بالصور.. ننشر نص كلمة " بن دغر" في الحفل الجماهيري لعيد الاستقلال بعدن

أخبار محلية

اليمن العربي

ألقى دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، كلمة في الحفل الجماهيري الحاشد في نادي التلال بالعاصمة المؤقتة عدن بمناسبة الذكرى 50 لعيد الاستقلال 30 نوفبر.

 

وأكد بن دغر أن سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو يمثلون مراحل مختلفة حياة الشعب اليمني ، وقال سنواصل جهودنا لعودة الاستقرار في عدن والمحافظات القريبة منها، وكل المحافظات المحررة.

 

وأضاف بن دغر في كلمة: "سنتخذ باستمرار خطوات لسد الثغرات الأمنية في جهودنا لمنع الإرهابيين من القيام بالمزيد من الأعمال الإجرامية".

 

وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين

الأخوة الأعزاء الوزراء والمحافظين والوكلاء والقادة العسكريين

الأخوة المواطنون أيتها الأخوات

هذه مناسبة عظيمة نحتفل الْيَوْمَ بذكراها الخمسين، إنه يوم الاستقلال الوطني المجيد، حينما غادر ميناء عدن آخر جندي بريطاني، وحين أعلنت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل عن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على أنقاض ٢٣ سلطنة وإمارة ومشيخة، تمتد من باب المندب وحتى المهرة. أحييكم بهذه المناسبة وأنقل إليكم ومن خلالكم لكل أبناء اليمن تحيات الرئيس القائد المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 

لقد كان الثلاثون من نوفمبر ولا زال يوماً تاريخياً في حياتنا، لقد انتصرت إرادة الشعب والأمة، التي وقفت تساند الأحرار في جنوب اليمن وكل اليمن. ومثلما كانت سبتمبر وأكتوبر يوماً وطنياً لكل أحرار اليمن ومناضليها، غدا نوفمبر يوماً وطنياً يُحتفى به في كل أنحاء البلاد. لقد نجح ثوار أكتوبر في طرد المستعمرين، ذلك الْيَوْمَ كان تتويجاً لنضال طويل وتضحيات جسام، فاستعاد اليمني في شطره الجنوبي حريته، وبدأ مشواره نحو حياة جديدة ومستقبل زاهر.

 

تمثل سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو مراحل مختلفة في حياتنا، جوهرها أنها عبرت عن إرادة واحدة طموحة ثابتة للشعب اليمني إلا لدى القلة القليلة. ومن هنا تمثل أهدافها في الجمهورية والوحدة (دولة اتحادية) والديمقراطية قيماً عظمى عمدَّها المناضلون بدمائهم، هؤلاء تَرَكُوا لنا الثورة اليمنية بأهدافها ومبادئها أمانة لدى جيلنا والأجيال اللاحقة من بعدنا، وإن الانقلاب عليها والتضحية بدماء الآلاف من المناضلين ستكون وصمة عار في جبين هذا الجيل، وخيانة عظمى لن تغفرها لنا الأجيال القادمة.

 

أيها الأخوة ... أيتها الأخوات

سنواصل جهودنا لعودة الاستقرار في عدن والمحافظات القريبة منها، وكل المحافظات المحررة، نتخذ وسنتخذ باستمرار خطوات لسد الثغرات الأمنية في جهودنا لمنع الإرهابيين من القيام بالمزيد من الأعمال الإجرامية، كالتي حدثت في البحث الجنائي، وعبدالعزيز، ووزارة المالية. وينبغي ألا يثنينا عن ذلك شيء، الأمن في عدن والمحافظات المحررة أولوية قصوى، والأجهزة العسكرية والأمنية ورجالها الأبطال يتمثلون هذه المهمة، ويحرصون على تنفيذها بروح من التضحية العالية، ونكران للذات، وحباً لليمن وأهله.

