مسئول مركز لندن: الدوحة الراعى الأول للتطرف ودعم الارهاب

عرب وعالم

صورة أرشفية
صورة أرشفية

سارت العلاقات الأمريكية القطرية على مدار الأشهر التسع الأولى من ولاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وسط تزايد الدعوات المطالبة بالتصدى للدور القطرى المشبوه فى دعم وتمويل الإرهاب.
 
وفى الوقت الذى ينقسم فيه البيت الأبيض بشأن ملف قطر، اكتوت الولايات المتحدة بنيران الإرهاب الممول من الدوحة فى حادث دهس منهاتن الأخير الذى خلف وراءه 20 قتيلاً ومصاباً، وهو ما دفع العديد من الخبراء وممثلين دوائر مراكز الأبحاث وصنع القرار فى واشنطن للتحذير مجدداً من مخاطر الصمت أمام دور نظام تميم بن حمد فى دعم وتمويل التطرف والإرهاب.
 
 
وعلق البروفيسور إيلى جولد نائب رئيس مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، إن داعش اتجهت للإرهاب العالمي لأنها خسرت معركتها الإقليمية فى الشرق الأوسط، وقطر جزء من المشكلة لأنها من الدول الراعية والداعمة لجماعات العنف وأى دولة تمول الإرهاب هى جزء من مشكلتنا مع هذه الجماعات.
 
 وأشار إيلى، الى أن تهديد داعش أصبح أكبر وأكثر خطورة مما كان فى الماضى، إن مهمة داعش واستراتيجيتها تغيرت من السيطرة على الأراضى كما حاولوا فى الشرق الأوسط إلى فكرة الجهاد العالمى، من خلال تجنيد أشخاص عاديين من المهاجرين منذ سنوات للولايات المتحدة حتى أصبحوا أمريكيين، لتنفيذ عمليات منفردة مخطط لها بشكل جيد وعلى مستوى عالى، مؤكدا أنه يصعب السيطرة على العمليات التى يقوم بها أفراد من تلقاء أنفسهم لاعتناقهم الفكر الداعشى.
 
وأكد إيلي أن تزايد انتشار التطرف الفكري وراء تزايد الأعمال الإرهابية فى الولايات المتحدة، وأشار فى سياق تعليقه على هجوم مانهاتن الإرهابى، أن داعش والجماعات الإرهابية أصبحت تتبع أسلوب العمل الفردى وهذا ما تشهده الولايات المتحدة هذه الأيام، ويصعب على الشرطة وأجهزة الأمن السيطرة أو التحكم فى مثل هذه العمليات.
 
وقال أن مرتكبى هذه الأعمال هم ممن يحملون الجنسية الأمريكية لذا هم يصيبون أهدافهم.
 
مضيفا أنه لكى تواجه أمريكا هذا لابد من مراجعة نظام الهجرة لأراضيها ويكون هناك مزيد من التوعية بشأن الهجمات المنفردة، ومقاومة الفكر المتطرف ومساعدة دول الشرق الأوسط على إبادة هذا الفكر أيضا.
 
بينما علق جاى هومنيك، كبير الباحثين بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هجوم منهاتن الإرهابى مؤشر لاستراتيجية العمل الفردى فى الهجمات الإرهابية وهى الاستراتيجية التى انتهجتها داعش خلافا لما كانت تعتمده التنظيمات السابقة مثل القاعدة وطالبان.
 
وقال هومنيك: "فى مقال كتبته عام 2005 حذرت فيه من عمليات مثل الذئاب المنفردة وهى الأكثر خطورة على أمن الولايات المتحدة لأنه يصعب السيطرة عليها سواء بتطبيق القانون أو تشديد الرقابة الأمنية".
 
 وأوضح هومنيك أن داعش تنشر الفكر المتطرف لتعتنقه بعض الأفراد الذين يقيمون فى أمريكا منذ فترة كبيرة وهم يحملون الجنسية الأمريكية لذا هم وسيلة جيدة بالنسبة لهم لتحقيق أغراضهم الدموية.
 
وأكد أنه لكى تواجه أمريكا هذا لابد من مراجعة نظام الهجرة لأراضيها ويكون هناك مزيد من التوعية بشأن الهجمات المنفردة، ومقاومة الفكر المتطرف ومساعدة دول الشرق الاوسط على إبادة هذا الفكر أيضا.
وأقدمت دول الرباعى العربى على مقاطعة نظام تميم بن حمد فى محاولة لإرغام قطر على وقف دعمها وتمويلها للإرهاب، حيث اشترطت الدول العربية قائمة من 13 مطلباً فى مقدمتها وقف إيواء العناصر الإرهابية وانهاء التواجد الإيرانى داخل الإمارة، بخلاف وقف بث قناة الجزيرة، وهو ما لم تستجب له الحكومة القطرية حتى الان.
 
وكان البروفيسور دانيال بيبس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، قد قال: "إن قطر تساهم فى نشر العنف الجهادى بأموالها ودعمها لذلك، واستمرار أزمتها مع دول المنطقة وفى المقابل تقربها من تركيا وإيران يهدد بقاءها فى المجلس".
 
وقال "بيبس"، إن "الحادث الأخير يختلف تماما، وهو أكثر خطورة من حادث لاس فيجاس، لأن دافعه التطرف الذى يعود شبحه ليلوح فى الأفق من وقت لآخر، معلنا تهديده القبيح للآمنين"، موضحا أن تنظيم داعش يمثل خطورة عما سواه من تنظيمات،ويُعد ملهما لعديد من الشباب الأكثر ميلا للتطرف.
 
وطالب للتصدى للفكر المتطرف المدعوم من قطر، مشيرا إلى أن حادث الدهس الأخير الذى وقع فى مانهاتن وخلّف وراءه ما يقرب من 20 قتيلا ومصابا، يعد بمثابة "جرس إنذار" للمجتمع الدولى، بعدما انتشر هذا الفكر ليجتاز الشرق الأوسط ويصل للعالم الغربى.