السعودية والإمارات..صمام أمان لإستقرار المنطقة

عرب وعالم

الملك سلمان والشيخ
الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد

عمق العلاقات التاريخية، التي تربط المملكة العربية السعودية بشقيقتها دولة الامارات العربية المتحدة، ومتانة الأواصر بين قيادتي وشعبي البلدين، هزمت مشروع فتنة «عدن»، ومن ورائها اقلام مسمومة باءت محاولات صناعتها لخلافات بالفشل، فالقاصي والداني كله يقين أن البلدين يشكلان صمام أمان للمنطقة، ولا نامت أعين الجبناء.

ورسوخ العلاقات وأزليتها، أدركها مبكراً ملوك المملكة العربية السعودية، والشيخ زايد -طيب الله ثراه-، وسار على نهجهم وعضدها أكثر قوة ومتانة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- وتشهد أيضاً العلاقات المتميزة بين صاحبي السمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

فالسعودية والإمارات، يلتزمان منذ الأمد بشراكة تاريخية، تؤكد دائما انهما صمام أمان للمنطقة، فمتانة العلاقات الاستراتيجية بين قيادتي البلدين وشعبيهما كانت وما زالت وستبقى درع الحماية للمنطقة من القلاقل والفتن.

ولا شك أن استراتيجية البلدين الشقيقين الموحدة في اليمن والقائمة على مبدأ استعادة الشرعية اليمنية، دحرت ميليشيات الشر الحوثية وكبحت المشروع الإيراني وتعمل حثيثا على إعمار اليمن الشقيق وإطلاق التنمية الشاملة فيه، فالمواقف السعودية - الإماراتية موحدة وثابتة فيما يخص اليمن وكل قضايا المنطقة؛ والتنسيق بينهما في أعلى مستوياته ويزداد قوة ورسوخاً يوما بعد يوم.

وستبقى علاقات البلدين حائطا صلبا تتكسر عنده كل محاولات زعزعة استقرار المنطقة، وستظل نموذجاً يحتذى لعلاقات الشعب والمصير الواحد والتاريخ والدم الواحد. وأصبحت العلاقات القوية والاستراتيجية بين المملكة والإمارات تمتينا للسلام الإقليمي، لقدرتيهما على إعادة هندسة الأمن الإقليمي لمنطقة الخليج العربي، بجانب تأسيس معادلة إقليمية أمنية جديدة تتعامل مع المتغيرات والتجاذبات الإقليمية والدولية الخطيرة تجاه المنطقة.

 

وتميزت العلاقات السعودية الإماراتية بالرباط الديني والاخوّة العربية والتراث الاجتماعي المشترك، والأكثر أهمية بطبيعة الحال هو الأمن الوطني لكليهما، بسبب التحوّلات الإقليمية والعالمية الأخيرة. وتتقارب وجهتا نظر البلدين إزاء الكثير من قضايا المحك المصيرية للخليج خاصة والعرب بشكل عام، نظراً لثقلهما اقليميا.

وقطعت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، شوطاً طويلاً في إرساء دعائم علاقاتها الإستراتيجية مع دولة الإمارات في المجالات والأصعدة كافة، وذلك على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، من أجل خدمة الشعبين الشقيقين والمنطقة.

وفوتت المملكة والإمارات الفرصة على المتربصين، وتخطت عدن أزمتها، وأبقت أعداء اليمن والمعولين على الفتنة لتعويض هزيمة مشروعهم على أوهامهم وفشلهم، بعد أن بيَّن البلدان قدرتهما على ضبط الأوضاع والتعويل على صدق الشعب اليمني في وأد كامل المخطط الانقلابي وكنس ميليشيات الحوثي الإيراني هو الذي يتصدر كل الاهتمامات.

وكانت قد انبرت أقلام موجهة تقطر سماً اسود واعتلت وسائل إعلام مأجورة، تقتات على الشر والأحداث التي تخدم مآرب وأجندة مشغليها بهدف التهويل وتكبير كل أزمة وتصوير كل حدث على أنه معضلة لا حل لها في الوقت، الذي باتت فيه أغلب أراضي اليمن مطهرة من دنس أذناب نظام إيران بعد سحق المخطط، الذي أريد زجه فيه، وذلك بفضل إرادة شعبه وتصميمه ودعم قوات التحالف العربي الذي سارع للتدخل وإنقاذ اليمن.

والمعولون على الأوهام والمغيبون المنفصلون عن حقيقة الأحداث، لن يتيسر لهم التعامل مع الواقع طالما كان سباتهم وقوقعتهم طاغياً عليهم، ولو قرأوا التاريخ جيداً وتمعنوا بالحاضر وتيقنوا للمستقبل، لعرفوا أن التعاون والتكاتف السعودي الإماراتي، يجسد في معناه أقوى صور التلاحم لمواجهة الاستحقاقات المصيرية، ويمثل عنوانا أوسع يمتد لقهر كل التحديات.

وبعد الانتصارات التي تحققت في اليمن، بمساندة ودعم كامل من التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات، نجد أن البلد الشقيق يسير بثقة رغم الظروف الصعبة الناجمة عن المحاولة الانقلابية للميليشيات لاستعادة كامل ترابه ولينعم شعبه بالانعتاق من مشروع طائفي أولى مآربه إبعاد اليمن عن محيطه العربي، واختطافه كولاية جديدة يحكمها نظام «ولاية الفقيه».

 

ويواصل التحالف بقيادة المملكة جهودها الإنسانية في عملية «إعادة الأمل»، حيث تؤمن القوات المسلحة الإماراتية توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المناطق المحررة على الساحل الغربي اليمني.

 

ويضطلع البلدان بدور كبير دعما لليمن الشقيق لتخليصه من المخطط الإيراني الإرهابي عبر ميليشيات الانقلاب، لتتواكب عمليات التحرير مع أخرى إنسانية أساسية وضرورية لإغاثة الأشقاء ودعمهم على تجاوز ما يمرون به.

 

وتسطر المملكة والإمارات ملاحم إنسانية لا مثيل لها في كل المحافظات بعد تطهيرها من الميليشيات ، وتوزع المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية على سكان المناطق المحررة، الذين تضرروا من الحصار الحوثي الإيراني، وذلك بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة.