برنامج تكاملي لمركز الملك سلمان لتأهيل 2000 طفل كانوا مجندين

أخبار محلية

صورة أرشفية
صورة أرشفية

وضع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برنامجاً تكاملياً لتأهيل 2000 طفل الذين استخدمتهم مليشيا الحوثي كأدوات حرب.


وبين المستشار في الديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة في تصريح نشرته صحيفة «الوطن» الصادرة اليوم السبت - اطلع عليها "اليمن العربي" أن المركز «تبنى تأهيل 2000 طفل من الأطفال الذين استخدمتهم الميليشيات الانقلابية كأدوات حرب ودروع بشرية، ووضعنا لهم برنامجا تكامليا يشمل التأهيل النفسي والتعليمي والأسري، بما يضمن عودتهم إلى بيئة وبراءة الطفولة، وتم ذلك عبر عمل مؤسسي بالتنسيق مع منظمات ومؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في هذا المجال».

وأضاف «جاء عملنا ليؤكد أن السعودية حريصة كل الحرص على أمن وسلامة واستقرار اليمن وعودة الاستقرار إليه، ولذا ركزنا في المركز على البرامج التي تعنى بحماية الطفل والمرأة، بهدف إعادة الاستقرار للأسرة اليمنية، وكذلك عودة الطفولة إلى مكانها الصحيح على مقاعد الدراسة، بدلاً من التواجد في جبهات القتال».


تجنب التشوهات

يقول رئيس المركز التنفيذي لإدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي للصحيفة ذاتها، «إن إعادة تأهيل الأطفال هي مرحلة مهمة وفي غاية الأهمية، لأن هؤلاء الأطفال المغلوبين على أمرهم والذين تم تجنيدهم، يعانون وضعاً نفسياً مضطرباً، وغالبيتهم مصابون بتشوهات فكرية ونفسية، ولذا فإن المرحلة الأهم إعادة تأهيلهم، وقد قام مركز الملك سلمان بالشراكة مع مؤسسة وثاق في اليمن بعمل مشروع كبير وضخم وغير مسبوق لإعادة تأهيل الأطفال بغض النظر عن مواقعهم أو أماكن تجنيدهم، بهدف إعادة دمجهم بالمجتمع وإعادة الاستقرار النفسي والمعنوي لهم، والفكرة تبدأ بإخضاع الطفل لدورة لمدة شهر يتم خلالها لقاؤهم مع أطباء ومختصين نفسيين، كما يتم الكشف خلالها عن مواهبهم، ويمنحون دورة توعية بمخاطر تجنيد الأطفال، وبعد انتهائهم من تلك الدورات تتم إعادتهم إلى المدارس، ووضعهم تحت برنامج متابعة لمدة أربعة أشهر يشترك فيه مركز الملك سلمان وإدارة المدرسة والأسرة».

وتابع «طبق البرنامج في محافظتي مأرب والجوف، وخُرّجت الدفعة الأولى قبل شهر، ونستعد حالياً لتنفيذ دورة أخرى في محافظتي عمران وصنعاء، والبرنامج سيشمل صنعاء وصعدة وحجة، وهذه التجربة سيتم بموجبها الخروج بدراسة لظاهرة تجنيد الأطفال والإشكالية التي تقود إليها، وكيفية مواجهتها، وتبني مشروع سياسي لإعادة تأهيل الأطفال بغض النظر عمن جنّدهم وأين تم تجنيدهم، حيث يتم التعامل مع الأطفال بكل نزاهة ودون تمييز، ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في اليمن، وحتى المنظمات الدولية لم تقدم عملاً ناجحاً بهذه الطريقة، وهو يقدم مع شركاء محليين من جانب إنساني بحت، حفاظاً على الطفولة وحتى تنشأ دون تشوهات نفسية».

الاعتذارات الثلاثة

يقول الطفل مناع الأكحلي (14 عاما)، وهو أحد خريجي دورات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لـ«الوطن» كانت الحياة مظلمة أمامي، ليس فيها سوى صور الموت، وبعد التحاقنا بالمركز، وجدنا دورات وبرامج ورياضة وأطباء نفسيين، مما أشعرنا بالأمن وبالطمأنينة، وأزاح عن ذاكرتنا كوابيس القتال والموت والدماء، وكوابيس الجوع والعطش، وكوابيس ألا نجد مكانا آمنا للنوم، وكوابيس التخويف والتهديد والرعب الذي كان يحيط بنا على مدار المدة التي قضيناها في الجبهات.

ويضيف «اليوم والحمد لله، نشعر وكأننا ولدنا من جديد، فقد شعرنا بالأمن والحياة، بعدما كانت حياتنا في الجبهات عبارة عن قاتل أو مقتول».

ويكمل «الشعور الحالي يلامس كل من عاد معنا إلى درب الصواب.. ونحن نطلب الغفران من ربنا سبحانه عن كل الذنوب التي ارتكبناها في صفوف الميليشيات الحوثية، ثم نقدم الاعتذار لأهلنا وأسرنا، وكذلك نعتذر من اليمنيين كافة على كل الأعمال التي تسببنا فيها، ونشكر السعودية ومركز الملك سلمان على الأعمال الجليلة التي قدموها ويقدمونها لنا، وللأمانة، لم أكن أتوقع في أي لحظة أن نجد كل هذه الخدمات التي تقدمها السعودية والتي جعل منها الحوثي عدوا وكابوسا وحرضنا على قتالها والاعتداء عليها».