الإنتفاضة الشعبية في صنعاء.. نتاج طبيعي لممارسات ميليشيا الحوثي (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صور ارشيفية
صور ارشيفية

تمثل الإنتفاضة الشعبية التي شهدتها العاصمة صنعاء، ضد ميليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران، نتاج طبيعي لممارسات عناصر الحوثي وإنتهاكاتهم التي طالت حقوق أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافه وإنتماءاته.

وعملت الميليشيات الحوثية خلال فترة سطوتها على تكريس الجوع والفقر والجهل في محاولة منها لتحويل الأزمة اليمنية من إنقلاب عسكري على الشرعية إلى قضية إنسانية تسبب بها حصار دول التحالف العربي حسبما تزعم في تقاريرها الحقوقية.

كما أختلقت الميليشيات العديد من الأزمات التي أستثمرتها للإثراء والتربح، منها أزمة المشتقات النفطية التي قامت برفع أسعارها بشكل خيالي وبيعها عبر المحطات التابعة لها وبعيداً عن المحطات العامة التابعة للدولة إلى جانب إخفاء أنابيب الغاز المنزلي بهدف رفع أسعارها.

وكشفت تقارير رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في صنعاء أن قيادات وعناصر الحوثي نهبت أكثر من 600 مليار ريال وهي إيرادات الدولة خلال تسعة أشهر في وقت ترفض فيه تلك الميليشيات صرف مرتبات الموظفين بإستثناء بعض الفتات المصحوب بمساعدات غذائية تم نهبها من المنظمات الدولية .

وقد ضاق المواطنون في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات من هذه التصرفات التي رافقتها حملات تنكيل طالت كل من يعارض ممارساتهم حتى قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صالح شريكهم الرئيسي في الإنقلاب على الشرعية الدستورية في البلاد.

ولم تقتصر ممارسات الميليشيات الحوثية على المدنيين والبسطاء بل طالت منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية الذين كان لهم الفضل في تمكينهم من الحكم بمساعدتهم في الإنقلاب على الشرعية.

كما أن القبائل هي الأخرى لم تسلم من هذه الإنتهاكات التي طالت وجهاتهم وجعلتهم عرضة للإهانة بسبب تصرفات أفراد وعناصر الميليشيات التي تتلقى توجيهاتها من إيران .

وقد شهدت العلاقات بين شركاء الإنقلاب توتراً كبيراً منذ فترة ليست بالوجيزة، وهو ما اعتبره المراقبون أنها بداية النهاية لهذا التحالف الذي قام على المصلحة.

ومع تراكم كل هذه الإنتهاكات كانت الشرارة الأولى بتحرك قوات المؤتمر الشعبي العام للتصدي لإنتهاكات الميليشيات الحوثية عقب إقتحامها لجامع الصالح في صنعاء والذي أضحى يعد أحد رموز المدينة الدينية.

أعقب ذلك محاولات الميليشيات القضاء على التواجد العسكري للقوات المسلحة والأمن التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام وهو ما لم يسمح به شريك الإنقلاب بعد أن تم إقصائه سياسياً.

وحاولت الميليشيات في الساعة الأولى ليوم السبت تفجير الوضع عسكرياً بتوجيه ضربة واحدة لقوات المؤتمر الشعبي العام بعد إعلان تهدئة لم تدم أكثر من ساعتين.

لكن قوات المؤتمر تمكنت من التصدي لها وواصلت عملياتها العسكرية المدعومة بالتأييد الشعبي وأستطاعت أن تحرر عدد من المؤسسات الحيوية وتطهير الشوارع من تلك العناصر.

وكان للقبائل دوراً كبيراً في هذه الإنتقاضة حيث ساندت تحركات قوات المؤتمر بطرد عناصر الميليشيات الحوثية من أراضيها وكذا تطهير المؤسسات الحكومية من تواجدهم.

وحالياً تواصل قوات المؤتمر الشعبي العام مهام تطهير البلاد من الميليشيات الإيرانية وسط ترحيب من التحالف العربي الذي أعتبر هذه التحركات خطوة نحو إعادة اليمن إلى الحضن العربي.