العلاقات بين الرياض وأبوظبي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ

عرب وعالم

أرشيفية
أرشيفية

 

تشكل العلاقات بين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة، والصداقة المبنية على حُسن الجوار والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل، فضلاً عن المصير الواحد، الذي أوجدته تحديات المنطقة من حروب ونزاعات لا تنتهي من إيران تارة و"الحوثيين" تارة أخرى، ويعزّز من هذه العلاقات الانسجام والتفاهم التام بين البلدين، في أهمية دعم وتكامل الرؤى تجاه عديد من قضايا منطقة الخليج العربي، ومنطقة الشرق الأوسط.

ويرى المحللون أن العلاقات بين الرياض وأبوظبي، تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وأنها تستمد قوتها ورسوخها من الحكمة التي يتميز بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مؤكدين أن هذه العلاقات قوية وقديمة، ومن الصعب اختراقها، ليس لسبب سوى أنها تعتمد على أسس ثابتة، بناها الشعبان السعودي والإماراتي على مدى عقود من الدهر.

 

ويعود الفضل في تعزيز العلاقات بين البلدين، إلى الجهود التي بذلها كل من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ يرحمهما الله - اللذان أدركا في وقت مبكر، أن المصير المشترك بين بلديهما، وأواصر القربى، كفيلة بترسيخ هذه العلاقات يوما بعد آخر.

 

وتقول صفحات التاريخ إن المملكة العربية السعودية ارتبطت بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعلاقات تاريخية، استمرت قوية، وهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، وتعزّزها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، فضلاً عن اللغة والديانة والتقارب في العادات وسبل المعيشة.

 

وحرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتشريبها لذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر على ذات النهج والمضمون؛ ما يوفر مزيداً من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة، التي تستصحب إرثاً من التقاليد السياسية والدبلوماسية التي أُرسيت على مدى عقود طويلة، في سياق تاريخي، رهنها دائماً لمبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، لذا تحقّق الانسجام التام والكامل لكل القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

 

ونجحت التحديات الكثيرة التي واجهت منطقة الخليج، والشرق الأوسط، في تعزيز العلاقات بين السعودية والإمارات، ولعل آخر هذه التحديات، انقلاب "الحوثيين" على الشرعية في اليمن، فرأت الرياض ومعها أبوظبي، أن تسارعا في إنقاذ اليمن من هذا الانقلاب، وتكوين تحالف عربي - إسلامي، يعيد اليمن إلى أهله وإلى شعبه وقيادته، وللبلدين، جهود أخرى من أجل حل قضية الشعب السوري، والتصدّي للإرهاب الإيراني، ووقف التمدُّد الشيعي في المنطقة، ودحر الإرهاب الذي يصدّره "حزب الله" إلى الوطن العربي، فضلاً عن الجهود التي تبذلها الدولتان لإنقاذ الشعب الليبي من الحرب الأهلية المستعرة هناك، وجهود البلدين من أجل مساعدة الشعوب الشقيقة والصديقة، ودعم المسلمين في كل مكان.

 

ويرى المحللون أن إيران و"الحوثيين" و"حزب الله"، من أسباب تعزيز العلاقات السعودية ـ الإماراتية، ويؤكدون أن هذه العلاقات ستظل في تماسكها وترابطها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وذلك عائدٌ إلى عدة أمور مهمة، على رأسها العلاقات الطيبة، التي تربط الشعبين، والتفاهم الكبير والواضح بين القيادتين في البلدين تجاه الكثير من الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

واعتبر مراقبون وخبراء أن توجّه المملكة والإمارات، إلى تأسيس مجلس تنسيقي ثنائي يمثل نقلة نوعية ومرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية، مشيرين إلى أن من شأن هذا المجلس أن يضفي الطابع المؤسسي على العلاقات بين الدولتين ويساعدهما على تحقيق المزيد من تنسيق المواقف الثنائية؛ كونه يدشّن نافذة وقناة للاتصال المباشر والمستمر بينهما، وبالتالي يساعدهما على اتخاذ القرارات اللازمة للتعامل مع القضايا الملحة بشكل آن وفعال ووفق أسس وقواعد مدروسة ومحددة مسبقاً، وهي خطوة كبيرة تقطعها الدولتان نحو تحقيق الأهداف والغايات الثنائية وتحقّق طموحات قياداتهما وتلبية تطلعات شعبيهما.