مسار عملة البتكوين في اليمن خلال 2017

تقارير وتحقيقات

صور ارشيفية
صور ارشيفية

شهد تعامل اليمنيين مع البتكوين (العملة الإفتراضية) خلال العام 2017م تطوراً ملحوظاً ولكن على الصعيد الشخصي، كون الحكومة اليمنية كغيرها من الحكومات العربية لم تشرع في التعامل معها .

رغم ذلك لازال الكثير من اليمنيين لا يعلمون شيئاً عن هذه العملة الإفتراضية، في وقت يتعامل بها عدد لا بأس به خاصة من اليمنيين المقيميين خارج البلاد الذين يمتلكون محافظ مالية تحتوي على عدد من العملات الرقمية منها عملة البتكوين .

ما هي عملة البتكوين :

البيتكوين هي عملة رقمية لا أحد يتحكم فيها، ولا تُطبع مثل العملات الورقية، بل ينتجها أشخاص وتستخدم في إدارة وأعمال تجارية عبر أجهزة كمبيوتر في كل أنحاء العالم، باستخدام برامج تحل المشكلات الرياضية. 

وتُعتبر البيتكوين أول مثال على فئة نقود تنمو باستمرار اسمها العملة المشفرة، ويمكن استخدام البيتكوين لشراء الأشياء إلكترونيًا مثلها مثل العملات العادية، ولكن أهم صفة تميزها عن العملات الأخرى هو أنها لا مركزية فلا توجد مؤسسة واحدة تتحكم في شبكة البيتكوين، مما يعني أن البنوك الكبيرة لا تستطيع التحكم في أموال الناس.

الهدف من عملة البتكوين :

وحتى الآن لازال مخترع هذه العملة مجهولاً ولكن هناك مطور برمجيات اسمه المستعار Satoshi Nakamoto هو من اقترح البيتكوين كنظام سداد إلكتروني قائم على الدليل الرياضي، وكانت فكرته هي إنشاء عملة مستقلة عن أي سلطة مركزية، وقابلة للنقل إلكترونيًا وفوريًا، وبرسوم تحويل منخفضة جدًا.

فالبتكوين تهدف إلى التحرر من سلطة المركزية والبنوك بحيث لاتتبع أحد ولا يسيطر عليها أحد أبداً وعمليات التحويل والشراء تتم بصورة مشفرة تماماً وآمنة جداً ومهما حصل لا يمكن تزوير العمليات والتحويلات بسبب عملية التوثيق الجماعي للعمليات من جميع المتعاملين بالبتكوين المرتبطين بالشبكة وما يعرفوا بالمعدنين"

كيف يمكن شرائها ولماذا تستخدم :

ويمكن شراء البتكوين عبر مواقع إلكترونية مخصصة وذلك بإستخدام الفيزا كارت، حيث يتطلب منك التسجيل في المواقع التي ستشتري منها عملة البتكوين .

رغم وجود مجموعة محدودة نسبيا من المواقع التي تقبل دفعات بيتكوين لقاء منتجاتها، مقارنةً بالمواقع التي تتعامل بالعملات التقليدية، فإن بيتكوين مدعومة من مجموعة متزايدة من المواقع، من بينها شركات ومواقع كبيرة ومتنوعة، مثل مواقع بيع خدمات الاستضافة وحجز أسماء النطاق والشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو والموسيقى والمواقع المتنوعة التي تبيع مختلف أنواع المنتجات.

بالإضافة إلى شراء المنتجات، يستطيع المستخدم تبديل بيتكوين الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية. عملية التبديل هذه تتم بين المستخدمين أنفسهم الراغبين ببيع بيتكوين وشراء عملات حقيقية مقابلها أو العكس.ونتيجةً لذلك تمتلك بيتكوين سعر صرف خاصا بها، ويتجه هذا السعر إلى تصاعد، إذ يصل اليوم إلى 20000 دولارا بعد أن كانت تعادل بضعة دولارات فقط قبل بضعة سنوات.


البتكوين في اليمن :

حول مسار البتكوين في اليمن، يقول المهندس اليمني، غمدان الحسام، لـ(اليمن العربي) "
كان الكثير لا يعرف عنها شي، ومن يسمع بها يقول أنها تتبع تجار المخدرات او الماسونية، ولكن مع القفزات الكبيرة اللي حصلت بالأسعار بدأت نشرات الأخبار والصحف تتحدث عن الموضوع وبدأ الناس بإستكشافها أكثر" .

وأضاف "حالياً بالفترة الأخيرة صار الكثير يعرف ما هي عملة البتكوين، ولكن مستوى التداول في اليمن لازال محدود ، لكن غالبية اليمنيين بالخارج يتداولوا فيها بشكل كبير" .

الحسام وهو أحد مستخدمي هذه العملة، أرجع محدودية التداول في اليمن إلى عدد من الأسباب أبرزها الدخل المحدود والمعدود الذي حال دون تمكن الكثير من شراء العملة وتداولها .

ويشير الحسام إلى البتكوين رغم الشهرة التي حظيت بها إلا أنها لازالت محدوده جداً حيث عددها لا بتجاوز 21 مليون وحده فقط بمعنى ان امتلكت واحده فأنت إمتلكت واحده من 21 مليون من الموجود بالعالم .

جهود الحسام والأسودي للتعريف بها 

وخلال حديثه، أستعرض الحسام الجهود التي بذلها مع صديقه المهندس فادي الأسودي من أجل التعريف بالبتكوين عن طريق الرد على إستفسارات الناس وكذا نشر التدوينات والفيديوهات التي تتحدث عن البتكوين وأهميتها وطرق شرائها وإستخدامها .

ويؤكد الحسام أنه وصديقه تكفلا بمهمة التعريف بالبتكوين بعد أن لمسوا عدم وجود من يرد على إستفسارات وتساؤلات الناس الأمر الذي دفعهم إلى عمل منشورات وفيديوهات تتحدث بالتفصيل عن البتكوين .

كما يؤكد الحسام أنه والكثير من أصدقائه أشتروا بالفعل البتكوين وبدأو  بإستخدامها وأستثمارها وحققوا أرباح تتجاوز 10 الاف دولار .. مشيراً إلى أن حجم سوق التداول لهذه العملة الإفتراضية بلغ حتى الآن 600 مليار دولار .