 

وحرصاً على الأمن والاستقرار تجنبنا الصراع الداخلي وتوتير الأجواء بين وحدات عسكرية، وأطفأنا أكثر من حريقة كادت أن تودي بحياة الكثيرين، للأسف هناك من أشعلها بقصد وسوء نية، كان ذلك كله بتوجيه من فخامته. نقول لمن يحتلون المرافق والوزارات ما تفعلونه هذا يشعل فتيل الفتنة، ويوفر عوامل للاضطراب، وعدن وأهلها ينشدون الاستقرار، ويدركون أن مدينتهم الجميلة لا تنتعش إلا في ظل الأمان، ولا تزدهر إلا في ظل السلام. وها قد جربتم الفوضى وعدم احترام القانون وتجاوز الشرعية فلم تحصدوا من هذا السلوك سوى الفقر والبؤس والإضطراب.

 

لقد افتتحنا مستشفى باصهيب بالأمس القريب بعد توقف دام سنوات، وسننجز محطة الحسوة في مارس القادم، ونتوقع أن تصل الهدية الإماراتية بمئة ميجا وات بعد أيام، وفي بعض المحافظات وضعنا حجر أساس لمحطتي كهرباء في أبين وعتق، وخلال فترة قصيرة ستكون محطة وادي حضرموت الغازية جاهزة للإفتتاح، ونقوم بخطوات ملموسة لتشغيل محطة مأرب الغازية فيما تستمر أعمال شق الطرق، وصيانتها في عدن وفي أكثر من محافظة، فوق أننا مستمرين في صرف المرتبات للمدنيين، ونأمل أنا نستمر في صرف مرتبات العسكريين بانتظام شهرياً، كما وفرنا السيولة، ويقوم البنك المركزي بمهامه، ويحاول التغلب على الصعوبات.

 

في الأيام القادمة، سيكون ملعب الشهيد الحبيشي وملعب ساحة الشهداء في أبين ملاعب جاهزة للشباب، كما سنقوم بترميم ملعب في لحج. كما أعدنا افتتاح مقرات ومعسكرات ومراكز جديدة في وزارة الداخلية ومعسكرات في وزارة الدفاع كانت الحرب قد دمرتها كلياً أو جزئياً. وفي كل ذلك نحن نستند إلى دعمكم إلى موقف الجماهير إلى جانب الشرعية، وإلى مواقفكم الوطنية المخلصة، وإلى إصراركم على الخروج من الأزمة، عبر مشروع هادي في الدولة الإتحادية، وإلى دعم الأشقاء في التحالف.

 

علينا أن نتعظ من تجارب الآخرين، ليس هناك حلول لأزمة الدولة والمجتمع توقف الحرب، وتستعيد السلام في بلادنا يمكن لطرف بذاته أن يفرضها على الجميع، كل الأطراف جربت العنف لكنها لم تصل بنا إلى السلام، وليس هناك سلام خارج المرجعيات الوطنية. وصيغة الدولة الاتحادية من ستة أقاليم صيغة توافقية تحظى بدعم الغالبية من أبناء اليمن، وتراعي مصالح الجميع، كما تحقق العدالة، وتمنع احتكار السلطة، أو الاستيلاء على الثروة باستخدام النفوذ والقوة، وليس هناك من آلية غير تلك الآلية المتفق عليها في المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية فهي الطريق المفضي إلى السلام والوفاق الحقيقيين.

 

أيها الأخوة ... أيتها الأخوات

تمر صنعاء بحالة حرب بين حلفاء الأمس، لقد قلنا كشرعية نحن سنقف مع كل من يقف ضد الحوثي، ذلك رأي القيادة، والأحزاب الوطنية، والغالبية الكبيرة من أبناء اليمن، دعم المؤتمر الشعبي العام في صراعه مع الحوثيين مصلحة وطنية تمس أمننا، أمن كل واحد منا، وأمن حلفائنا من الأشقاء العرب، في مواجهة التهديد الإيراني، سنفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية أساسها التسامح، وسيعلن الرئيس قريباً عن عفو عام وشامل عن كل من تعاون مع الحوثيين في الشهور الماضية وأعلن تراجعه.

