القبيسي: التلاحم الوطني بين الشعب وقيادته هو صمام الأمان لتحقيق طموحاتنا

عرب وعالم

اليمن العربي

أكدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إيمان المجلس الراسخ بأن التلاحم الوطني بين شعبِ الإماراتِ وقيادَتِه وحكومَتِه، هو صمام الأمان الذي يُهيئ لدولتنا تحقيق طموحاتنا لذا كان ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز قيم المواطنة أول الأهداف الاستراتيجية في المجلس الوطني الاتحادي.

وقالت معاليها في كلمتها - ببداية أعمال الدور الانعقادي العادي الثالث من الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي والذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بمقر المجلس في أبوظبي اليوم - ان رحلتنا إلى مئوية الإمارات القادمة هي رسالة للبشرية وأن نجاح تجربة الإمارات ليس نجاحاً خاصاً بها بل نجاحاً تشارك به البشرية وتتمناه للعالم، وهو ما يجعل الشراكات التي تبنيها الدولة مع المجتمع الدولي جزءا أساسيا من قيمنا ومستقبلنا.

وفيما يلي نص كلمة معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي؛ وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية "وام":

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – نائب رئيس الدولة – رئيس مجلس الوزراء – حاكم دبي ..

أصحاب السمو أولياء العهود ونواب الحكام والشيوخ ..

أصحاب المعالي والسعادة ..

أخواتي وإخواني أعضاء المجلس الوطني الاتحادي ..

الضيوف والحضور الكرام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن أخواتي وإخواني أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، يطيب لي أن أرحب بكمْ جميعاً في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث للفصلِ التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي.

ونحن نلتقي اليوم في مناسبة وطنية عزيزة يُواصل فيها المجلس الوطني الاتحادي مسيرته، التي أرادت لها قيادتنا الرشيدة منذ تأسيس اتحادنا المجيد، وبإطلاق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، برنامج التمكين، أن تتعمق، ليكون المجلس الوطني الاتحادي ممثل شعب الاتحاد شريكاً أصيلاً في تحمل مسؤولية الوطن وبنائه وتقدمه، وهو ما تَجسد عبر دعم قيادتنا الرشيدة للمجلس على امتداد مسيرته، كي يمارس دوره ومهامه بكفاءة واقتدار، وتمكينه بروح وطنية خالصة تستجيب لمتطلبات بناء إمارات المستقبل وتعزيز مكانتها الاقليمية والدولية.

وإننا في دولة الإمارات إذ نعيش في ظل "عام الخير"، ونقف على أعتاب عام 2018 "عام زايد الخير"، نمضي قدماً نحو تكريس مقومات الحلم الاماراتي ، ولا تزال دولة الإمارات تسعى لاستباق الزمن عبر بوابة استشراف المستقبل، ونؤكد أن التشكيل الوزاري الذي تم بمباركة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بعد التشاور مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو أكبر دليل على عزم دولتنا أن تكون اشراقة المستقبل وأمل الطامحين لوعوده.

ويمثل إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي للارتقاء بالأداء الحكومي والقطاع الخاص، ومشروع مدينة المريخ العلمية تكريساً لريادة الإمارات وحرصها على أن تكون ضمن صدارة سباق الثورة التكنولوجية العالمية، واستعداداً لمئوية نُؤَمِنُ من خلالها مستقبل أجيالنا، ولتؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع أسس الانتقال الى المستقبل، وتعمل على صياغته بما يعزز دورها ومكانتها، اعتماداً على سواعد أبنائها، والاستثمار في قطاعات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.

ونتمنى لأصحاب المعالي الوزراء التوفيق في مهامهم ومسئولياتهم الجسيمة في فترة مفصلية من تاريخ الإمارات، ونؤكد على فخرنا بالوزراء الشباب الجدد المنضمين لحكومة الإمارات، الذين يمثلون طموحات أبناء جيلهم وعزمهم وإمكانياتهم.

ونتقدم بالشكر والتقدير إلى معالي الوزراء السابقين على جهودهم وتعاونهم البناء مع المجلس الوطني الاتحادي خلال فترة توليهم المسؤولية.

كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى معالي الأخت نورة محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، على ما بذلته من جهدٍ وعطاء كبيرين في التنسيق والتعاون بين المجلس والحكومة، خلال فترة تحملها المسؤولية كوزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، متمنين لها التوفيق والسداد في مَهمتها الجديدة.

