راجح لبوزة

بروفايل

اليمن العربي

ولد المناضل راجح غالب نصر لبوزة، في العام 1917، في جبل ردفان بمحافظة لحج، جنوب اليمن.

درس القرآن الكريم، ومبادئ القراءة والكتابة في كُتَّاب قريته، وفي سنة 1942م اشترك مع جماعة من أبناء بلده في انتفاضة ضد القوات البريطانية المستعمرة لجنوب اليمن دارت إثرها رحى المعارك، وقتل تسعة من أبناء (ردفان)، وقامت القوات البريطانية بهدم منازل عدد من الثوار، وأقامت معسكرًا في منطقة (الحبيلين) لوضع الحكام المحليين تحت حمايتها، ولتأمين طرق التجارة بين شطري اليمن.

برز "لبوزة"، إثر هذه الانتفاضة ثائرًا صلبًا، وقد ترك قريته، واتخذ من جبال (ردفان) مأوى له ولرفاقه المطاردين، وظل يتردد إلى المدن شمال اليمن، طمعًا في الحصول على دعم يمكنه من مواصلة هجماته على البريطانيين.

أيد "لبوزة" ثورة 26 سبتمبر 1962، ضد الإمام أحمد حميد الدين، ووصل إلى مدينة إبّ بمجموعة من المقاتلين بلغ عددهم خمسة وثلاثين مقاتلاً، وهناك تلقوا تدريبًا سريعًا، ثم انتقلوا إلى مدينة الحديدة، ومنها إلى بلدة (المحابشة) في محافظة حجّة؛ مشاركين الجيش الجمهوري في قتال فلول الملكيين.

وعقب تشكيل الجبهة القومية في جنوب اليمن لمقاومة الاحتلال البريطاني عام 1963م، عاد "لبوزة"، مع رجاله إلى بلده بعد سماح السلطات البريطانية لهم بالعودة، غير أنها طلبت تسليم أسلحتهم، أو دفع غرامة كبيرة، وكتب الضابط السياسي البريطاني المستر (ميلان) بذلك إلى "راجح لبوزة"، وطلب منه عدم مغادرتهم بلدتهم مرة أخرى، فكتب إليه "لبوزة"، بالرفض متحديًا، ووضع بجانب الرسالة طلقة رصاص.

وفي يوم /10/1964م، وصلت الأخبار إلى صاحب الترجمة بأن المستر (ميلان) قادم إلى وادي (المصراح) بقوات تعززها المدافع الثقيلة؛ فأمر "لبوزة"، رجاله بالتجمع في جبل (البدوي)، رأس وادي (المصراح)، ووضع خطة للمواجهة، وفي صباح اليوم الثاني (14/10/2017)، نزل "لبوزة"، ورفاقه لصد القوات البريطانية؛ فوقعت معارك ضارية دامت أربع ساعات، تراجعت إثرها القوات البريطانية، وأصيب "لبوزة"، بشظايا؛ ظل دمه ينزف متأثرًا بها حتى فارق الحياة؛ فكانت هذه المعركة أول شرارة في ثورة (أكتوبر)، ويعد "لبوزة"، أول "شهيد" في أدبيات هذه الثورة ضد الاستعمار البريطاني.