صحيفة: إيران تدرس نقل الحشد الشعبي من العراق لمساندة مليشيا الحوثي

أخبار محلية

صور ارشيفية
صور ارشيفية

أفصح قيادي بارز في التحالف الوطني، وهو أكبر تكتل سياسي في البرلمان العراقي، عن معلومات خطيرة تتعلق بحماسة طهران لنقل بعض مقاتلي الحشد الشعبي العراقي إلى اليمن.

وتعود حماسة إيران  إلى إتقان الحشد استخدام السلاح الإيراني، كما يمثل الحشد حليفا مذهبياً للحوثيين، فضلا عن رغبة طهران تخريب التقارب بين بغداد والرياض الذي تعده إيران بمثابة تهديد حقيقي على نفوذها في العراق.

وذكر القيادي في تصريح لصحيفة "الوطن" الصادرة اليوم الأحد - تابعها "اليمن العربي"، أن الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي رفضت ضغوطاً من النظام الإيراني للدخول في مواجهة سياسية مع المملكة العربية السعودية في العديد من الملفات، أبرزها ملف الأزمة في اليمن.

كاشفاً أن مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ناقش مع ميليشيات الحشد الشعبي العراقية خطة تقضي بنقل آلاف المقاتلين من هذه الفصائل إلى اليمن لقتال قوات الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة.


وأوضح القيادي في التحالف الحاكم في بغداد،  أن هناك معلومات تفيد بأن سليماني وقادة الحشد ناقشا مستقبل الميليشيات بعد إعلان هزيمة تنظيم داعش في العراق، مشيرا إلى أن معظم النقاشات دارت حول خيار إرسال آلاف المقاتلين من الحشد لدعم جماعة الحوثي المتمردة التي بدأت تعاني من نقص المقاتلين بسبب الضربات المتتالية لقوات الشرعية، كما أن الإيرانيين يريدون بهذه الخطوة منع سقوط صنعاء بيد حكومة الشرعية وإفشال الحسم العسكري ضد الحوثيين.



عرقلة الخطة الإيرانية

تضمنت المعلومات وفقا للقيادي العراقي دلائل تشير إلى أن العبادي علم بالنقاشات التي دارت بين المسؤول الإيراني وبين ميليشيات الحشد، ولذلك جرت تحركات باتجاهين: الأول تحرك زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي أمر جناحه العسكري المسمى سرايا السلام بتسليم أسلحته للدولة والعودة إلى الحياة المدنية. والاتجاه الثاني قاده رجل الدين، علي السيستاني، الذي أعلن ممثله عبدالمهدي الكربلائي قبل نحو أسبوع عن مشروعه لدمج فصائل الحشد بمؤسسات الدولة وهو المشروع الذي أيده العبادي على الفور. 

وجاء التحركان بهدف عرقلة الخطة الإيرانية لنقل مقاتلي الحشد إلى اليمن، وإجهاض أي تصعيد في الصراع الطائفي في المنطقة.

تحركات بديلة

اتهم القيادي العراقي إيران بمحاولة استغلال الحشد الشعبي كقوة قتالية لمواجهة السعودية في اليمن، محذرا من أن إعادة تنظيم قوات الحشد الذي ينوي رئيس الوزراء العراقي القيام بها قد تستثمر لصالح تحريض بعض فصائل الحشد للقتال في اليمن على أساس أن خطر داعش في العراق قد انحسر.

وقال القيادي في بغداد إن لدى الإيرانيين خطة بديلة لتوريط العراق بمواجهة مع السعودية في اليمن في الشهور المقبلة، وتعتمد هذه الخطة على تشكيل تحالف انتخابي للحشد على أمل فوزه بالانتخابات البرلمانية المقبلة، وتشكيل حكومة أغلبية سياسية عراقية بالتعاون مع رئيس الحكومة السابق نوري المالكي تجيز التحيز للسياسة الإيرانية قي اليمن بصورة معلنة. 
ولفت إلى أن ملف بقاء الحشد كقوة عسكرية مستقلة قد أصبح ورقة في انتخابات 2018، كما أن التفكير بانتقال جزء من فصائلها للقتال في اليمن بات هو الآخر ورقة مساومة حول من يكون المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الحكومة في بغداد بعد انتخابات البرلمان وظهور نتائجها.


أسباب تبني الحشد

رأى القيادي العراقي، أن مخاطر استمرار الحشد تحت تأثير النفوذ الإيراني لا تقتصر على الزج بالحشد بحروب خارج العراق، لأن الحشد استخدم في الهجوم على الأكراد في مدينة كركوك وضواحي مدينة الموصل شمال العراق في شهر أكتوبر الماضي ولا يستبعد أن يستخدم الحشد في معاقبة أو التلويح بالتهديد ضد قوى سياسية عراقية تتبنى مواقف ضد نظام ولاية الفقيه في إيران.