كما يتقدم المجلس بالتهنئة، إلى معالي الأخ عبدالرحمن محمد العويس على ثقة قيادتنا الرشيدة، بتعيينه وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، إلى جانب منصبه كوزير للصحة ووقاية المجتمع، متمنين له التوفيق في مَهمته، واثقين من استمرار الشراكة والتنسيق والتعاون بين الوزارة والمجلس الوطني الاتحادي، وبما يُسهم في تحقيق رؤية القيادة بشأن تمكين المجلس، وتعزيز دوره في خدمة الوطن والمواطنين.

إن حكومة الإمارات اليوم هي بحق حكومة المستقبل، وهي أيضا حكومة القيم التي تأسست على قيم ومبادئ رسخها باني الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتقتدي بها قيادتنا الرشيدة وأبناء شعبنا .. ونحن نعدكم يا صاحب السمو بأن نعمل معكم لتكون طموحاتنا من أجل المستقبل متوافقة مع قيمنا الأصيلة التي تعزز وشائج مجتمعنا.

أصحاب السمو ..

الحضور الكريم ..

إن المستقبل لا يحمل وعودا فقط، بل يحمل أيضا تحديات .. والمخاطر التي تتعرض لها المنطقة اليوم معرضة للتضاعف في الغد، إذا لم نستطع أن نقف وقفة حاسمة تجاهها.

إننا لا نستطيع السعي لمكتسبات المستقبل دون تحمل مسؤولية حمايته .. إن دولة الإمارات اليوم وهي تتحمل مسئولية الدفاع عن استقرارها، فإنها أيضا تتحمل مسؤولية الدفاع عن المنطقة، فما يؤثر فينا يؤثر في منطقتنا وما يضرها يضرنا.

واسمحوا لي هنا أن أقدم تحية إجلال وإكبار لأرواحِ شهداءِ الوطنِ الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً، لكيْ تظلَّ دولةُ الإماراتِ دائماً رمزاً للوفاءِ والأُخُوَّةِ والعطاءْ، ولجنودِنا الأبطال البواسل في قواتنا المسلحة، الذينَ يُرابطونَ مع إخوانِهمْ في خندقِ الحقِّ والواجب لهم كل التحية والفخر والاعتزاز وخالص التمنيات والدعوات بعودتهم سالمين ومكللين بالنصر إن شاء الله، ولا ننسى الدور الإنساني والتاريخي المشهود الذي تقوم به مؤسساتنا الخيرية الإنسانية فلهم كل التقدير والثناء.

أصحاب السمو ..

الحضور الكريم ..

إن مفهوم الأمن الجماعي يتطلب أيضا الشجاعة في إحقاق الحق مع الجميع، أشقاء وحلفاء، متى كان تصرف الفرد يضر الجماعة.إن خطر الإرهاب لم يعد الخطر الوحيد الماثل، فخطر التطرف لا يقل سُمّا وتأثيرا .. إن خطاب التطرف أصبح اليوم مهدداً لاستقرار الدول، ومغذياً لانتشار الكراهية، والتي بدورها تفكك المجتمعات وتدمر النسيج الاجتماعي لها.

لا يكفي أن تحمل الإمارات رسالة الانفتاح ونشر ثقافة الخير والتسامح والتعايش، ولكننا نحتاج جميعاً للعمل سوياً، وعلى كل المستويات، وعقد الشراكات لضمان استكمال البنية التشريعية والتنفيذية والدعم المجتمعي للوقوف ضد التطرف والإرهاب فأخطار الغد لا تستطيع الحكومات وحدها التصدي لها، وتحتاج أن تكون الشعوب شريكا لهاً في ذلك.

أصحاب السمو ..

الحضورُ الكريم ..

إننا في المجلس الوطني الاتحادي نُؤمن إيماناً راسخاً بأن التلاحم الوطني بين شعبِ الإماراتِ وقيادَتِه وحكومَتِه، هو صمام الأمان الذي يُهيئ لدولتنا تحقيق طموحاتنا. ولذا كان ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز قيم المواطنة أول أهدافنا الاستراتيجية في المجلس الوطني الاتحادي.

ونحن نؤمن أيضاً أن رحلتنا إلى مئوية الامارات القادمة هي رسالة للبشرية وأن نجاح تجربة الإمارات ليس نجاحاً خاصاً بها بل نجاحاً تشارك به البشرية وتتمناه للعالم، وهو ما يجعل الشراكات التي تبنيها الدولة مع المجتمع الدولي جزءا أساسيا من قيمنا ومستقبلنا.

