كاتب خليجي: بصمات قطر واضحة في اغتيال الرئيس السابق صالح

أخبار محلية

صور ارشيفية
صور ارشيفية

اليمن العربي-صنعاء 

قال الكاتب الخليجي جمال الحربي، إن كل شيء غامض في صنعاء-الآن- لا شيء واضح باستثناء بصمات اليد القطرية الإيرانية في حادثة الغدر بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ، وضلوعها بالجريمة التي دَوَت في هذا البلد، ووصلت أصداؤها إلى عواصم المنطقة والعالم.". 


وذكر الحربي في مقال له اليوم الخميس، أن قطر وإيران متورطتان، بشكل أو بآخر، في عملية اغتيال صالح، وهذا مفروغ منه، أما لماذا؟ وكيف؟ فهذا ما سأجيب عليه في الأسطر التالية، استناداً إلى معلومات موثوقة، وأيضاً إلى مواقف سياسية وإعلامية وميدانية، وليست مجرد تكهنات تُطلق في الهواء. 


وأوضح أن حزب المؤتمر يشكل  قوة سياسية وشعبية راجحة في كفّة ميزان القوى اليمنية، قياساً بالقاعدة الجماهيرية العريضة التي تمتد من أقصى اليمن إلى أدناه، وأن يفض العلاقة الهشّة أصلاً بمليشيا الحوثي، وينضوي تحت راية تحالف إعادة الشرعية، فهذا يعني فقدان الحوثية لآخر غطاء سياسي واجتماعي أنيق، وتركها تواجه مصيرها عارية، إلا من دعم إيراني وقطري فج .


وأضاف:" ومن هنا، أدركت طهران والدوحة، على حد سواء، تبعات إعلان صالح، فض الشراكة الاضطرارية، مع مليشيا الحوثي، ودخول حزب المؤتمر الشعبي، بكل ثقله، خط المواجهة السياسية والعسكرية ضد الخنجر الإيراني في خاصرة الجزيرة العربية. 

وتابع:" وعند هذه النقطة تحديداً، اتجه معسكر الشر في المنطقة، لنسج خيوط مؤامرة خبيثة، بالاتكاء على عامل المال والمليشيا، فاتخذ قرار التصفية بمشاركة عناصر من ‎حزب الله كانوا متواجدين بالمعركة.

واعتبر أنه منذ طرد ‎قطر خارج التحالف العربي في اليمن، سلك تنظيم الحمدين أكثر من طريق لإعادة علاقته بالمتمردين الحوثيين إلى عهدها الذهبي، مستفيداً من التناقضات داخل حلف الانقلاب، وأيضاً من الوصاية الإيرانية الكاملة على وكلاء مسحوق التشيع شمال اليمن.  وبالنتيجة، دخل أمراء الدوحة حلبة الصراع داخل معسكر الانقلاب لإسناد تحركات مليشيا الحوثي المدفوعة برغبة قديمة حديثة للثأر لمؤسسها الصريع، من شخص علي عبدالله صالح، وأيضاً بطموحات السيطرة المنفردة على الكعكة السلطوية في صنعاء.


وقال:" وكانت مليشيا الحوثي، تدرك جيداً- ومعها الثنائي الخبيث (قطر وإيران)- بأن التخلص من صالح ليس بالمهمة السهلة، قياساً بشبكة التحالفات الداخلية التي كوَّنها طيلة ثلاثة عقود من قلب مؤسسة الحكم، بالاتكاء على المادة، وشملت أبرز رجالات قبائل الطوق المحيطة بالعاصمة.
ونتيجة ذلك، اتجه الحوثيون، من وقت مبكر، إلى خلخلة تحالفات صالح داخل القبائل اليمنية، خاصة القبائل المحيطة بصنعاء، بالتوازي مع عملية تصفية طالت الضباط الموالين له داخل وحدات الجيش. 

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي، اعتمدت بشكل كبير، على ورقة المال القطري والإيراني الذي يتدفق بغزارة إلى صنعاء وصعدة، في تفكيك تحالفات صالح القبلية، وقد تكفلت الدوحة بتمويل مشروع شراء ولاءات حلفاء الرئيس السابق القبليين، لصالح عبدالملك الحوثي. 
 ولم يتوقف دور الدوحة، في مؤامرة اغتيال صالح، عند ضخ الأموال وتسخير الماكينات الإعلامية القطرية بما فيها قناة الجزيرة، لتوفير غطاء إعلامي مؤازر لتحرك الذراع الإيرانية المسلحة، صوب مربع سكن صالح وأقاربه ومقار ومنازل قيادات حزب المؤتمر الشعبي في قلب صنعاء، بل امتد إلى ما هو أبعد وأخطر. 

واختتم الحربي مقاله بقوله:" ثمة معلومات لا تحتمل التشكيك بدقتها، عن تحرك قطري خبيث، في صنعاء، سبق ومهّد لعملية اغتيال علي عبد الله صالح وتصفية القيادات العسكرية والسياسية المرتبطة به، بدم بارد. 
المؤكد والثابت، أن قطر زودت مليشيا الحوثي الإيرانية بأجهزة اتصالات عسكرية ذات تقنية عالية، إلى جانب شبكة كاميرات مراقبة زرعها الحوثيون في أرجاء وَكَرهم الرئيسي بحي الجراف الواقع إلى شمال العاصمة اليمنية صنعاء .