من هو الثنائي عابر الحدود بالأغنية الحضرمية الأصيلة؟

ثقافة وفن

اليمن العربي

شهد عام 1965م، ميلاد " الأغنية الحضرمية " في ثوبها القشيب، بلقاء الكبار المرحومان الفنان أبو بكر سالم بالفقيه، والشاعر والملحن حسين أبو بكر المحضار، كونا معا ثنائياً ناجحاً، اتسم بالحيوية والتجديد الموسيقى.

ومن أهم أغاني هذه الفترة وأشهرها، "يا زارعين العنب"، و"نار بعدك"، و"يا رسولي"، و "سلم ولو حتى بكف الإشارة"، وغيرها.

وتجاوزت الأغنية الحضرمية الأصيلة، على يد أبو بكر سالم، الحدود، فكانت حفلاته في القاهرة ولندن وغيرهما، وكذلك مشاركة الفنانين الحضارم في حفلات الدول الخليجية والعربية ونذكر منهم: كرامة مرسال، عبد الرب إدريس، وطه فارع .

وهكذا جاء "المحضار"، فكان كالدائرة الموسيقية، أحاطت بالأغنية الحضرمية بمعظم أنواعها، بما فيها أغاني الرقص والمسامرة أو المطارحة أو الأغاني الجماعية، وكانت ألحانه ومازالت يطرب لها السامع حتى في حال اتباعه المنهج الغنائي "الكلاسيكي" المحض .

وفي زيارات "أبو بكر سالم"، لليمن، كان لابد أن يمر على مدينة الشحر، ليزور قبر رفيق دربه حسين المحضار المتوفي عام 2000م, فلقد حمل "أبو أصيل"، حب "المحضار"، وفنه، وجعل منه زاده في السفر.

الحضرمي الخليجي الصنعاني وأبو القاسم الشابي

أسهم أبو بكر، فيما عرف بعد ذلك بـ "الأغنية الخليجية"، حيث أدخل تفاصيل اللون الحضرمي إلى الخليج، مستفيدا من تقارب اللهجات الخليجية والحضرمية.

وساهم في إظهارها، مع آخرين من العمالقة، أمثال "شادي الخليج"، و"غريد الشاطئ"، و"طارق عبد الحكيم"، و"طلال مداح"، وغيرهم.

وامتلك أبو بكر سالم، القدرة على أداء الألوان الغنائية المختلفة، فإلى جانب إجادته للأغنيتين الحضرمية والعدنية، أجاد الغناء الصنعاني، الذي مارسه منذ بداياته الفنية، وقدم أكثر من عشر أغانٍ منها، "مسكين يا ناس"، و"أحبة ربى صنعاء"، و"رسولى قوم"، واللون الخليجي "مجروح"، و"أصيل والله أصيل"، بالإضافة إلى القصائد الفصيحة للشاعر التونسي "أبو القاسم الشابي"، ولجده "أبو بكر بن شهاب.

وردة الجزائرية ومداح والبعد الصوفي

قام كثير من الفنانين العرب، بأداء أغانيه، مثل نجاح سلام، ونازك، ووردة الجزائرية، وطلال مداح، وعبد الله الرويشد، والأخير اعتبره أبا فاضلا له.

وتميزت تجربة أبو بكر سالم، بالبعد الصوفي، في عدد من أناشيده الدينية منها، "يا ساكنين طيبة"، و"بانقرع الباب"، و"يا رب يا عالم الحال"، وغيرها.

وفي هذا الصدد أنشد لجدِّه عبدالرحمن بن عبدالله بلفقيه، قصيدة "الرشفات"، التي يقول مطلعها: إخواننا في المسجد الحـــرامِ منّا إليكم أكمل الســلام وحمد رب جل بالإنعـــــام ومنّ بالتفضيل والإفضالِ.