"دافوس".. مخرج جديد للدوحة من تهم الإرهاب

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أفصح وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن العاصمة القطرية الدوحة تطمح في تنقيح الصلات مع القاهرة.

وصرح آل ثاني خلال جلسة "مشاهدة مشتركة للعالم العربي" في منتدى دافوس الاستثماري الدولي في سويسرا: "نحن نأمل باستمرار في سد الفجوة بين دولة قطر ومصر، ونعتقد أن المتغيرات التي لدينا معها ليست رئيسية".

وألحق: "إذا نظرنا إلى الشأن من زاوية عربية، فإن استقرار جمهورية مصر العربية هام للغاية للمساحة. وإذا نظرنا إليه من منظور استثماري، فلدينا استثمارات لائحة في جمهورية مصر العربية، والتأكد من أن تكون استثماراتنا في بيئة مناسبة هو من أولوياتنا، وليس هناك ما يدعو إلى أن تصبح دولة قطر عاملا مزعزعا للاستقرار في جمهورية مصر العربية".

تنقيح صورة

الخطاب الإيجابي لوزير الخارجية القطري بخصوص الرابطة مع جمهورية مصر العربية، بالإضافة الي قفزه على واقع الرابطة شديدة الاضطراب بين البلدين، لا يمر كونه مسعى حديثة للبحث عن متنفّس لأزمة نسق العاصمة القطرية الدوحة عبر شقّ صفّ الدول المقاطعة لقطر والتي تبدي مزيدا من التماسك والتضامن بوجه السياسة القطرية المهدّدة لأمن المساحة واستقرارها.

سعى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الحد من مقدار الخلافات بين بلاده ومصر قائلا إنّها غير رئيسية وأنّ العاصمة القطرية الدوحة تحاول لسدّ الفجوة مع العاصمة المصرية القاهرة، نافيا في نفس الوقت تورّط دولة قطر في مساعي زعزعة استقرار جمهورية مصر العربية.

وبدا خطاب الوزير في منتدى دافوس بسويسرا والذي تضمّن جلسة تحت عنوان "بصيرة مشتركة للعالم العربي"، منفصلا على الإطلاق عن الواقع ومخالفا لمعطياته التي تبدو وصول الهوّة في الرابطة بين جمهورية مصر العربية وقطر إلى درجة غير مسبوقة من الاتساع نتيجة لـ سياسات منظمة تتبعها القيادة القطرية تجاه الجمهورية المصرية منذ سنين وترتقي إلى مرتبة "حرب" معلنة متعدّدة الأوجه، إعلامية وسياسية واقتصادية على مرجعية موقف قطري جلي من نظام الحكم في مصر يعتبره "غير شرعي" ولا يخفي رغبته في إسقاطه وتصعيد جماعة الإخوان المسلمين المصنّفة إرهابية في جمهورية مصر العربية ومجموعة من الدول العربية، مجدّدا إلى الحكم بعدما تمّ إسقاطها بثورة شعبية سنة 2013.

وتُؤوي دولة قطر على أراضيها مكونات الإخوان الهاربّين من جمهورية مصر العربية وتفتح لهم منابرها الإعلامية لمهاجمة القاهرة عاصمة مصر والتحريض مقابلّها وتغدق عليهم تمويلات سخية في مغاير مكانّات معيشتهم في تركيا وبعض من البلدان الأخرى.

وانطوى خطاب الوزير القطري على تناقض مادي، فمقابل التهوين من مقدار الخلافات مع جمهورية مصر العربية حرص على تضخيم مقدار الخلافات داخل مجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي إليه بلاده إلى منحى الدول الخليجية الخمس الأخرى.

وتحدث الوزير "إننا نشعر بالأسف لكون مجلس التعاون بات ممنهجة غير فعالة بعد أن كان في السابق القريب مثالا للتماسك والأمل للعالم العربي".

