"اليمن العربي" يوضح مجريات سير الأحداث الأخيرة بحضرموت

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

تناولت مواقع إخبارية عدة لها مكانتها في هذا الجانب، مجريات أحداث الحمله العسكرية الواسعة التي تقوم بها قوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية بقيادة اللواء الركن "فرج سالمين البحسني" محافظ محافظة حضرموت، بشكل واسع ينحرف قليلاً عن مجريات الأحداث في أرض الواقع خاصة حول أحداث عملية المسيني غرب مدينة المكلا، والتي تعد من أهم معاقل تنظيم القاعدة الإرهابي.

 

ويعرض لكم "اليمن العربي" توضيح هام وفق معلومات حصرية وصلت مراسله في حضرموت، وهو كما يلي:

 

تمكنت قوات النخبة الحضرمية، وبإسناد مباشر عبر تغطية جوية من قوات التحالف العربي بحضرموت، يوم أمس الأربعاء، من السيطرة على أهم مداخل ومخارج معاقل التنظيم في حضرموت، بوادي المسيني؛ غرب المكلا.

 

وقامت القوات باستحداث نقاط تفتيش في المواقع التي سيطرت عليها، وذلك لإغلاق مداخل الوادي المؤدية لمناطق ساحل حضرموت من الجهة الغربية.

 

مجريات الأحداث

جرت مجريات أحداث تحرير منطقة وادي المسيني التي يتمركز فيها عناصر التنظيم بشكل واسع، بدخول أبطال قوات النخبة الحضرمية من جميع الطرق المؤدية إليها، وهي من جهة منطقة الخربة الواقع إلى شمال غرب المكلا، ومنطقة جول "البهط" الواقع بمديرية بروم ميفع؛ غرب أيضاً، ومفرق نقطة لواء بارشيد المتمركز بمنطقة الغبر؛ وهذا هو الطريق الرسمي المؤدي إلى منطقة غيظة البهيش ووادي المسيني معقل التنظيم، وأيضاً تم الدخول إلى آخر مداخل الوادي والذي يقع بإتجاة مديرية وادي حجر غرب المكلا.

 

بهذه الخطوات ضيقت قوات النخبة الحضرمية الحصار على تنظيم القاعدة كسرت من تحركاتهم وتنقلاتهم بواسطة المركبات بجميع أنواعها، وأصبح وادي المسيني محاصر بالكامل من جميع المداخل والمخارج.

 

أبرز التحركات في الوادي

الجدير ذكره يبدو أنهُ حتى الآن منتصف ليلة الجمعة الموافق 15 فبراير 2018م، لم تقم قوات النخبة بأي تحركات جديدة منذُ الأمس الأربعاء، وذلك لصعوبة المهمة ووعورة المنطقة وطبيعتها الجيولوجية، حيثُ أن هذه المهمة تحديداً تحتاج تكتيك عسكري مدروس؛ وهو الأمر الذي تقوم به قيادات حضرموت حالياً.

 

وذكرت مصادر مطلعة لمراسل "اليمن العربي" في حضرموت، أن طيران التحالف العربي يحلق في سماء المنطقة بشكل كثيف مستهدفا المرتفعات الجبلية قرب وادي المسيني والشعاب المحيطة به منذُ الأمس وحتى وقت ما من مساء الخميس.

 

وأكدت المصادر ذاتها، أن طيران التحالف شن عدة غارات على مواقع يتحصن بها عناصر تنظيم القاعدة في الوادي، مما أدى إلى خروج العديد من قيادات عناصر التنظيم من أوكارهم، وأنه يتم التفاوض معهم بشكل مبدئي حتى يقوموا بتسليم أنفسهم بشكل ودي؛ بحسب مصدر عسكري.

 

كما أكدت المصادر أن قوات النخبة الحضرمية تخوض منذُ الأمس الأربعاء، وحتى وقت ما من الخميس، معارك ضارية وعنيفة؛ ولكن بشكل متقطع يقدر بما بين ساعة وأخرى، مع عناصر القاعدة في مناطق المسيني؛ غير أنهُ لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات على لسان قيادات حضرموت حتى اللحظة.

 

أحداث دوعن

من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية، أن قوات النخبة الحضرمية المرابطة في مديرية وادي دوعن، خاضت في وقت ما من يوم الأربعاء، معارك شرسة في سلسلة هضاب أودية دوعن والضليعة ووادي عمّد، وحققت انتصارات عظيمة ومشرفة، وذلك في عملية واسعة ومباغته بإشراف ومساندة قوات وطيران التحالف العربي.

