مؤشرات جديدة على تعافي اليمن من الكوليرا

أخبار محلية

صورة أرشفية
صورة أرشفية

في مؤشرات جديدة على تعافي اليمن من الكوليرا، والتي معظم الحالات تركزت في مناطق الحوثي بسبب تضييق المتمردين على عمل الأطباء, تعافت زوجة عبيد صوفان؛ الحامل، من الكوليرا؛ وانجبت ابنة فى بداية الاسبوع الحالى.

وقد نجت عائلة صوفان من هذا المرض القاتل، مما دفعه إلى الشعور بالسعادة رغم المآسي اليومية للحرب الأهلية الجارية والجوع والمرتبات غير المدفوعة منذ العام الماضي.

وقال المهندس الزراعي البالغ من العمر 30 عاما، "كان من المستغرب جدا القيء الشديد والإسهال في منتصف الليل وكانت في الشهر الأخير من الحمل، وكان لا مال في جيبي ولا انا امتلك سيارة، وهرعت لطرح جارتي لنقلنا بسيارته إلى المستشفى".

وقال صوفان، مضيفا أن زوجته تلقت العلاج لمدة أربعة أيام، والأطباء نقل لها ل قسم الحمل حيث أنجبت الطفل في حالة جيدة دون أي آثار جانبية.

وقال صوفان إن جاره ساعده على دفع المصاريف في المستشفى.

وقال: "اننى سعيد جدا لانقاذ حياة زوجتى وابنتى الجديدة، وانا اتمنى ان تنتهي الحرب".

ويشبه صوفان، وهو موظف حكومي في وزارة الزراعة التي تديرها الدولة في صنعاء، آلاف الموظفين الحكوميين اليمنيين الذين لم يتلقوا رواتبهم لمدة سنة بعد أن حولت الحكومة البنك المركزي من العاصمة الحوثية صنعاء إلى المدينة الساحلية الجنوبية من عدن في سبتمبر من العام الماضي.

ووفقاً لآخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل نحو 884368 حالة يشتبه فى اصابتها بالكوليرا فى الشهور الستة الماضية، بما فى ذلك 1884 حالة وفاة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم 13 اكتوبر، في مقر الأمم المتحدة، أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن هو أكبر وباء الكوليرا تفشى لسنة واحدة من أي وقت مضى على الإطلاق.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الشهر الماضى ان الوباء قد يصل الى مليون بنهاية العام الحالى.

ومع ذلك، يبدو أن الوباء بدأ يتراجع قليلا في الأسبوعين الأخيرين في البلاد، ربما بسبب حملات التوعية الصحية التي تدعمها الأمم المتحدة.

وفي بيان صدر يوم الاثنين الماضي، قالت المؤسسة الخيرية الطبية أطباء بلا حدود (أطباء بلا حدود) هو إغلاق معظم مراكز علاج الكوليرا في اليمن، قائلا يظهر اندلاع قد ضعفت.

وقالت منظمة أطباء بال حدود إن الوباء لم ينته بعد، ولكن الحالات المشتبه فيها انخفضت بشكل ملحوظ.

واستطردت المنظمة فى بيان "ان عدد حالات الكوليرا التى تم الابلاغ عنها فى مراكز علاج منظمة أطباء بلا حدود انخفض بشكل ملحوظ منذ ذروة تفشى المرض، ونتيجة لذلك فان المنظمة الطبية تغلق معظم مراكز علاج الكوليرا او تخفض قدرتها".

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن عدد الحالات المشتبه فيها وباء الكوليرا آخذ في الانخفاض من ما يقرب من 51،000 حالة في أسبوع في ذروة اندلاع إلى 35000 حالة في الأسبوع في الأسبوعين الأولين من شهر أكتوبر.

وقد تم الابلاغ عن معظم الوفيات من محافظة حجة الشمالية، بينما تم تسجيل معظم الحالات المصابة من مقاطعة الحديدة الشمالية الغربية على ساحل البحر الاحمر، وكلاهما تحت سيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة.

هذا وقد دمرت الحرب الأهلية، التي استمرت أكثر من عامين ونصف العام، الجزء الأكبر من أنظمة المياه والصرف الصحي في البلاد، حيث أن أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن خارج الخدمة وحوالي 15 مليون شخص لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب، والرعاية الصحية الأساسية.

وتسببت حرب حلفاء الايرانيين الشيعة الحوثيين المتمردين ضد حكومة معترف بها دوليا من الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يدعمه التحالف العربي بقيادة السعودية، في قتل اكثر من 10 الاف يمني نصفهم من المدنيين وشردت اكثر من 3 ملايين اخرين بحسب وكالات الامم المتحدة الانسانية.

وأدت الحرب الجارية إلى حالة من الجمود، مما خلق أكبر أزمة إنسانية في العالم ودفع البلاد إلى حافة المجاعة، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنحو 385،000 طفل، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالإسهال المائي الحاد والكوليرا، إلى وكالات الأمم المتحدة.