عرب وعالم

تميم بن حمد
تميم بن حمد

 دخلت العلاقات بين قطر وحركة حماس منعطفًا جديدًا من التوتر على خلفية التحركات الأخيرة لقيادات الحركة بالقاهرة، وسط توقعات بوقف المساعدات والمنح القطرية لقطاع غزة.

وألمح مسؤول إسرائيلي أخيرًا إلى توجه الدوحة نحو منع وصول تمويل لحركة حماس، مشيدًا بتلك الخطوة التي وصفها بـ “الإيجابية”.

وتعتمد حركة حماس على المساعدات الخارجية في تحريك بعض الملفات وإدارة الأوضاع داخل قطاع غزة، حيث يعد أبرز الممولين الخارجيين لها دولة قطر.

وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت دولة قطر أن الأمير تميم بن حمد أعطى توجيهاته لتقديم مساعدات طارئة للقطاع بقيمة 9 ملايين دولار أمريكي، قبل أن يعلن رسميًا عن توفير قطر الطرود الغذائية والبطانيات وشراء غاز الطهي بكلّفة 2 مليون و600 ألف دولار لقطاع غزة.

ويرى مراقبون ومحللون فلسطينيون أن التصريحات القطرية والإسرائيلية الأخيرة تشير لاتجاه الدوحة نحو معاقبة حماس على تحركاتها الأخيرة بالمنطقة، وتوجيه بوصلتها باتجاه القاهرة بعد سنوات من اضطراب العلاقات بينهما.

المحلل الفلسطيني، عبدالله الرجيبي، قال إن التحركات الأخيرة لقيادات “حماس” أزعجت قطر بشدة ما جعلها ترد باستضافة بعض العناصر الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن هناك محاولات قوية لإجبار الحركة على العودة لمسارها السابق في علاقتها مع الدوحة.

وأوضح الرجيبي أن الوضع الحالي يمكن فهمه من خلال تأخر المساعدات القطرية التي كانت تصل لقطاع غزة في كل عام، مبينًا أن التلويح بمنعها يدعم هذا التوجه الجديد من الحكومة القطرية نحو حركة حماس.

وأضاف أن “قطر لن يرضيها الوصول لاتفاق نهائي بين الفصائل؛ لأنه يضعف دورها في قطاع غزة”، موضحًا أن الحديث عن عقد مؤتمر إنقاذ فلسطيني بالقاهرة واجتماعات جديدة لإتمام المصالحة تسبب في إزعاج قطر كثيرًا.

القيادي بحركة فتح الفلسطينية، أيمن الرقب، قال إن العلاقة بين الاحتلال وقطر لم تعد سرية؛ كون الدور القطري في الانقسام الفلسطيني وتعزيزه أصبح واضحًا خلال الفترة الأخيرة.

 

وأوضح الرقب”، أن قيادة حماس الجديدة فهمت دكتاتوريا الجغرافيا فتجاوبت مع الجهد المصري وجهد تيار الإصلاح الديمقراطي بفتح لإتمام المصالحة، وقطع الطريق على التخريب القطري.

وتوقع أن تنجح مصر في دورها بلملمة البيت الفلسطيني، خاصة وأن الجميع يثق في تحركاتها نحو تحقيق الهدف الرئيس بإنهاء الانقسام.

القيادي بحركة حماس أحمد شاكر، قال إن الحركة لا تعادي أي طرف في المنطقة، وتعمل على توفير الدعم المناسب للخدمات بقطاع غزة.

وأكد شاكر في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن الحركة تدرس التحركات الإسرائيلية الأخيرة بالمنطقة وستقوم بالرد عليها في الوقت المناسب، مشددًا على أن هناك إصرارًا لدى “حماس” على استكمال المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي بما يحقق التطلعات الفلسطينية.

وتمر العلاقات بين حركة حماس ومصر بمرحلة مميزة للغاية، بعدما واصل الطرفان زيارات متبادلة لإتمام المصالحة الفلسطينية، فيما يتواجد وفد أمني مصري برام الله حالياً لإنعاش اتفاق وثيق.

ويعيش قرابة مليوني نسمة بقطاع غزة بأوضاع معيشية متردية للغاية، جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 11 عامًا.