 

بتوجيهات من القائد الأعلى للقوات المسلحة، سنكرم العشرات من المناضلين الأوائل الذين حملوا على أنفسهم مهمة التحرير، وتحقيق الاستقلال الوطني، كما سنكرم المقاتلين في جبهات القتال من الشباب المؤمن بوطنه، والمدافع عن قيمه في الحرية والعدالة والمساواة، وسنشجع الشباب على التقدم للصفوف القيادية الأمامية، فهم من صنع الثورة وحقق الاستقلال، وهم من حرر عدن والمحافظات الأخرى، وهم من يتصدى للعدو في جبهات القتال، وهم من يواجهون خلايا الإرهاب. ويسهرون على أمن الوطن والمواطن.

 

كما سنشجع مساهمة المرأة في أعمال الإدارة، والبناء، وإعادة الإعمار، وكل مجالات الحياة، لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويتقدم ويعيد البناء ونصفه خامل أو مهدورةٌ حقوقه. أو ينظر إليه بدونية، تلك هي قيم الجاهلية التي يسوقونها لنا لنبقى على حالنا من التخلف. وعلى المرأة والشابات منهن على وجه الخصوص ألا يستسلمن للخرافة وثقافة الجهل وواقع الحال. كما على المرأة حماية الأسرة والنشء منهم من غواية الإرهاب ومدارسه ومراكزه. يجب علينا أن نحميهم في سنوات أعمارهم الأولى، وألا نتركهم فريسة للقتلة لقتلهم، فيقتِلون ويُقتَلون.

 

لقد أخذنا على عاتقنا في الحكومة خدمة المواطن في عدن والمناطق المحررة، ندافع عن الأرض وعن الإنسان، لا نلوي على شيء، نترك خلفنا الأكاذيب والإشاعات، ولا نلتفت للأحقاد والضغائن، نحاول جهدنا في الحفاظ على وطن موحدٍ واتحادي، ومجتمع موحد ويمني، ولن نستسلم لدعاة المناطقية، والمشاريع الانهزامية الإيرانية، في 1967م رفضت عدن والجنوب، اتحاد الجنوب العربي صنيعة المستعمرين البريطانيين، وستقول عدن غداً كلمتها إزاء دعوات اليوم، وكما قالها أبناء الجنوب بالأمس نحن يمن، سيقولونها غداً إننا يمن، ولا شيء غير اليمن.

 

أيها الأخوة ... أيتها الأخوات

لا يفوتني في ذكرى استقلالنا الوطني إلا أن أكرر شكرنا الجزيل لأشقائنا في المملكة العربية السعودية، هنا شكر خاص من قلب العاصمة اليمنية المؤقتة من عدن لملهم الأمة العربية ورمزها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صاحب القرار التاريخي في عاصفة الحزم، وقائد التحالف العربي في معركة العرب في اليمن، والشكر أيضا لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأشكر بشكل خاص أيضاً أشقائنا في الإمارات العربية المتحدة لدورهم الفعال ومساهمتهم التاريخية في اليمن لدحر الانقلاب وخوض المعركة حتى تحقيق النصر، وحماية اليمن من الأطماع الإيرانية والهيمنة على المنطقة، والشكر موصول لقادة البحرين والكويت ومصر والسودان وباقي أعضاء التحالف.

 

تحية إجلال واعتزاز لجنودنا وضباطنا البواسل على خطوط النار، الذين يسطرون هذه الأيام ملاحم التقدم في كافة الجبهات، وتحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا.

 

وتحية صادقة لأهلنا المقاومين في كل الجبهات والرافضين للانقلاب والتآمر في كل أنحاء اليمن. ونقول لهم قاوموا الإمامة كيفما وأينما وجدت فإنها أكبر المفاسد وأكثر النظم ضلالاً وظلاماً، وقد كان خطرها ولا زال على اليمن قائماً، واسقطوها في عقر دارها إن أردتم العيش بكرامة وشرف، فلا حياة مع العبودية، ولا حرية مع العنصرية السلالية. اليمن أكبر من سلاليتهم، والجمهورية هي خيارنا الذي أريقت دماء الأحرار على مذبحها ولن تكون بولاية الفقيه. ولا وحدة ألا في ظل الجمهورية، نعم لا وحدة إلا في ظل الجمهورية، فإسقاط الإمامة وحلفاء الإمامة في صنعاء شرطٌ لازمٌ لبقاء الوحدة.

شكراً لحضوركم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،