ما الذي ينتظر الأزمة اليمنية بعد مقتل صالح؟

أخبار محلية

اليمن العربي

 

 

قال الكاتب الكويتي، شملان يوسف العيسى، إن أحدًا “لا يعرف مصير اليمن في السنوات المقبلة، لكن الأمر المؤكد هو أن اليمن السعيد لن ينعم بالأمن والاستقرار لأن نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح تعهد بالثأر لأبيه، وحزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح أعلن أن الانتفاضة التي أشعلها صالح لن تُطفأ بعد رحيله، وطالب أعضاء الحزب الشعب اليمني بمواصلة مسيرة النضال والانتفاضة”.

 

وأشار الكاتب في مقال منشور له اليوم الجمعة بصحيفة الشرق الأوسط، إلى أنه “آن الأوان لاستقرار اليمن ووقف الحروب القبلية الانتقامية؛ فتهديد نجل الرئيس السابق بالانتقام لوالده والقضاء على كل الحوثيين لن يحدث ولن تُحل مشاكل اليمن واستمرار الحروب للأبد باسم الطائفة أو القبيلة أو الحزب الحاكم”.

 

وأضاف: “المرحلة المقبلة في اليمن تتطلب دورًا سياسيًا تقوده دول مجلس التعاون بقيادة السعودية تلعب فيه المبادرة الخليجية دورًا رئيسًا لإنقاذ اليمن من ويلات الحروب وتحاول دول الخليج مع الأمم المتحدة إقناع الفرقاء في اليمن بإجراء استفتاء على الدستور الجديد وإجراء انتخابات للرئاسة والبرلمان بموجبه.. على الميليشيات الحوثية أن تعي بأن اليمن الممزق اليوم لا يمكن أن يخضع لأي نفوذ أجنبي إيراني فيه يتحكم بمصيره”.

 

وتابع: “إن أمن اليمن واستقراره مرتبط بإقامة علاقات وثيقة مع جيرانه في السعودية والإمارات وسلطنة عُمان… لقد آن الأوان لمصالحة وطنية تشمل جميع الفرقاء في السلام، وهذا السلام والأمن والاستقرار لن يتحقق بسيطرة ميليشيات مسلحة على مقدرات اليمن”.

 

من جانبه اعتبر الكاتب خير الله خير الله، أن ما جرى في اليمن خلال الأيام الماضية، هو “سقوط ثان لصنعاء في يد الحوثيين، بعد أن سقطت في أيديهم، للمرة الأولى عام 2014”.

 

وأضاف الكاتب “ليس سقوط صنعاء الثاني في يد الحوثيين، بعد إعدام علي عبدالله صالح، سوى سقوط آخر لمدينة عربية كانت ساقطة أصلًا. سقطت صنعاء مجددًا في الرابع من كانون الأول – ديسمبر 2017 بعدما اجتاحها “أنصار الله” في المرة الأولى يوم الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014”.

 

وتابع الكاتب في مقال منشور له الجمعة بصحيفة العرب، “بعد الآن، بات في الإمكان القول إنّ صنعاء لم تسقط كمدينة عربية فحسب، بل سقطت أيضًا كمدينة يُحكم منها اليمن”.

 

ووفقا للكاتب “يمكن القول إن السقوط الثاني للمدينة مؤشر على أن اليمن دخل فعليًا مرحلة التشظّي التي لم يعد من علاج لها في ضوء تعميق الانقسامات المذهبية حسب خطوط واضحة تفصل بين الشمال من جهة والجنوب والوسط من جهة أخرى”.

 

وأوضح: “بعد السقوط الثاني لصنعاء التي اجتاحها الحوثيون من دون مراعاة لمشاعر أهلها، تنضم العاصمة اليمنية إلى مجموعة من المدن العربية عملت الميليشيات المذهبية التي ترعاها إيران على تدميرها الواحدة تلو الأخرى”.

 

وأردف: انضمت صنعاء عمليا إلى بغداد والبصرة والموصل وحلب وحمص وحماة ودمشق وحتّى بيروت حيث اعتبر حسن نصرالله يوم السابع من أيّار – مايو 2008 “يوما مجيدا”. كلّ هذه مدن عربية دمرتها الميليشيات التابعة لإيران أو عملت، وهي مستمرّة في العمل، على تغيير طبيعتها وطبيعة تركيبتها السكانية.

 

ولفت الكاتب إلى أن صنعاء “لم تسقط مرّة أخرى فحسب، بل سقطت أي إمكانية للانتهاء من الحوثيين من داخل اليمن في غياب شرعية جديدة قادرة على جمع ما يكفي من القوى الحيّة في المجتمع اليمني”.

 

وبخصوص تصوره للحل الممكن، قال الكاتب “هناك حاجة إلى عملية عسكرية كبيرة تلحق هزيمة بالحوثيين.. من دون هذه الهزيمة، سيشدّد “أنصار الله” قبضتهم على صنعاء وعلى أهلها. ستزداد عزلة صنعاء وتترسّخ الحدود بين الزيود والشوافع، وبين الزيود أنفسهم، بين الحوثيين وبقية الزيود الذين لم يفرّقوا يومًا بين يمني وآخر”.