مساعدة الدوحة للصومال تكشف حقائق جديدة

عرب وعالم

صورة أرشفية
صورة أرشفية

كان موقف قطر وتحركها السريعة للتدخل فى حادث الصومال الأخير، مناقضًا لما تحاول الدوحة تصديره للخارج،  عن تعرضها لحصار ينهكها اقتصاديا.
 
وبعد مرور حوالي ساعتين من وقوع التفجير الإرهابى فى مقديشو الأسبوع الماضى، والذى راح ضحيته حوالى 300 شخص وجرح 300 آخرين فى، أعلنت قطر عن إرسال طائرة مساعدات طبية إلى الصومال، على متنها فريق طبى، لعلاج مصابى الانفجارات الإرهابية التى وقعت مؤخراً بمقديشو وإخلاء الجرحى ونقلهم عبر جسر جوى لتلقى العلاج اللازم خارج الصومال.
 
 وذكرت وكالة الأنباء القطرية، إن هناك فريقًا طبيًا مزودًا بأحدث الأجهزة الطبية، سيشارك فى عمليات علاج المصابين وإخلاء الجرحى ونقلهم عبر جسر جوى لتلقى العلاج اللازم خارج الصومال.
 
وتعد الصومال إحدى الدول الأفريقية التى تركز قطر على منحها المساعدات، تحت مظلة الجمعيات الخيرية أيضًا، ومن ضمنها جمعية راف وقطر الخيرية ومؤسسة عيد الخيرية، التى أعلنت فيما قبل عن حملة مشتركة "إغاثة الصومال"، واستهدفت الحملة جمع تبرعات بمبلغ 10 ملايين ريال.
 
 
هذا الدور الذى تسعى قطر لترسيخه، لم يقتصر على الصومال فقط، وإن كانت أكثر الدول التى تركز عليها قطر، وإنما شمل دول أفريقية أخرى، من ضمنها إثيوبيا، وجيبوتى.
 
 ففى إثيوبيا، أطلقت المنظمات الخيرية القطرية أيضًا حملات مماثلة، بتوفير مساعدات غذائية، وكذلك بعض المشروعات المتعلقة ببناء مدارس، أو مساجد.
 
وبحسب الدراسة التي أعدها مركز المزماة الإماراتى، فإن جيبوتى تعد ثانى متلقٍّ للمساعدات الإنسانية القطرية فى المنطقة بعد الصومال.
وأوضحت الدراسة أنه تحت مظلة "المنظمات الخيرية" نفسها عملت مؤسسة راف والخطوط الجوية القطرية، على إنشاء بعض المدارس والمساجد، بتكلفة 1,8 مليون دولار.
 
 وتم افتتاح مكتب لقطر الخيرية فى جيبوتى (يناير 2016)، لتنفيذ مشاريع بقيمة 2 مليون دولار خلال عام 2015، وأخرى بقيمة 5 ملايين دولار لعام 2016.
 
 أما منظمة الدعوة الإسلامية السودانية، قالت إن قطر مولت تنفيذ 41 مشروعاً لتربية الأبقار والأغنام والدواجن، و5 مشاريع لزراعة الخضر والفاكهة، و5 مشاريع أخرى للتأهيل والتمكين الاقتصادى للأرامل، و3 مشاريع لتجارة المواد الغذائية والاستهلاكية، لافتًا إلى أنه قد تم تنفيذ 31 مشروعاً منها باليمن، و15 مشروعاً بموريتانيا، ومشروعان بكل من إثيوبيا وأوغندا، ومشروع بكل من الصومال وبوروندى ورواندا وجزر القمر.
 
وعلق حاتم باشات، عضو البرلمان الأفريقى، وعضو لجنة الشئون الأفريقية، قائلا إن سرعة قطر فى إرسال المساعدات فى حادث الصومال الأخير، يثير علامات الاستفهام، لافتًا إلى أنه لم يمر ساعتين فقط على الحادث، كانت قطر تحركت بهذه المساعدات التى تحتاج إلى وقت فى إعدادها وتجهيزها.
 
 
وأشار باشات، الى أن قطر تسىء بشكل أساسى للاعتماد على تقديم المساعدات الإنسانية لهدفين، الأول هو التوغل داخل دول القارة، خاصة الدول التى لا تدخل فيها بمشاريع اقتصادية كبيرة، والسبب الآخر، هو التغطية على تمويلها للجماعات والمنظمات الإرهابية داخل هذه الدول.
 
 وأكد باشات، أن المنظمات الخيرية والمساعدات الإنسانية، هى المظلة التى تتوغل قطر من خلالها للدول الأفريقية، للتغطية على دعمها للإرهاب، حيث توجه قطر دعمها للجماعات الإرهابية فى الصومال وفى دول الساحل الافريقى تحت مظلة هذه الجمعيات الخيرية.
 
 
 
وعلى صعيد متصل، أكد باشات، أنه كان يجب أن يشهد الحادث الأخيرة تحركًا سريعًا من مصر، فى إرسال المساعدات للصومال، كما يحدث بشكل مستمر، لافتًا إلى أنه لا يجب أن نترك أى ثغرة لقطر للتوغل داخل القارة.
 
 
وقال باشات: فى إطار عودتنا القوية للقارة الأفريقية، والسياسة التى يتبعها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا الملف، على الحكومة أن تركز على الاهتمام بملف، المساعدات العاجلة، والإنسانية، لأى دولة أفريقية تتعرض لأزمة أو حوادث سواء إرهابية، أو كوارث طبيعية مثل الفيضانات وغيرها.