 

أحداث وادي عمّد

إندلعت يوم الأربعاء، اشتباكات مسلحة بين قوات النخبة الحضرمية، وبين عناصر مسلحة يُشتبه بأنها على صلة بتنظيم القاعدة في وادي عمّد بمحافظة حضرموت.

 

وجاءت هذه الإشتباكات في وقت، أكد السُكان المحليون أنهم شاهدوا أرتال عسكرية تضم مدرعات وهي تُغادر من اتجاه مدينة المكلا صوب المنطقة.

 

وفي الصدد، أوضح مصدر مطلع؛ من أبناء الوادي، أن وادي عمّد يشهد إنفلات أمني واسع منذُ عملية تحرير مناطق ساحل حضرموت، بل أنهُ لا توجد فيه أي سلطة لنظام الدولة منذُ ذلك الحين وحتى أن قامت النخبة الحضرمية بدخوله يوم الأربعاء , مرجحاً أن الإشتباكات ردة فعل طبيعية من عناصر قد تكون على صلة بالنتظم أو أنها تشارك التنظيم بالفكر المتطرف ذاته.

 

لماذا قامت النخبة الحضرمية بهذه التحركات؟

طبقاً لمصدر عسكري سابق، فإن هذه التحركات تأتي في أطار الاستعدادات لتنفيذ قوات النخبة الحضرمية والتحالف العربي لحملة عسكرية لملاحقة المُسلحين في تلك المناطق.

 

ويرى المصدر أن سبب التحرك وهو لاسباب وقائية لمنع اي قوة من ان تفكر بالمساس بالنخبه ولحماية الوديان وتصفيه كل العناصر التي يمكن ان تفكر في عمل هجمات على النقاط التي يتم السيطرة عليها من قبل النخبة.

 

وأشار إلى أنهُ في الفترة الاخيرة شهدت تصاعد في العمليات ضد النخبه في عدد من النقاط المتواجدة بوادي دوعن ووادي عمد .

 

ويتوقع المصدر انه يمكن عقب هذه العمليات ان توسع النخبه من نطاق تواجدها لتنتشر في كثير من المناطق التي تشهد اختلالات امنية مثل القطن و هينن و بن عيفان و ذلك في الطريق للسيطرة على مناطق وادي حضرموت وتأمينها بالكامل.

 

توضيح هام

بعد سرد مجمل المجريات التي شهدتها حضرموت يومي الأربعاء والخميس، يتضح أن العملية العسكرية التي تنفذها قوات النخبة الحضرمية - حفظ الله أفرادها من كل مكروه - تأتي على خطوتين منقسمتين لا تربطها إلا الطرق المتشعبة التي تربط أودية حضرموت المعروفة بتشعباتها.

 

حيثُ أن عملية تحرير وادي المسيني من تنظيم القاعدة هي عملية ليس لها صلة بعملية تحرير وادي وصحراء حضرموت من المتطرفين، وإنما هناك طريق يمكن للمركبات العبور فيه عبر مديرية وادي حجر مروراً بمنطقة "يون" من ثم إلى اتجاة منطقة "الخربة" وبعدها إلى مدينة المكلا، أو عبر منطقة "يون" من ثم إلى منطقة "لبنة آل بارشيد" وبعدها إلى مديرية دوعن ومنها ينتج لنا طريقين الأول يصل إلى مناطق الساحل والآخر إلى مناطق الوادي.

 

وجميع ما تم ذكرة هو أمر مستحيل وذلك لأن النخبة الحضرمية تسيطر على جميع الطرق التي تم ذكرها، وذلك لا يعطي عناصر النتظيم إلا خيار واحد وهو خيار التنقل في الجبال عبر الأقدام؛ وهذا الأمر سيجعل منهم صيداً سهلاً لنسور التحالف العربي الجوية.

 

الخلاصة

لم يعد أما عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي إلا خيارين لا ثالث لهما، الأول أن يقوموا بتسليم أنفسهم بشكل سلمي؛ وهو أمر غير متوقع، والآخر هو خيار المواجهة وفق الإمكانيات والذخيرة المتوفرة لديهم؛ وذلك لأن خطوط الأمداد تحت سيطرت أبطال قوات النخبة الحضرمية، وفور نفاذ ذخيرتهم تكون النخبة قد حسمت المعركة.