وصنّفت مراجع خليجية خطاب الوزير القطري بخصوص جمهورية مصر العربية ضمن ما سمّته “تكتيكا قطريا لجأت إليه الدوحة عاصمة قطر أثناء الفترة الأخيرة بتصرف تملأّق أزمتها مع دول محيطها الخليجي والعربي، متمثّلا في مسعى شقّ صفّ الدول الأربع المقاطعة لها نتيجة لـ مساندتها للإرهاب عبر اختزال الأزمة في خلافات ثنائية داخل الفضاء الخليجي”.

وبحسب المراجع نفسها فإن “معالم ذلك التكتيك اتضحت على نحو ملحوظّ عن طريق قصفّ العاصمة القطرية الدوحة حملة إعلامية ودبلوماسية مكثّفة على جمهورية الإمارات العربية المتحدة دون بقية الدول المقاطعة لقطر وخلق أجواء تصعيدية مقابلّها تارة باتهامها باختراق مجالها الأحوال الجويةّي وطورا بالتعرّض لطيرانها الساكن والتحرّش به خلال عبوره الأجواء القطرية على نحو مشروع”.

وبدت الدول المقاطعة لقطر على بينة من ذلك التكتيك وحرصت على قطع الطريق عليه موجّهة برقية قوية بخصوص تضامنها وتماسكها أمام الإرهاب وداعميه عن طريق لقاء انعقد، يوم الإثنين، في العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وضمّ وزراء خارجية كلّ من المملكة السعودية والإمارات ومصر والبحرين.

وذهب إعلاميون مصريون حاجزّ نعت خطاب الوزير القطري عن بلادهم بـ "التملّق" تعليقا على مبالغته في التفاؤل والإيجابية.

ومنذ مبادرة كلّ من المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين، في حزيران الماضى إلى إعلانها عن مقاطعة الدوحة عاصمة قطر نتيجة لـ سياساتها المهدّدة لأمن المساحة واستقرارها، أصبحت دولة قطر أكثر من  أي وقت مضى تحت مجهر الملاحظة العالمية كجهة داعمة للإرهاب وجماعاته، ما جعلها تحاول جاهدة في كلّ مناسبة لتبرئة ساحتها ومحاولة الاستحواذ على "شهادة حسن سلوك" من المجتمع العالمي عن طريق ادّعاء انخراطها في مقاتلة الحالة المجتمعية الإرهابية.

ودعا آل ثاني من دافوس إلى "البصر للإرهاب من زاويتين رئيسيتين هما الأيديولوجيات وغياب الجمهورية". وبتطبيق ما دعا إليه الوزير القطري فإنّ كلتا الزاويتين تدينان بلاده؛ فقطر من كبار المروّجين عبر إعلامها وخطابها السياسي لأيديولوجيات الإرهاب بمساندتها لجماعة الإخوان وما تناسل عنها من جماعات إرهابية. 

وقطر نفسها هي التي شاركت في إسقاط الجمهورية في ليبيا وسوريا ودولة اليمن بغض البصر عن الموقف من أنظمة هذه الدوّل، كما حاولت بكل قوّة إسقاط الجمهورية المصرية بلّها فشلت في هذا بتصرف حضور ممانعة داخلية مصرية ووقوف دول خليجية بقوّة إلى منحى جمهورية مصر العربية.

واعتبر الشيخ محمّد بن عبدالرحمان أنّ ترتيب داعش “ما هو سوى تطور لتنظيم القاعدة”، ما يشكّل ذكر إدانة لقطر التي تدعم على نحو جلي وصريح ومعلن جبهة النصرة في الشام السورية باختلاف مسمّياتها، فيما الجبهة ليست إلا تسمية مغايرة لتنظيم القاعدة ذاته الذي يعتبره الوزير أصل إرهاب داعش.

وسبق لقناة الجزيرة القطرية أن بثّت حوارا مع "أبومحمّد الجولاني" زعيم فتح الشام في جمهورية سوريا والتي هي نفسها جبهة النصرة فرع ترتيب القاعدة الذي صرح الوزير القطري إنّه أصل داعش.