منها جامع الصالح.. الحوثيون يُمهدون لفرض السيطرة على آخر قلاع النفوذ لـ"صالح"

أخبار محلية

صورة أرشفية
صورة أرشفية

تسعى جماعة الحوثي للسيطرة على مواقع نفوذ الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبدأت باستحداق مواقع عسكرية جديدة حول جامع الصالح.


صرح كبير

من جانبه، قال خطيب جامع الصالح في صنعاء الشيخ سعد النزيلي في تصريح لصحيفة خليجية، إن جامع الصالح في صنعاء يعتبر قلعة النفوذ التي استمد منها المخلوع نفوذه بين أتباعه، حيث إنه من الجوامع الكبيرة في العاصمة، ويزخر بالجوانب التراثية والتعليمية والموقع والمساحة، باعتباره معلما من معالم اليمن.

وأشار النزيلي إلى أن الجامع يحتوي على كلية كبيرة ومتحف لعلي صالح، ويتسع لقرابة 45 ألف مصلٍ، فيما استغرق بناؤه نحو 8 سنوات على مساحة تتجاوز 224 ألف متر مربع.

وتطرق النزيلي إلى كيفية استخدام صالح لهذا الجامع في تمرير خطاباته السياسية، حيث أشار إلى أن بعض الخطباء يتم توجيههم لبعض الأمور السياسية، وعندما يحتاج صالح لتمرير رسائل معينة، يتم إحضار الخطباء المختصين في المجال السياسي، لافتا إلى أن خطوة سيطرة الحوثيين عليه ستكون نكسة كبيرة له ولأتباعه، بسبب عدم وجود بدائل أخرى لحشدهم وتوجيههم.

ولفت النزيلي إلى أنه سبق أن تم حصار الجامع لمدة أسبوعين، وتوقفت  الصلاة فيه، قبل أن يقوم صالح باسترجاعه عن طريق بعض المشايخ والوجهاء.


ونقلت صحيفة "الوطن"، الصادرة اليوم الأربعاء - اطلع عليها "اليمن العربي"، عن مصدر خاص من داخل العاصمة صنعاء، تأكيده أن الميليشيات الحوثية استحدثت مواقع عسكرية جديدة حول جامع الصالح في صنعاء، في خطوة تعد غير مسبوقة منذ اجتياحها العاصمة وانقلابها على الحكومة الشرعية عام 2014.

وأشار المصدر إلى أن الجماعة الحوثية تمهد من وراء ذلك إلى فرض سيطرتها على جميع مواقع النفوذ التي يتمتع بها المخلوع علي صالح في العاصمة.

 ووفقاً للمصدر، فإنها تعد خطوة السيطرة على منبره الديني الذي يستمد منه نفوذه وقوته من أتباعه كل جمعة، آخر قلاع النفوذ للمخلوع، بعد خسارة جل المواقع التي كان يسطير عليها في العاصمة لصالح المتمردين الحوثيين.

أكد المصدر أنه بسيطرة الحوثيين على جامع الصالح، سيقع ميدان السبعين الذي كان يهيمن عليه المخلوع وأتباعه بالأمس، في قبضة الميليشيات الحوثية، في وقت يعد جامع الصالح أكبر مراكز النفوذ الذي استند عليها صالح لحشد أتباعه، وهو ذات المنبر الذي استطاع من خلاله الوقوف أمام حشود المتظاهرين خلال أحداث عام 2011.

وأضاف المصدر أن «الحوثيين يسيرون وفق خطط معينة تمهيدا لتصفية صالح، وذلك بعد أن استشعر ذلك خلال السنوات الماضية بعدم وجود خيارات أمامه، سوى الرحيل أو الاغتيال»، مشيرا إلى أن القيادات الكبيرة في حزب المؤتمر الشعبي العام، يدركون خطورة ذلك، ويعيشون في حالة خوف مستمرة، خشية التصادم المباشر مع الحوثيين.

وأشار المصدر إلى أن ميليشيات الحوثيين قامت بعمل ممنهج منذ فترة لتقليم أظافر المخلوع وأتباعه في العاصمة، حيث عمدت إلى وضع نقاط تفتيش على مداخل ومخارج صنعاء، تلا ذلك حلحلة هيكلة الحرس الجمهوري، وتعيين قيادات موالية لهم دون أي تحرك من صالح، فيما اتجهت بعد ذلك إلى مرحلة التهديد بتفكيك وطرد قيادات مؤتمرية، قبل أن تنفذ عمليات تصفية ممنهجة ضد أقارب صالح والموالين له، على غرار مقتل المقرب من صالح، خالد الرضي، والاعتداء على نجله صلاح. ووصف المصدر عملية السيطرة على ميدان السبعين والجامع الخاص، بأنها آخر حلقات خسارة نفوذ المخلوع، تمهيدا لاغتياله أو إجباره على حل التحالف الانقلابي بينهما، بعد السيطرة على قنواته الإعلامية أيضا.