محللون عرب يكشفون ما وراء مضامين تصريحات تميم

عرب وعالم

اليمن العربي

ذكرت صحيفة خليجية، أن تميم بن حمد أمير قطر جدد تأكيداته على النهج القطري الرافض للاستجابة للمطالب الـ 13، مقامرًا بذلك الموقف على الشعب القطري الغارق في التداعيات السلبية لسياسات الحمدين الراعية للإرهاب.


وأوردت صحيفة "البيان" تصريحات من محللين عرب مصريين وبحرينيين نعيد نشرها.

التفاف على المطالب

تلك التصريحات القطرية المتكررة والتي جددها تميم في خطابه خلال افتتاح الدورة الـ 46 لمجلس الشورى القطري، حسبما تؤكد عضو البرلمان العربي عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري النائبة البرلمانية شادية خضير، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك السياسة القطرية في التعامل مع الأزمة الراهنة ومحاولة الالتفاف على المطالب.

وتقول خضير: النظام القطري يقول إن دول المقاطعة لا تريد حل الأزمة، وهذا أمر مردود عليه بأن دول المقاطعة عبرت أكثر من مرة عن حرصها على حل الأزمة واستجابة قطر للمطالب، فهي أحرص الدول على تماسك المنطقة وتماسك الخليج، وتأمل أن تعود قطر إلى الصف العربي من جديد، لكن قطر هي التي تتمسك بموقفها وتهدر فرص الحل.


وأفادت النائبة المصرية بأن العديد من الأفعال والتصريحات التي تصدر من أمير قطر توصف بكونها أفعالاً وتصريحات غريبة لا يمكن أن تصدر من أمراء أو رؤساء تعاني بلادهم من أزمة حقيقية، فهو في ظل تمسّكه بموقفه في مسار الأزمة يضغط على الشعب القطري الذي يعاني الكثير جراء السياسات القطرية في المنطقة، ولو أن لدى النظام القطري النية في الحل لاستجاب للمطالب.

وسعى أمير قطر في تصريحاته إلى محاولة التقليل من تأثير المقاطعة على قطر، وهي التصريحات التي رأى سفير القاهرة الأسبق لدى الدوحة محمد المنيسي بكونها تمثل اعترافًا مباشرًا من جانب أمير قطر بالأزمة التي تعاني منها بلاده، إذ اعتبر أن محاولة تميم نفي تأثر بلاده بالمقاطعة من خلال القول «لا نخشى مقاطعة تلك الدول لنا، فنحن بألف خير بدونها»، يعني أنه في وضع حرج، على اعتبار أن الشخص عندما يكون في أزمة حقيقية يحاول إخفاء هذه الأزمة بهذه الطريقة التي لا تشكل سوى اعتراف بتأثير الأزمة المباشر على قطر والوضع الحرج الذي تعاني منه.

مواصلة الكذب

الحقوقي المصري نجيب جبرائيل، يرى أن التصريحات المتكررة الصادرة عن مسؤولين قطريين تكشف مواصلة الدوحة الكذب والتضليل، في ظل تمسكها بمواقفها، وهي تصريحات تأتي للفت الأنظار عن مواقف قطر وسياساتها في المنطقة عبر دعم ومساندة الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط، مستنكرًا اتهام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بأنها لا تريد الحل، على أساس أن الدوحة هي التي تهدر فرص الحل بتمسكها بسياساتها ورفضها الاستجابة للمطالب الـ 13، وكذا من خلال تهربها من اتهامات دعم الإرهاب وهي اتهامات مؤكدة تكشفها الممارسات القطرية.




تعديل البوصلة

وفي المنامة، قال عضو مجلس النواب البحريني جلال كاظم إن استمرار تميم في أكاذيبه وافتراءاته، يؤكد عدالة المطالب الـ 13 منذ بداية الأزمة، والتي كانت سياسات الحكومة القطرية سبباً رئيسياً ووحيداً ومفتعلاً لها، مضيفاً «لا مساومة على أمن دول الخليج ، وعلى سيادتها الوطنية».

وأضاف كاظم في تصريح لـ «البيان» عدم التراجع عن المطالب قيد أنملة، مشيراً إلى أن حكومة الدوحة الداعمة للإرهاب، مسؤولة عن أي تصدع يعانيه الاقتصاد القطري، فلا مزيد من الفرص أو المفاوضات على الحقوق والأمن، ومؤكداً أن الحكومة القطرية الذي ضربت أسس الجيرة والقرابة ونقضت الاتفاقيات، لا تمثل قطر بل تمثل نفسها، ومن يوجهها، ويمرر أجنداتها المسمومة. وأكد المحلل السياسي البحريني يوسف الهرمي أن الصورة اليائسة التي ظهر بها تميم، محاولاً رمي المسببات على غيره، لم تنطل على أحد، فقطر أضحت اليوم دولة معزولة عن جيرانها بشكل غير مسبوق، ودول كثيرة بالعالم، تنظر لقطر، وللأموال القطرية، بأنها من يقف خلف الكثير من الأعمال والتنظيمات الإرهابية الدولية، سواء في الإقليم، أو العالم، مكملاً «لا تزال حكومة الدوحة الصغيرة تحاول أن تشغل مساحة جغرافية وتاريخية وسياسية، تفوق حجمها».

جهل سياسي

ومن جهته، أوضح المحلل البحريني أحمد جمعة أن «كل الكلام الذي اتهم به تميم دول المقاطعة، تنطبق عليه هو بذاته، وهو أمر مدهش، بأن يكيل أمير قطر ووزراؤه الاتهامات لجيرانه، وبشكل معاكس، مفتقراً لكل الأدلة والثوابت الدامغة، وبخلاف الواقع الراهن والذي يدين حكومة قطر الراعية للإرهاب، وعلى كل المستويات».


ويرى الكاتب البحريني علي شاهين الجزاف بأن السياسة المستمرة للإعلام القطري تفند دعاوى تميم جملة وتفصيلاً، مضيفاً «ديدن عمل المكنة الإعلامية القطرية هو تنفيذ الأجندات المجرمة لبيت الحكم القطري، غير آبهين بحقوق الآخرين، ولا لصلات القربى بين القطريين وغيرهم من الشعوب الأخرى، ولا لدول عربية أخرى كمصر، والتي انكوت من نار التدخلات القطرية كثيراً، وغيرها من الدول والتي طالها تنظيم الحمدين الشرير، فكيف يدعي أمير قطر بخلاف ذلك؟». 


وأردف «وعلاوة على ما رأينا وسمعنا وتابعنا، ها هي قطر تفرش أرضها، وتستقبل بالأحضان النظام الإيراني، وتحرص على تبادل المنافع معه، ومن ضمنها الخبرات الإعلامية، وهو ما تم التأكيد عليه بختام معرض طهران للصحافة والذي اختتم فعالياته بالعاصمة الإيرانية أخيراً، وإعراب محمد خدادي مدير عام وكالة الأنباء الإيرانية عن سعادته باقتراب موعد افتتاح مكتب للوكالة في الدوحة».