وإننا في المجلس الوطني الاتحادي، كباقي شعب الإمارات، نشارككم طموحكم فكراً وعملاً. وقد كانت القمة العالمية لرئيسات البرلمانات"، والتي استضافتها العاصمة أبوظبي تحت عنوان "متحدون لصياغة المستقبل"، قد أخذت الشراكة من أجل المستقبل، قيمة لها وتكلل "إعلان أبوظبي" الذي خرجت به القمة بالاتفاق على القيمة المؤسسة لتجربة الإمارات الوحدوية في العمل المشترك لترسيخ ثقافة البحث عن فرص المستقبل، والاحتفاظ بالقيم التي تسمح لنا بالعمل المشترك وعلى رأسها التسامح.

يا صاحب السمو ..

لقد لمسنا من شعبكم الكريم ... شعب الإمارات الأصيل، خلال زياراتنا الميدانية التي شملت جميع إمارات الدولة، مدى إيمان شعبكم بقيادته وحرصه على الالتفاف حولها والولاء لها لتحقيق أمن واستقرار بلادنا ورفاهيتها .. كما لمسنا درجة التزام جميع أبناء شعبنا بالعمل وبذل الجهد وتحمل المسئولية مع قيادتنا الرشيدة .. لقد لمسنا يا صاحب السمو كم هو معدي الطموح الذي غرستموه فينا وما أجملها من عدوى.

اصحاب السمو ..

الحضورُ الكريم ..

لقد كان لدعم قيادتنا الرشيدة، ولتوجيهات سموكم لحكومتكم الموقرة بالتعاون مع المجلس، سواءً بحضورِ أصحابِ السموِ والمعالي الوزراءِ الجلسات عِنْدَ مُناقشةِ مشروعاتِ القوانينْ والموضوعاتْ العامة، أو الرَّدِ على أَسْئِلَةِ الأعضاءِ بشأنِ مختلف القضايا، أكبر الأثر في ما حققه المجلس من إنجازات برلمانية في مختلف مجالات العمل الوطني وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي.

ومع بداية هذا الدور تَغمرنا حماسة الهمّة والعطاء على استكمالِ ما بدأناهُ في الدورين الأول والثاني من الفصل التشريعي السادس عشر، في إطار تحقيق الأهداف الحيوية للخطة الاستراتيجية التي اعتمدها المجلس الوطني الاتحادي، والتي تضع التواصل والمشاركة المجتمعية في قلب أولوياتها، وقد حقق المجلس بالفعل إنجازات متميزة على صعيد التواصل المجتمعي والعمل الميداني، وهناك المزيد من المبادرات والخطط المدرجة ضمن أجندة العمل خلال الدور الثالث؛ حيث نقتدي ، بنهج قيادتنا التشاوري، وبما يجسد دورنا الحقيقي في خدمة أبناء الوطن، والعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة ضمن فريق واحد متعاون، في تكامل وانسجام في المسؤوليات والمهام.

وإن المجلس الوطني الاتحادي وهو يبدأ دور انعقاد جديد في مسيرته الوطنية المتجددة، عاقد العزم على مواصلة خدمة شعب الاتحاد وتتويج أَدائه بمزيد من العطاء والإنجازات في إطار ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية.

وفي إطار النهج التواصلي المجتمعي الميداني التشاوري الذي كرسته قيادتنا الحكيمة وذلك من خلال جهوده في دراسة مشروعات القوانين بمنهج بحثي وعلمي واجتماعي لتَخرج مواكبةً للمستجدات، وتطبيق الخطةَ الرقابيةَ الشاملةَ لدور انعقاده العادي الثالث ومن خلال مشاركات المجلس في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، التي تعزز تواجد مؤسسات الدولة السياسية ودورها العالمي في تأكيد مواقف دولة وشعب الإمارات المشرفة إزاء مختلف قضايانا الوطنية والقضايا الإقليمية والدولية، بالتنسيق والتكامل مع الدبلوماسية الرسمية للدولة، يسهم من خلال دوره الحيوي وحضوره الفاعل ودبلوماسيته البرلمانية النشطة، في تعزيز القوة الناعمة والصورة الحضارية لدولة الإمارات وسمعتها ومكانتها.

وختاماً، بإسمي وباسم كافة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، نجدد العهد إلى سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وإليكم يا صاحب السمو، رعاكم الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أصحاب السمو حكام الإمارات الكرام وشعب الإمارات الوفي، بأن نكون خير من يمثل شعب الاتحاد، وخير معين وعضيد لحكومة دولة الإمارات، وأن يكون مجلسنا...

مجلس امارات المستقبل ... عند حسن ظن قيادتنا الحكيمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته // .

ثم رفعت الجلسة لالتقاط صورة تذكارية وتوديع صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.