كيف تورطت إيران في مقتل صالح؟

أخبار محلية

اليمن العربي

كان طلب الرئيس السابق علي عبدالله صالح في فتح صفحة جديدة مع التحالف العربي متعارضا مع مصالح النظام الإيراني الإرهابي.


ففي الـ24 من نوفمبر كتبت جريدة جوان التابعة للحرس الثوري الإيراني معبرة عن أسفها لما آلت إليه الأوضاع في اليمن: "كل المجريات كانت لمصلحتنا لأن علي عبدالله صالح ولعدة أعوام كان إلى جانبنا ولكنه ارتكب خيانة عظمى".

 

محمد علي جعفري القائد في الحرس الثوري يقول وهو يدافع عن الحوثيين بعد يوم واحد من مقتل علي عبدالله صالح وإعدام 200 من مواليه على أيديهم: "نعلم أنهم كانوا يحضرون لمحاولة انقلاب في اليمن لكن هذه المؤامرة تم القضاء عليه فوراً".

 

حسن روحاني رئيس الجمهورية بعد يوم واحد من مقتل صالح يدعي أن اليمن قد نجت من أيدي المغتصبين وأنهم سيندمون.

 

سياسة المجتمع الدولي تجاه بعض المنظمات مثل حزب الله اللبناني دعا النظام الإيراني للتفكير بتشكيل كيانات مشابهة في دول أخرى ومنها اليمن.

 

ولهذا السبب وخلال السنوات الثلاث الأخيرة لوحظ دعم إيران للحوثيين بالمال والسلاح كما تدعم حزب الله في لبنان وتم كشف هذه العلاقة الخطيرة بينهم وبين النظام الإيراني عدة مرات بالوثائق. إلا أن تقصير الدول الغربية سبب ديمومة هذا المسار وسبب إلى اتساع عملها واستمرارها.

 

وللتغيرات الأخيرة في اليمن واغتيال علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الوطني عدة دلالات أبرزها:

 

1-   الحزم ضد النظام الإيراني وتنفيذ ذلك عملياً. وهذه الطريقة الوحيدة التي تثبط استمرارية هذا النظام وتمهد الطريق للتغيير. سياسة تبني الحزم ضد النظام الإيراني وعملائه بالمنطقة في الخطوة الأولى سيعمل على شق صف جبهة النظام الإيراني في المنطقة. كما حدث في اليمن وسبب ذلك انفصال المؤتمر الوطني عن جماعة الحوثي المرتبطين بالنظام الإيراني.

 

2-   النظام الإيراني أينما يرى مصالحه لا يبخل في ارتكاب مختلف الجرائم وأمثلة ذلك كثيرة من داخل إيران حتى أن هذا النظام يمكن أن يسبب القتل لبعض الشخصيات القريبة جداً من النظام إذا شعر بخطر من جانبها عليه. وخاصة في المرحلة الحالية التي يشعر النظام بالخطر على وجوده.

 

3-   كل فصيل يتماشى مع النظام ويعمل تحت إشرافه وتحت سيطرته أول خطوة يقوم بها داخل هذا الفصيل إيجاد أنظمة للسيطرة عليه أو إزالته إذا لزم الأمر. فلهذا السبب فإذا أراد فصيل أي عمل لتغيير الواقع لصالح الثورة والشعب عليه أن يقوم بإزالة العناصر الموالية للنظام من ناحية الحماية في داخل صفوفه أولاً وإلا سيكون المصير مشابها لعلي عبدالله صالح وأمثلة ذلك كثيرة تم فيها اغتيال القادة عندما اقتضت الحاجة.

 

4-   ما تم الإشارة إليه في الأعلى هو أول الدروس التي يمكن تعلمها من التغيرات التي حدثت في اليمن. الدرس الأهم والأكثر تأثيراً لدول المنطقة والشرق الأوسط هو أن تتخذ خطوات في المرحلة المقبلة لتغيير النظام الإيراني. وتغيير هذا النظام سيكون فقط بيد الشعب والمقاومة الإيرانية ومن الأولوية أن يعترفوا بها رسمياً ويقدموا لها الدعم المادي والمعنوي. وهذه الخطوة ضرورية وكلما تأخرت ستكون الأخطار المحدقة بالمنطقة أكبر. المجلس الوطني والمقاومة الإيرانية الذي يمثل الشعب الإيراني على أتم استعداد للتعاون من أجل هذا الأمر المهم والخطير.