موانئ جيبوتي تكشف فضائح قطر

عرب وعالم

أرشيفية
أرشيفية

لم تكتفِ قطر بممارسة دورها التآمري الخياني والعدواني تجاه المنطقة وأهلها، فمنذ انطلاق الأزمة القطرية، وهي تسعى بكل ما أوتيت من خبث ومكر سيئ لضرب العلاقات بين الدول، وحتى إن كانت النتيجة على حساب الشعوب فهي لا تبالي ولا تكترث بأحوال أبناء الشعوب البسيطة والفقيرة، بل هي تعتبرهم هدفاً لتستغل حاجتهم وتضر بمصالحهم، ولعل أحد أكثر المواقف الرديئة التي سعى النظام القطري إليها هو موضوع ميناء دوراليه في جيبوتي، ومحاولة الضغط على الحكومة الجيبوتية تارة بإشعال فتيل الحرب بينها وبين إرتيريا، وإغرائها بالمساعدات والمبالغ الطائلة تارة أخرى.

 والغرض من ذلك السيطرة على الضفة المواجهة لإحدى أهم المناطق اليمنية التي تطل على باب المندب الممر المائي الاستراتيجي. ولعل هذا التغطرس من جانب جيبوتي، والاستيلاء بوضع اليد على الميناء، وهو أمر مخالف للعقد المبرم بين الجانبين وفقاً للوائح والقوانين الدولية، لم يكن ليقع لولا التدخلات الخارجية في القرارات السيادية لجيبوتي من الجانب القطري، وهي تدخلات بلا شك تضر بمصلحتها وبسمعتها الاقتصادية على مستوى العالم. فالاستيلاء بهذه الطريقة غير القانونية على ميناء دوراليه كفيل بأن يضر بالاقتصاد الجيبوتي.




ويبعد المستثمرين العالميين عن الاستثمار في بلد لا تُحترم فيه الاتفاقيات الدولية. فالشركات العالمية حينما تفكر في الاستثمار وضخ الأموال في أي مكان في العالم تبحث عادة بالدرجة الأولى عن نفاذ القوانين والإجراءات التي تضمن أمن وسلامة ذلك الاستثمار، ووسائل الحفاظ عليه.


وقد حققت جيبوتي عائداً مجزياً من ميناء دوراليه، بعوائد وصلت400٪ تقريباً، منذ بدء "موانئ دبي" تشغيل الميناء، حيث نالت جيبوتي طيلة الفترة الماضية ملايين الدولارات، بالإضافة إلى أنها أصبحت بفضل هذا الميناء منطقة استراتيجية لكافة دول منطقة القرن الأفريقي، فضلاً عن توفير عدد كبير من فرص العمل والدخل لأهالي جيبوتي، وانتعاش التجارة والواردات والصادرات من جميع الدول المحاذية لتلك الدولة، وأصبحت إريتريا أيضاً من أكثر المستفيدين من ذلك الميناء، المشغل من قبل شركة إماراتية، حيث استطاعت هي الأخرى تحويل العلاقات من الصراعات إلى التجارة وتحقيق التنمية البشرية والعيش الكريم، والأهم من ذلك كله نقل التجربة الإماراتية في إدارة الموانئ، وتعليم السكان الطرق الكفيلة بتحقيق العوائد الاستثمارية ورفد الأهالي بأساليب التنمية البشرية؛ من خلال استغلال مواردهم الطبيعية وموقعهم الجغرافي، بالإضافة إلى مساهمة الإمارات في تحويل المنطقة إلى مركز جذب اقتصادي مهم للقارة الأفريقية، ولكن النظام القطري لا يريد الخير للمنطقة، ولذلك فقد عمل جاهداً على نشر الذعر في القرن الأفريقي، والدخول بالمال السياسي والرشاوى لزعزعة استقرار المنطقة، وإقحامها في أتون الصراعات بين الدول الأفريقية.

 وذلك بما يضمن تحركات قطر الخفية لتمويل الجماعات الإرهابية، وتوظيف وترويج الإرهاب، وخاصة أن تنظيم «القاعدة» في اليمن، وهو الشريك الاستراتيجي لنظام الحمدين، بدأ خطره ينحسر وتأثيره يتراجع بعد انتصارات الجيش اليمني والتحالف العربي، الذي أعاد الأمان لكثير من المناطق اليمنية التي كانت تحت وطأة الإرهاب، وهكذا ظهر الدور القذر الذي لعبته قطر للإضرار بالعلاقات بين جيبوتي والإمارات، ومحاولاتها الدائمة لتغذية الصراعات في القرن الأفريقي، ودعم التنظيمات الإرهابية هناك، وبالرجوع قليلًا للوراء فقد لعبت قطر دوراً في شحن الأجواء بين جيبوتي وإريتريا خلال الأزمة التي نشبت بينهما، التي أوشكت إلى المواجهات المسلحة، وذلك في يونيو عام 2008، حين اتهمت جيبوتي أسمره باقتحام أراضٍ حدودية لها بمنطقة رأس دميرة من الجانب الجيبوتي، وحفر خنادق بداخلها وتمركز قوات مسلحة.