"اليمن العربي" يرصد أحوال الجالية اليمنية في ماليزيا وأسرار تسهيل الإقامة (حوار خاص)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

كما يهتم بأحوال اليمنيين في الداخل، يهتم " اليمن العربي " باليمنيين في الخارج، ويسلط الضوء على معاناتهم خصوصاً في ظل الحرب الظالمة التي شنتها وتشنها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ انقلابها على سلطته الشرعية سبتمبر 2014 م، وانقلابها على حليفها صالح وحزبه والتنكيل بالموالين له .


وفي حوار خاص مع الناشط الاعلامي بالجالية اليمنية في ماليزيا الدكتور زياد غالب المخلافي رصد " اليمن العربي " أوضاع جالية بلادنا في ماليزيا وأحوال الطلاب وتسهيلات الإقامة التي تقدمها السلطات الماليزية لليمنيين .


وقال المخلافي ان الجالية اليمنية بدأت بالتزايد عند اجتياح مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء، وكذلك للمحافظات الشمالية والجنوبية، حيث ارتفع عدد الجالية اليمنية في ماليزيا إلى ما يقارب 17 ألف مقيم ونازح موزعين على جميع الولايات الماليزية .


وأوضح المخلافي ان ماليزيا تسمح للمواطنين اليمنيين القدوم لها بدون فيزا أو قيد أو شرط ويحصل الوافد اليمني من المطار على تأشيرة إقامة مدتها ثلاثة أشهر.


وكشف الدكتور زياد المخلافي في حديثه خلال الحوار الخاص الذي أجراه معه " اليمن العربي " ان موافقة السلطات الماليزية ممثلة بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الماليزي أحمد زاهد حميدي السماح للمواطنين اليمنيين بالإقامة لمدة سنة ومن ثم يتم تجديد الاتفاقية سنوياً منذ ثلاث سنوات، جاءت بعد لفتة كريمة من رجل الأعمال اليمني الماليزي فؤاد هائل سعيد أنعم وبمساعدة كلا من سعادة السفير السابق محمد مطهر العشبي وكذلك سفيرنا في ماليزيا الدكتور عادل محمد باحميد.


وعن أحوال طلابنا في ماليزيا أكد المخلافي ان حالهم لا يختلف عن حال بقية الطلاب اليمنيين في الدول الأخرى الذين اشتدت معاناتهم كانعكاس مباشر للأحداث التي يمر بها الوطن ويعاني منها كل أبناء اليمن في الداخل والخارج، معاناة تأخر المستحقات المالية التي هي ناتجة عن عملية التخريب والتدمير التي طالت كل مجالات الحياة في اليمن جرّاء الانقلاب، الانقلاب التي كانت عواقبه كارثية وتضرر منه المواطن اليمني داخل الوطن وخارجه.


وأشار إلى ان هناك جهود كبيرة تبذل من الحكومة للتخفيف من هذه المعاناة رغم صعوبات وتعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي اليمني، لكن ما يُحسب لطلابنا في ماليزيا هو استمرار معدلات التفوّق والتميّز العلمي والأكاديمي بل وايضاً التميّز في الفعاليات الثقافية والأنشطة الوطنية برغم كل هذه الظروف والأجواء.


وأصاف: تعتبر ماليزيا من أكبر الجهات التعليمية الجاذبة للطالب اليمني سواء المبتعث على نفقة الحكومة أو على نفقته الخاصة أو على صناديق مانحة ومؤسسات داعمة .


وأكد المخلافي ان العدد الاجمالي لطلاب اليمنيين الدارسين بماليزيا يصل إلى (5200) طالب يتوزعون على أكثر من (20) جامعة ماليزية، منهم حوالي (860) مبتعثين على نفقة الدولة.

 

* نص الحوار :

- في بداية الحوار نود نبذة تعريفية عن الدكتور زياد غالب المخلافي ؟


في البداية أشكركم على اتاحة الفرصة لي للحديث عما يدور في أوساط الجالية اليمنية في ماليزيا طلاباً ومقيمين وذلك من خلال تواجدي في ماليزيا منذ العام م2008 وحتي الآن. 


الدكتور زياد غالب المخلافي


حاصل على الدكتوارة في الهندسة المعلوماتية، تخصص شبكات الاستشعار اللاسلكية.


