دلائل على دور مصري عماني أمريكي لإنهاء أزمة اليمن

تقارير وتحقيقات

السلطان قابوس والرئيس
السلطان قابوس والرئيس السيسي

جاءت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان لتُثير جدل قديم جديد حول التدخل المصري المُباشر لحلحلة الأزمة اليمنية نظرًا للدور التاريخي المصري في القضاء على الإمامية وإعلان الجمهورية في الفترة من 1962 حتى 1970.

 

زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعمان ولأول مرة منذ توليه للحُكم هل لها علاقة بمساع مصرية لوضع حل للأزمة اليمنية؟ هل لوجود المفاوض الحوثي الأبرز محمد عبد السلام في عمان علاقة بزيارة السيسي للسلطنة؟ مُرافقة مواطن أمريكي كان مُحتجز لدى الميليشيا لمحمد عبد السلام لتسليمه لعمان ومنها لواشنطن هل لذلك علاقة بصفقة أمريكية مصرية للتدخل لوضع حد للأزمة اليمنية؟ في التقرير التالي نرصد ما قد يُجيب عن تلك التساؤلات.

 

مصر تؤكد أن زيارة السيسي لعمان لها علاقة بالملف اليمني

 

في البداية  قال السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة جمهورية مصر العربية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لسلطنة عمُان تعد الأولى من نوعها، والأولى منذ عام 2009 لرئيس مصري للسلطنة، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي للتشاور حول عدد من قضايا المنطقة العربية، وخاصة الملف اليمني، وبعض الملفات التي تخص الأسرة الخليجية، بالإضافة إلى بعض الزيارات الميدانية الداخلية.

 

المفاوض الحوثي يتواجد في عمان مع زيارة السيسي للسلطنة

 

وتأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الوقت الذي أفادت فيه وكالة رويترز أن محمد عبد السلام، أحد كبار قادة المتمردين الحوثيين وأحد المفاوضين الرئيسيين لميليشيا الحوثي، توجه إلى عمان بصحبة مواطن أمريكي أطلقت ميليشيا الحوثي سراحه بعد أشهر من الاعتقال.

 

وأضافت الوكالة أن ما يُثير الدهشة هو أن المفاوض الحوثي ينوي على ما يبدو البقاء في العاصمة العمانية مسقط، لفترة غير محددة من الوقت ويشير ذلك التصرف من جانب قيادة الحركة لمعرفة ما إذا كانت أطراف أخرى في الصراع تميل إلى استئناف المناقشات حول ما قد تتخذه من أجل استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ زمن طويل.

 

وحسب رويترز لم يتسن الوصول فورًا إلى مُتحدث باسم ميليشيا الحوثي للتعليق على التقرير، كما لم يكن المسؤولين الاميركيين مستعدين للتعليق.

 

وقال مسؤولون يمنيون هذا الإسبوع، إن المسؤولين الحوثيين سيتوجهون قريبًا إلى مسقط فى محاولة جديدة لمحاولة استئناف مُحادثات السلام التى ترعاها الأمم المتحدة والتى عقدت فى الكويت عام 2016 وانتهت دون اتفاق.

 

وكان آخر اتصال للولايات المتحدة مع ميليشيا الحوثيين في ديسمبر 2016، عندما قام وزير الخارجية آنذاك جون كيري بمحاولة يائسة وفاشلة في نهاية المطاف لكسر الجمود وإيجاد أرضية مشتركة تسمح باستئناف المفاوضات.

 

وقال ستيفن سيش هو السفير الأمريكي السابق في اليمن عبر مقال له على الموقع الإلكتروني لمعهد الدول العربية والخليجية في واشنطن، إن  السفير الأمريكي في عمان أو السفير الأمريكي في اليمن الذي يقيم في المملكة العربية السعودية منذ البعثة الأمريكية في صنعاء في فبراير 2015، سيكون لأحدهم أو كلاهما دور في الصفقة.

 

وأضاف ستيفن سيش، أن ميليشيا الحوثي من المُمكن أن تقبل أي خطة سلام قادمة إذا كانت المُحادثات ستتيح فرصة للحصول على بعض المزايا  كجزء من خطة لإنهاء الأعمال القتالية في اليمن والسماح للمجتمع الدولي بتركيز طاقته على التخفيف من المأساة الإنسانية، مع الوضع في الاعتبار الحد الأدنى من مُتطلبات المملكة العربية السعودية والمُتمثل في وضع حد للهجمات الحوثية عبر الحدود، و حكومة مُعترف بها دوليا، وتراجع الوجود الإيراني في اليمن المُتمثل في ميليشيا الحوثي.

 

ومثل هذا الجهد سيكون مُتسقا مع نتائج الاجتماعات الثلاثة للرُباعية الدولية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة)، وحضر تيلرسون الدورة الأخيرة في باريس، وفى الوقت نفسه أصدر البيت الأبيض بيانات مؤخرا تحث جميع الأطراف فى النزاع على ضمان تسليم الأغذية والأدوية لليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية الحادة ويواجهون اسوأ تفشى للكوليرا فى التاريخ الحديث.


الثُقل العماني في الملف اليمني


منذ بداية الأزمة في اليمن وجعلت عمان من نفسها عُنصر مُحايد، حيث أنها لم تُشارك في التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، بالإضافة لذلك تعتبر عمان مُقربة لكُل الأطراف السياسية في اليمن فهي داعمة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، بالإضافة إلى أنه قامت بتجنيس الرئيس حيدر العطاس الشخصية الجنوبية الأبرز والتي اختارها أبناء الجنوب لتكون بديل لبن دغر وكافة أسرته بأمر من السُلطان قابوس.

 

الجناح الآخر من الحراك، قامت عمان باستضافة حسن أحمد باعوم في السلطنه هو وأسرته ومُقيم هُناك منذ أربع سنوات وظل معارض لتدخل دول التحالف العربي في اليمن حتي اليوم، بالإضافة لعلي الأحمدي الشخصية الاستخبراتية المُهمة رجل الرئيس عبدربه منصور هادي الأول ومُدير الأمن القومي السابق والذي استضافته سلطنة عمان بعد تفشي الخلاف بينه وبين التحالف العربي لدعم الشرعية.

 

وبالنسبة لميليشيا الحوثي، فعمان تستضيف أسر عدد من قيادات الحوثيين، بالإضافة إلى أن الميليشيا دائمًا ما تشكر سلطنة عمان على موقفها في الأزمة اليمنية ودائمًا ما تكون السلطنة وسيط بين ميليشيا الحوثي والولايات المُتحدة في تسليم مواطنين أمريكان مُتجزين لدى الميليشيا إلى واشنطن.

 

 

ما سبق يؤكد أن سلطنة عمان وجدت لنفسها ثقل في الملف اليمني من خلال الاحتفاظ بعلاقات قوية مع كافة الأطراف اليمنية في الوقت الذي لا يستطيع أحد أن يحسبها على جناح دون آخر وهو ما يقوي موقفها وقدرتها على إيجاد حلول بالتعاون مع مصر.

 

"وفي النهاية السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المفاوض الحوثي الأبرز محمد عبد السلام أم أن الحديث بينهما تم عبر وسيط عماني لطرح شروط وضع حد لإنهاء الحرب؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة"