السياحة في اليمن بين تدمير ميليشيا الحوثي ومحاولات قباطي لإنعاشها وعودتها

تقارير وتحقيقات

الوزير قباطي والحوثي
الوزير قباطي والحوثي

بين محاولات جدية من الشرعية مُمثلة في وزير السياحة الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي لإصلاح منظومة وقطاع السياحة وبين تدمير ميليشيا الحوثي لكل معلم وآثر تسير دولة اليمن في طريقين مفترقين بين الإصلاح والتدمير سيكون نهايتهما عودة السياحة لليمن، حسبما أكد وزير السياحة في أحدث تصريحاته.

 

محاولات الشرعية لإنعاش السياحة

 

أكد وزير السياحة الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي في أحدث تصريحاته سعي الدولة الجاد لتأمين ربط سقطرى برحلات جوية مباشرة مع العالم، حيث دعاً شركات النقل الجوي ووكالات السفر العالمية للمساهمة في ذلك بجانب دعوته المستثمرين لتعزيز قدرات الإيواء الفندقية ورفع مستواها النوعي في سقطرى.

 

جاءت تصريحات قباطي ذلك خلال مشاركته في الندوة الوزارية الشرق أوسطية في نسختها الخامسة التي عقدت اليوم في مركز المؤتمرات في المعرض الدولي للسياحة في العاصمة الاسبانية مدريد والتي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية ومؤسسة البيت العربي في العاصمة الاسبانية مدريد تحت عنوان "تعزيز صمود السياحة ونموها في الشرق الأوسط".

 

وشارك في الندوة كلاً من الأمين العام لمنظمة السياحة الدولية ووزير الدولة للشؤون الخارجية الاسباني ومدير عام مؤسسة البيت العربي في أسبانيا بالإضافة إلى خمسة وزراء للسياحة من بلدان الشرق الأوسط بينهم وزير السياحة في بلادنا الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي في أول مشاركة لليمن في هذا المنتدى السنوي.

 

وفِي معرض إستعراضه لآفاق السياحة في اليمن أكد وزير السياحة الدكتور محمد قباطي، أن الحديث حول السياحة في اليمن قد يعتبره البعض على أنه نوع من التمني وأحلام اليقضة، مشدداً على أن أجزاء واسعة من اليمن ظلت في مأمن من شرور الحرب التي فرضتها العصابات الإنقلابية على اليمن، مشيراً الى أن جزيرة سقطرى لم تشهد أي حروب وظلت تعيش حالة من السلم والأمان على مدى مئات السنوات.

 

وقال وزير السياحة"أن الدول النامية تتطلع إلى الدور المحوري للأمم المتحدة من خلال ذراعها المشرف على تطوير السياحة في مختلف أقطار العالم للتركيز على المساعدة الجادة لتخفيف الفقر وتعزيز الوئام الإنساني وتشجيع تطوير الصناعة السياحية فيها وكذا المساهمة في تحسين السياسات العامة وأنشطة القطاع الخاص فيها وذلك تماهياً مع رؤية ٢٠١٧م كعام دولي للسياحة المستدامة من أجل التنمية والسلام ".

وأشاد الوزير قباطي بمذكرة التعاون التي تم توقيعها قبل يومين بين هيئة التعاون الدولي اليابانية ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية.


مؤتمر مدريد


وكان وزير السياحة  الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي قد حقق نجاحات كبيرة خلال مشاركته في فعاليات التدشين الرسمي لاعلان 2017 العام الدولي للسياحة المستدامة من اجل التنمية والسلام، حيث شارك في تدشين الفعاليات.

 

وتمت مراسم حفل الإعلان في القصر الملكي الإسباني في مدريد بكلمة من الملك الإسباني فيليب السادس وخطاب تدشين من قبل الامين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة، حيث شارك قباطي في حفل التدشين في القصر الملكي وكذا في الحفل التمهيدي لذلك في المقر الرسمي لمنظمة السياحة العالمية وبحضور رئيس وزراء جمهوريه جورجيا وعدد كبير من وزراء السياحة لمختلف اقطار العالم.


وعلى هامش الفعاليتين التقى الدكتور قباطي برئيس وزراء جورجيا و أمين عام منظمة السياحة العالمية و وزراء السياحة في كل من إسبانيا و مصر و الأردن و البحرين وفلسطين وكينيا و النيجر واليونان وجزر سيشيل

 

تدمير ميليشيا الحوثي للسياحة


ما نال قطاع الثقافة والسياحة بفعل الحرب الظالمة هو عمل مبرمج ومخطط له بدقة متناهية، فما من موقع ثقافي أو أثري إلا نال نصيبه من الدمار والتخريب المتعمد والنهب مثلاً قلعة صيره قصفت بعد أن استخدمتها ميليشيات الحوثي كموقع عسكري تدار منه العمليات، المتحف العسكري نهب وتم تدميره وتحطيم آثاره عمداً حتى الحدائق العامة لم تسلم من جبروتهم.

 

وقال خُبراء سياحة إن ما دمرته ونهبته الميليشيات هو حضارة وتاريخ وإرث شعب عظيم لا تقدر بثمن، مردفاً لقد عبثوا حتى بتراثنا وتاريخنا المعاصر وحاولوا طمسه بالمرة.

 

وأضاف الخبراء بأن الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي على مدينة عدن بأنها حرب ظالمة كان الغرض منها تدمير كل ما هو جميل في مدينة عدن الساحلية «مدينة السياحة» والتجارة.

 

وتعمدت ميليشيات الحوثي تدمير ممنهج للمعالم السياحية والأثرية وألحقت دماراً غير متوقع بالنشاط السياحي الذي يعتمد عليه بشكل أساسي في الموارد المالية للمدينة.

 

وبحسب إحصائية لمنظمات المجتمع المدني تقول إن 90% من المعالم الأثرية والفنادق السياحية دمرت تماماً بفعل ميليشيا الحوثي.

 

وبلغ الدمار في مديريات عدن لهذه المنشآت السياحية في كل من دار سعد 100% المنصورة المعلا وخور مكسر وصيره 70% مديرية الشيخ عثمان 40% وأخيراً فندق القصر 20% عندما استهدفته الجماعات المسلحة أثناء تواجد الحكومة فيه.

 

واستخدمت ميليشيات الحوثي المنشآت السياحية والمواقع التاريخية كمراكز لإدارات عملياتهم منها الأمر الذي أدى لتدمير قرابة 80 منشأة سياحية بين فنادق من الدرجة الأولى والصغرى ومواقع أثرية وتاريخية ومطاعم وشركات سياحية، في حين يعمل في هذه المنشآت السياحية قرابة 5000 موظف بمدينة عدن.