جامعة بوترا الماليزية (UPM)  ، أحد الطلاب الناشطين في الوسط الطلابي وكذلك في مجال الإعلام ، ساهم في التنسيق والتغطية الاعلامية لجميع الفعاليات التي تخص الطلاب من اعتصامات ووقفات احتجاجية وكذلك للجالية والسفارة وجميع الوفود الحكومية الزائرة إلى ماليزيا  من قبل الوزراء والمسؤولين اليمنيين.

 

- كيف كان تواجد الجالية قبل انقلاب الحوثيين على السلطات الشرعية في البلاد ؟


الجالية اليمنية في ماليزيا كانت قليلة جداً لا تتجاوز المئات في السنوات الماضية وكان أكثر ما يتواجد في ماليزيا هم الطلاب والقليل من العاملين في المجال التجاري. وقد تزايد عدد الجالية منذ ثورة 11 من فبراير عام 2011م ولكن بشكل ضئيل و محدود.

 

- من متى بدأ تصاعد أعداد الجالية اليمنية في ماليزيا وكم يبلغ عدد المقيمين ؟


في الحقيقة بدأت الجالية بالتزايد عند اجتياح المليشيات الحوثية للعاصمة، وكذلك للمحافظات الشمالية والجنوبية، حيث ارتفع عدد الجالية اليمنية في ماليزيا إلى ما يقارب 17 ألف مقيم ونازح موزعين على جميع الولايات الماليزية، وتعتبر ماليزيا هي الدولة الوحيدة التي سمحت للمواطنين اليمنيين القدوم لها بدون فيزا أو قيد أو شرط ويحصل الوافد اليمني من المطار على تأشيرة إقامة مدتها ثلاثة أشهر.


والشيء المهم هنا هو موافقة السلطات الماليزية ممثلة بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الماليزي أحمد زاهد حميدي السماح للمواطنين اليمنيين بالإقامة لمدة سنة ومن ثم يتم تجديد الاتفاقية سنوياً منذ ثلاث سنوات، وكل هذه التسهيلات  كانت لفتة كريمة من رجل الأعمال اليمني الماليزي فؤاد هائل سعيد أنعم وبمساعدة كلا من سعادة السفير السابق محمد مطهر العشبي وكذلك سفيرنا في ماليزيا الدكتور عادل محمد باحميد.

 

- متى تم تأسيس الجالية المنية وهل لها دور فعال ؟


تم تأسيس  الجالية اليمنية بماليزيا في العام 2012م وذلك عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وتم اختيار  هيئة مكونة من عدد من أبناء الجالية يمثلون ابناء الجالية بمختلف توجهاتهم.


وبذلت قيادة الجالية خلال الفترة التي تلت انتخابها جهودا في خدمة أبناء الجالية وقدمت ما استطاعت إليه سبيلا ، لكن ظلت تلك القيادة  منذ 2012م إلى يومنا هذا دون اجراء أي انتخابات جديدة تجدد العمل النقابي في صفوف الجالية وهذا ما ولد احباط كبير لدى أبناء الجالية حيث دعا أبناء الجالية مرارا وتكرارا إلى إقامة انتخابات جديدة تجدد الدماء في جسد الجالية حتى تقوم القيادة الجديدة بخدمة أبناء الجالية اليمنية في هذه الظروف الصعبة.

لذا في السنوات الأخيرة تكاد تكون نشاطات الجالية اليمنية شبه معدومة بسبب طول فترة بقاء قيادتها ومغادرة الكثير من اعضائها إلى خارج ماليزيا منذ سنوات، مما أدى إلى تفريخ كيانات هجينة للجالية وتشكل عدة كيانات بمسميات مختلفة مثل اتحاد اللاجئين اليمنيين في ماليزيا الذين يرتبطون مع الأمم المتحدة وغيرها من الكيانات.


وهذا الغياب لدور قيادات الجالية التي تلعب دورا في تدبير شؤون اليمنيين المقيمين في أي بلد ومنها ماليزيا، كان له تأثير سلبي على البعثة الدبلوماسية اليمنية وأضاف لها أعباء كبيرة  أنصبت فوق الكادر الدبلوماسي حيث تحاول السفارة جاهدة القيام بعملها وعمل الجالية معاً.

 

- هل توجد مدارس خاصة بالجالية اليمنية في ماليزيا ؟


لا توجد هنا مدرسة إلى الآن خاصة بالجالية اليمنية بماليزيا أو تتبع الجالية وما هو موجود هي مدارس خاصة تتبع رجال أعمال وهي ربحية أكثر مما هي تعليمية خدمية لأبناء الجالية اليمنية.

