من هو المقدم "عمر باغريب"؟.. وما دوره في هزيمة الغزو البرتغالي للشحر؟

أخبار محلية

صور ارشيفية
صور ارشيفية

في مثل هذا اليوم تتجلا ذكرى الغزو البرتغالي للشحر في التاسع من ربيع الأول 929 هجرية.

وتبدأ القصة حينما انهزم البرتغاليون أمام الأمير مرجان الظافري عامل حكم الطاهريين في عدن عام 1517م، أدركوا حينها أن الشحر هي إحدى الروافد الرئيسة التي تمد عدن بجانب قوتها ومنعتها.

قرر البرتغاليون غزو الشحر تأديبا وانتقاما، وحتى لا تتمكن من تقديم أي عون مادي لعدن، ويسهل سقوطها بأيديهم.

في صباح الخميس التاسع من ربيع الأول 929 هجرية الموافق 1523م، وصل الأسطول البرتغالي ويتكون من ثماني سفن حربية.

وكان الأمير مطران بن منصور؛ عامل السلطان بدر الكثيري (بوطويرق) على الشحر.

كانت حجة البرتغاليين أنهم أتوا لاسترداد ممتلكات برتغالي مات في الشحر وأن السلطان استولى على تركته.

وبعد مراسلات بين الطرفين تبين للأمير أن البرتغاليين يريدون احتلال الشحر.

جمع الأمير مطران أعيان الشحر، وقرروا منازلة البرتغاليين، وأرسلوا رسالة للسلطان بوطويرق وأخرى للأمير عطيف بن علي بن دحدح قائد منطقة المشقاص.

وفي صباح الجمعة العاشر من ربيع الأول من نفس السنة، نزل للشحر 700 من البرتغاليين، وأخذوا يطلقون النار على كل من يصادفهم ويحرقون المنازل والمستودعات والأكواخ ونهبوا المحلات.

واستمرت المعركة ثلاثة أيام متوالية، استشهد فيها المئات من أبناء الشحر وأحرقت مئات المنازل والأكواخ.

ولازال قبر المقدم عمر باغريب، (وهو جد الاخ صالح مبارك ضيف أحمد عمر باغريب)، ماثلا في مدينة الشحر .. وشاهدا على بطولاته ومشاركته في حرب المقاومة والتصدي للغزو البرتغالي.. وأهمل المؤرخين والعديد من كتب التاريخ ذكر أسماء كثيرة من الابطال المقاومين ومنها دور البطل/ عمر باغريب، وعدد اخر من ال باغريب في الشحر الذين استشهدوا أو اشتركوا بالقتال ضد الغزو البرتغالي ومواجهته ببطولة.

وقد استشهد عدد من قادة المقاومة ولكن المؤرخين اقتصروا على ذكر سبعة فقط من القادة من المشايخ العلماء وهم:--

1- الفقيه العلامة الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي.
2- الشيخ سالم بن  صالح باعوين المهري.
3- الشيخ حسين بن عبد الله الجمحي.
4- الأمير مطران بن منصور حاكم الشحر.
7- 5 .. إضافة الى ثلاثة من ال بافضل المذحجيين.

استشهد عدد من قادة المقومة ومنهم هولاء السبعة في معارك الثلاثة الأيام، ودفن ستة منهم في قبر واحد ويعرف بقبر السبعة الشهداء بالشحر.

وفي صبيحة اليوم الثالث من المعارك، وصل جيش المشقاص بقيادة أميرها البطل/عطيف بن دحدح لنجدة الشحر، وهنا فر البرتغاليون إلى سفنهم وعادوا من حيث أتوا.

وسجل التاريخ موقف الخذلان والتواطئ لشريحة الهاشميين (ما يسمى السادة ببعض بلاد حضرموت) الذين كان لهم موقف انتهازي وانتظار من سينتصر ليوالوه حفاظا على بقاء مصالحهم (وهذا نهجهم حتى اليوم).

وشكلت معركة البطولة والشرف في الشحر  كأول مقاومة تهب في وجه الأطماع الاستعمارية الأوروبية في حضرموت، وربما في العالم العربي بأسره عام 1523م.