أحمد العبسي

بروفايل

صورة أرشفية
صورة أرشفية

ولد أحمد بن عمر العبسي، في العام 1939، في قرية حارات بعزلة الاعبوس بمديرية حيفان، التابعة لمحافظة تعز.
فقد والديه وعمره اثنتا عشرة سنة؛ فرحل إلى مدينة عدن طلبًا للقمة العيش، وهناك عمل لدى مصور هندي، يدعى (كريستيان كانتينو)، في حي (التواهي)؛ فتعلم منه فنون التصوير، ثم اشترك مع رجل يدعى (عقيل عباس) في فتح استديو للتصوير في حي (كريتر)؛ فذاعت شهرته.


وحين زار الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) السلطان (عبدالكريم الفضلي) إلى مدينة لحج استدعى هذا الأخير "العبسي"، لتصويرهما، وتعرف عليه الإمام من خلال ذلك، وعرض عليه فتح استديو للتصوير في مدينة تعز؛ فوافق العبسي، وانتقل إلى مدينة تعز سنة 1951م، وهناك فتح استديو (الوطن) وهو الأول فيما كان يعرف بشمال اليمن، ثم توطدت علاقاته بالإمام (أحمد)، وجعله مصوره الخاص، وأوكل إليه مهمة تصوير إعدام المعارضين لحكم الإمام؛ فالتقطت عدسته صورًا بشعة لمصارع المعارضين، وخاصة قادة انقلاب سنة 1955م في مدينة تعز.


كان العبسي، على صلة بتنظيم (الأحرار) المعارض لحكم الإمامة، منذ أن كان في مدينة عدن، غير أنه آثر كتمان ذلك، وأدى استثمار الصور التي كان يلتقطها لحوادث الإعدام في التعريف بالقضية اليمنية خارج اليمن.


وقد كان منزل أحمد العبسي، ملتقىً لكثير من الأحرار، وبعد أن قامت الثورة الجمهورية سنة 1962م؛ التقى عدد من الشخصيات السياسية في منزل صاحب الترجمة في عزلة (الأعبوس)، وقد أقروا في اجتماعهم هذا مبدأ الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، كما أقيم في نفس المنزل المؤتمر التأسيسي للحزب (الديمقراطي اليمني).


تنقل بعدساته في عدد من مناطق اليمن لتصوير المناظر والمشاهد المتنوعة، قال عنه الدكتور (عبدالعزيز المقالح)، في تقديم كتاب عن أعماله لم ينشر بعد: "لم يكن فنانًا باحثًا عن المال، ولا باحثًا عن الشهرة، وإنما كان يبحث عن صورة الوطن وراء الكاميرا، واستطاع الأحرار أن يجعلوا من صوره ملحمةً تروي وضع اليمن، وحالة الشعب الذبيح".