ومع ذلك ، هناك مدرسة وحيده تم تأسيسها من قبل أولياء أمر الطلبة ولا تلقى أي دعم من الجالية أو من الجهات الحكومية اليمنية.

وهنا انتهز الفرصة لأنوه لشيء مهم وهو رغم تواجد هذه الأعداد الكبيرة للجالية اليمنية إلا أنه لا يوجد صندوق تكافلي يتكفل بمساعدة أبناء الجالية من المعسرين أو ممن واجهتهم ظروف خاصة ويحتاجون إلى الدعم عملا بمبدأ التكافل الاجتماعي بين ابناء الجالية، هذا العمل التكافلي يكاد يكون معدوم وإن وجد تتكفل به السفاره اليمنية بكوالالمبور بشكل محدود وحسب ما استطاعوا إليه سبيلا.

 

- ماذا عن أحوال طلابنا المبتعثين في ماليزيا ؟

بالنسبة الى الطلاب اليمنيين، ماذا أحدثك عنهم وأنا كنت منهم؟ كيف أبدأ وكيف انتهي؟  الطلاب المبتعثون في ماليزيا حالهم لا يختلف عن حال بقية الطلاب اليمنيين في الدول الأخرى الذين اشتدت معاناتهم كانعكاس مباشر للأحداث التي يمر بها الوطن ويعاني منها كل أبناء اليمن في الداخل والخارج، معاناة تأخر المستحقات المالية التي هي ناتجة عن عملية التخريب والتدمير التي طالت كل مجالات الحياة في اليمن جرّاء الانقلاب، الانقلاب التي كانت عواقبه كارثية وتضرر منه المواطن اليمني داخل الوطن وخارجه.

 

- أين دور السفارة والحكومة معالجة أوضاع طلابنا في ماليزيا وتخفيف معاناتهم ؟

هناك جهود كبيرة تبذل من الحكومة للتخفيف من هذه المعاناة رغم صعوبات وتعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي اليمني، لكن ما يُحسب لطلابنا في ماليزيا هو استمرار معدلات التفوّق والتميّز العلمي والأكاديمي بل وايضاً التميّز في الفعاليات الثقافية والأنشطة الوطنية برغم كل هذه الظروف والأجواء.

 

- ما هي أبرز الهموم والمشاكل التي يكابدها طلابنا في ماليزيا ؟

الهم الأول والأخير هو تأخر المستحقات المالية الخاصة بالطلبة عن مواعيدها المحددة والتي قد تصل الى تسعة أشهر وأنت تعرف أننا كطلاب في بلاد الغربة لا يوجد لدينا مصادر أخرى حتى العائلات في الداخل لم يعد بمقدورها دعم أبناءها لأن المأسات الراهنة طالتها هي أيضا، بالإضافة إلى أن دولة كمملكة ماليزيا تمنع على من يحمل إقامة طالب العمل فيها، لذلك شاهدنا ازيداد الاعتصامات الطلابية المطالبة بمستحقاتها وعادة ما تكون تحت مظلة الاتحاد العام للطلبة اليمنيين، الكيان الممثل للطلبة اليمنيين في الخارج.

المؤسف هنا أن الطالب اليمني المبتعث يعدّ أقل طالب من بين جميع المبتعثين الأجانب الذي يستلم اقل المستحقات مقارنة بالدول الأخرى، لذلك تجد الطالب  اليمني يتحمل جميع المصاريف الزائدة مثل التأمين الصحي وكذلك رسوم الفيزا والسكن ورسوم البحث العلمي والنشر وغير ذلك.

 

- ما السبب في تأخر صرف مستحقات الطلاب وماذا نتج عنه ؟

التغييرات في الكادر الدبلوماسي الثقافي وتعيين مستشار ثقافي جديد نتج عنه تأخر في تحويل الرسوم الدراسية ودفعها إلى الجامعات، مما أدى إلى أن الجامعات أوقفت الطلاب من عملية التسجيل ومنعتهم من التحصيل العلمي و الأكاديمي حتى يتم تسديد الرسوم الدراسية.

 

- كيف تلاحظ علاقة الطلاب مع السفارة والملحقية الثقافية ؟

في الحقيقة ومن واقع معايشتي للوضع الطلابي أرى هناك انعدام في الثقة بين الطلبة والملحقية الثقافية وكذلك السفارة وذلك بسبب التأخير في تسليم مستحقاتهم المالية بالإضافة إلى الروتين اليومي الممل الذي تنتهجه الملحقية والسفارة ولكن باعتقادي وفي ظل القيادة الحكيمة الجديدة في الملحقية الثقافية وكذلك في السفارة سيتم تلافي بعض الأخطاء التي امتدت منذ العام 2008م وحتى اليوم ، وقد بدأ ذلك فعلاً،  لذلك أملنا بالله كبير ومن ثم بالقيادة السياسية الشرعية الجديدة.

