أمراء الحرب في اليمن .. بين الثراء والسلطة (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صور ارشيفية
صور ارشيفية

أبرزت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإيرانية منذ قرابة ثلاثة أعوام، فئة جديدة أطلق عليهم الشعب "أمراء الحرب"، والذين تقع على عاتقهم أسباب إطالة آمد الحرب على الرغم من الأمكانيات العسكرية واللوجستية الكبيرة التي دفعت بها دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن .

وهذه الفئة الجديدة لم تقتصر على ميليشيا الحوثي الإيرانية فقط، بل أمتد إلى قيادات موالية للشرعية، تحولت بين ليلة وضحاها من مواطنين عاديين يبحثون عن لقمة تسد جوع يومهم إلى أصحاب ثروات طائلة تكونت لديهم أما من تجارة السلاح أو إختلاق الأزمات لرفع أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية كما هو حال كثير من أعضاء المكتب السياسي للميلشيات الحوثية .

وتسعى هذه الفئة بكل جهد لإستمرار الحرب بهدف تحقيق مكاسب مادية أكبر على حساب معاناة المواطنين الذين يحملون بإيقافها وإحلال السلام لتعود حياتهم كما كانت .

ولا تقتصر المكاسب التي تجنيها هذه الفئات على الإثراء فقط، بل أيضاً على السلطة والقوة والإستحواذ على الوظائف العامة العليا والدبلوماسية كما هو الحال في أروقة السلطة الشرعية لدى بعض المسئولين الذين يسعون بكل جهد لإستمرار هذه الحرب، وكذلك هو الحال لدى الميليشيات الحوثية التي تسعى جاهدة للسيطرة على مفاصل الدولة في البلاد بتعيين المواليين لها على راس السلطات الأمنية والعسكرية والمدنية دون أي إعتبار لمعايير الكفاءة .

ويظهر جلياً دور أمراء الحرب من خلال توقف تقدم جبهات القتال في الحدود المتاخمة للعاصمة صنعاء وتعز التي تتعرض لحصار ظالم منذ سنوات، وجبهات آخرى بدأت الأيام الماضية بالتحرك مثل شبوة التي شهدت أمس إنتصارات هامة لقوات الجيش الوطني .

أن ما يقوم به أمراء الحرب من أعمال خدمة لمصالحهم الشخصية، ينعكس بشكل سلبي كبير على المواطن البسيط الذي يبحث عن حياة أمنة ومستقرة، ولا يحقق سوى مزيداً من الدمار والخراب للمحافظات تطال مختلف المجالات .