كيف انقلب نظام الملالي على الملكية الايرانية بعد قدوم الخميني؟

عرب وعالم

صور ارشيفية
صور ارشيفية

نتيجة الضغط الشديد الذي كانت تعيشه ايران خارج حدودها عاد هذا الضغط لينفجر في الرأس، فإيران صرفت عشرات المليارات من أموال الشعب الايراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين بهدف مشروعها الامبراطوري الفارسي الشيعي، دون وجود أموال تدعم هذا المشروع نتيجة اعتماد اقتصادها على النفط والغاز، ونتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مما أدى الى حالة من الفقر الشديد داخل ايران، ترافق معه شعور الايرانيين بالاحباط نتيجة الزلازل.


مما ادى إلى سرعة انتشار المظاهرات، وخطواتها الشبيهة بخطوات الثورات العربية، من اتساع المظاهرات، ورفع مطالب المتظاهرين، ثم قمعهم بالنار وسجنهم، سيجعل الشعب الايراني يشعر بما تفعله حكومتهم بشعوب المنطقة. 


وهذه المظاهرات التي فاجأت الجميع، تطالب بعودة الملكية الفارسية الوطنية والقضاء على مشروع الامبراطورية الفارسية الشيعية.

ويرجح المراقبون ان للسياسة الغربية خيارين وهما:

الخيار الأول: انهاء أي تواجد اسلامي في المنطقة ومن ضمنها نظام الملالي ومليشياته في العراق وسوريا واليمن ولبنان، بسبب الخوف من المشاريع العابرة للحدود، وبسبب انتهاء دور نظام الملالي الوظيفي بعد مساهمته في دعم المصالح الغربية (بقصد او بدون قصد) في الشرق الأوسط، وبالتالي المضي قدما وراء ودعم المسار الاماراتي في هذا الشأن، والذي يعني تحويل بلدان الشرق الاوسط الى "ديكتاتوريات علمانية"، والتطبيع مع تل أبيب.

الخيار الثاني: وهو ابقاء نظام الملالي، على اعتبار أنه العدو الافضل على الأرض للمشاريع الاسلامية، والخيار البديل للمنطقة في حال فشل الحكومات العربية في السيطرة على شعوبها، وعدم تحقق مشروع "الديكتاتوريات العلمانية"، وابقاء العلاقات وطيدة على مستوى أجهزة المخابرات.

حيث أن دعم كل من الخيارين السابقين، قد يكون له مساوئ كارثية او فوائد عظيمة للغرب، فصحيح ان الغرب يتمنى وقف المد الشيعي الفارسي، لكنه ايضا يعتقد ان وجوده ضروري لمكافحة المشاريع الأخطر في المنطقة وتحديدا المشاريع الاسلامية، مع ان الخيار الاول هو الهدف البعيد، لانه يعني علمنة دول المنطقة، وإطفاء الاسلام فيها بجميع اشكاله، وتطبيع هذه الدول مع تل ابيب، هذا الهدف وضع منذ عشرات السنوات، وكان العمل عليه قائما باستخدام التحديث والتغريب بخطوات بطيئة لكن ثابتة.

وفي حالة ايران وفي هذا التوقيت بالذات، فإن الخيار الأول يعتبر مجازفة كبيرة جدا.