 

- ماذا عن الاتحاد العام لطلاب اليمن، وهل يعالج مشاكل المبتعثين في ماليزيا ؟

بالتعريج على الكيان الطلابي الأبرز وهو الاتحاد العام لطلبة اليمن، فعادة ما يكون الاتحاد العام للطلبة اليمنيين في ماليزيا محصوراً على فئة معينة من شريحة الطلاب التي تستأثر بجميع القرارات الطلابية وربما أنها تحمل أجندة خفية تزرعها في أوساط الطلاب مستغلة وجودها في هرم القيادة الطلابية والغرض تحقيق مصالح شخصية وأخرى فئوية تخدم جماعات معينة.

 

- هل من أمل في معالجة مثل هكذا اشكاليات في كيان الاتحاد الطلابي ؟

نعم .. في ظل حركة التحرر والتوجه نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة واليمن الاتحادي الجديد بناء على مخرجات الحوار الوطني التي أجمع عليها جميع فرقاء اليمن، بدأ الطلاب يصحون من هذه الهيمنة وكانت أولى بداياتها في جامعة بوترا الماليزية حيث تم انتخاب هيئة جديدة لا تنتمي إلى أي طرف من الأطراف ولا تخدم شريحة محددة من الناس وإنما تمثل النسيج الجغرافي اليمني بكل تضاريسه وسيتبعها حركة تغيير في بقية الجامعات.

 

- هل من احصائية دقيقة أو حتى تقريبية لعدد الطلاب اليمنيين في ماليزيا ؟

تعتبر ماليزيا من أكبر الجهات التعليمية الجاذبة للطالب اليمني سواء المبتعث على نفقة الحكومة أو على نفقته الخاصة أو على صناديق مانحة ومؤسسات داعمة، العدد الاجمالي للطلاب اليمنيين الدارسين بماليزيا يصل إلى (5200) طالب يتوزعون على أكثر من (20) جامعة ماليزية، منهم حوالي (860) مبتعثين على نفقة الدولة.

 

- ممكن تحدثنا عن مدى فعالية السفارة اليمنية في ماليزيا وهل تقوم بعملها على أكمل وجه ؟

علاقة السفارة مع الجانب الماليزي على كافة المستويات ممتازة ، هناك تواصل جيد مع رأس الهرم في الحكومة الماليزية نزولاً إلى كافة الوزارات والإدارات ذات العلاقة، تم ترتيب عدد من الزيارات الرسمية منها لمعالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ عبدالملك المخلافي إلتقى خلالها دولة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب رزاق وكذلك نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الماليزي و وزير الخارجية الماليزي، وقبلها كانت هناك زيارة لمعالي وزير التعليم العالي د. حسين باسلامة التقى خلالها وزير التعليم العالي الماليزي، وكذلك وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس وهناك زيارات أخرى لتعزيز العلاقات الثنائية بين اليمن وماليزيا  ، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة كالتعليم والصحة والأمن وغيرها.

 

- كلمة أخيرة تود قولها عبر منبر " اليمن العربي " كما لا يسعنا إلا أن نكرر شكرنا لك على كل ما وافيتنا به وجمهور اليمن العربي حول أحوال جالية بلادنا في ماليزيا ؟

وفي الأخير أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع البعثة الدبلوماسية ممثلة بالسفير الدكتور عادل محمد باحيمد وكذلك طاقم الملحقية الجديد ممثلة بالمستشار الثقافي البرفسور عبدالله الذيفاني والملحق المالي المساعد الأستاذ نشوان السلامي ولكافة أفراد الجالية اليمنية طلاباً وعمّالاً وزوّاراً الذين يعتبرون أنفسهم سفراء لليمن ويضربون المثل الحسن ويعطون الصورة الإيجابية المشرقة لليمني الذي يكنّ له الشعب الماليزي الكثير من الإحترام،  وإن كان من كلمة فهي أن محافظتنا على هذه السمعة الحسنة ونبذ كل الممارسات السلبيّة والالتزام بالقوانين والأنظمة الماليزية هو الذي سيجعلنا نهنأ بالعيش في هذا البلد الكريم المضياف الذي يستحق أن نبادله الود بالود المضاعف.