محمد محمود الزبيري

بروفايل

صور ارشيفية
صور ارشيفية

ولد الأديب والمناضل، والسياسي، أبو الأحرار محمد محمود الزبيري، في العام 1919، في مدينة صنعاء، وفيها حفظ القرآن وتلقى تعليمه الأولي في الجامع الكبير، وفيه درس علوم اللغة، ولم يبلغ سن السابعة عشرة إلا وقد ألم بقدر وافر من المعارف العلمية والأدبية.

سافر إلى القاهرة، في العام 1938، بعد أداءه فريضة الحج، وهناك بدأت مرحلة التحول الكبير في حياته، والتهبت شاعريته؛ ليعلن عن تأسيس أول اتحاد طلابي عربي سنة 1940.

وبعد ثلاث سنوات من الدراسة في القاهرة، عادَ إلى مدينة صنعاء في منتصف سنة 1940م، وقد تأصلت في نفسه نوازع الحرية، واتصل بمجلس الإمام (يحيى حميد الدين)، ووصف له ما شاهده في القاهرة، علَّه يجد استجابة للتغيير من قِبَل الإمام، فأمر الإمام بحبسهم في سجن (الأهنوم)؛ خشية إخراج الناس عن طاعته، ثم أفرج عنه.

بعد ذلك سافر إلى مدينة تعز، والتحق مع عدد من زملائه الثوار كالشاعر زيد بن علي الموشكي، والشاعر إبراهيم الحضراني، والشاعر أحمد محمد النعمان، وآخرين، ثم بعد ذلك فر الزبيري ورفاقه إلى مدينة عدن عام 1944م، وهناك بدأ المعارضة الصريحة لحكم الإمام (يحيى)، واستمر وزملاؤه، يواصلون نشاطهم السياسي في مدينة عدن حتى قامت ثورة 1948م، والتي للأسف لم يُكتب لها النجاح، وسقطت هذه الثورة، وهو (الزبيري) في السعودية.
وبعد فشل ثورة الدستور في 1948، بدأت مرحلة أخرى من حياة الزبيري، حيث أصبح مشردا، لم تقبل باستضافته الدول العربية، ليلجأ بعد ذلك إلى باكستان، في العام 1952.

كان الزبيري من أكثر هذه القيادات وعيًا بالتغيرات السياسية الجديدة بعد خروجه من الباكستان إلى أحضان ثورة (1952م) في مصر، وكان لقصائده، وكتاباته السياسية، وأحاديثه الإذاعية دورها الفعال في قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م، وقد عاد من القاهرة إلى مدينة صنعاء، بعد قيام ثورة 26 سبتمبر، واستقبل استقبالاً شعبيًا كبيرًا، وعُين وزيرًا للتربية والتعليم، ونائبًا لرئيس الوزراء، ثم عضوًا في المكتب السياسي، وزاول عمله بكلِّ إخلاص وحماس، ووضع الأسس لوزارة التربية، وشارك في مختلف الأنشطة السياسية الرسمية والشعبية. 

وكان يحز في نفسه، ويقلق مشاعره، نشوب الحرب الداخلية بين النظام الجديد، وبين بعض القبائل المؤيدة لحكم الإمامة، ذلك ما جعله يحمل على عاتقه مهمة الإصلاح بين المؤيدين للملكية ورجال الثورة، معتقدًا أن في مقدوره ذلك، وبذل العديد من المحاولات، لم يُكتب لها النجاح، وأخذ يتنقل بين القبائل، داعيًا إلى السلام في مؤتمرات شعبية، إلى أن تم اغتياله في عام 1965م في برط بمحافظة الجوف.