لماذا لم يستفيد الزبيدي ومجلسه من تجربة كتالونيا وكردستان؟

تقارير وتحقيقات

الزبيدي
الزبيدي

لماذا لم يأخذ المجلس الانتقالي الدرس من الانفصاليين في كتالونيا الإسبانية وكردستان العراق؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة، حيث مثّل إعلان يوم 11 مايو الماضي بتشكيل "مجلس انتقالي جنوبي" مكون من 26 عضوًا "لإدارة وتمثيل الجنوب داخليًا وخارجيًا" (حسب بيان التشكيل)، ما يمكن وصفه بأنه منعطف جديد في مسار الأحداث باليمن، فما كان لتشكيل هذا الكيان أن يعني الكثير لولا أنه جاء في مثل هذا التوقيت الحساس أولاً؛ والطريقة والملابسات التي أفضت إلى إعلانه ثانيا؛ وما يحيط به من شكوك ومخاوف ثالثا.


كتالونيا وكردستان


في تحليل جديد لـ"بيتر سالزبوري" الخبير في الشؤون اليمنية والباحث الأول في معهد تشاتام هاوس يشير إلى التحركات التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي -جنوب اليمن- بالإعلان عن "برلمان" والشروع في "الاستفتاء" من أجل الانفصال لم تأخذ الدرس من الانفصاليين في كتالونيا الإسبانية وكردستان العراق، مقدماً وصفاً لتحركاتهم "أربيلزيجشن" في إشارة لتقليد مراهنة أربيل على الاستفتاء من أجل الحصول على الانفصال.


وقال الباحث الدولي في تحليل نشره معهد دراسات الخليج في واشنطن: "إنها مقامرة لم تأخذ العِبرة من الانفصاليين في كتالونيا أو كردستان العراق، إلا أن الانفصاليين اليمنيين الجنوبيين أعلنوا عن خطط لإجراء استفتاء حول الاستقلال، على أمل واضح أن المناخ السياسي الإقليمي يقف إلى جانبهم - وأنه بدون وجود دولة يمنية مركزية أو أجهزة أمنية يمكنهم أن ينجحوا حيث نجح آخرون في الدفع نحو الاستقلال".


وفى حديثه خلال تجمع انفصالي في مدينة عدن الساحلية الجنوبية اليمنية يوم 14 أكتوبر، قام عيدروس الزُبيدى، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الحكومة الموازية والمنتظرة، والأخيرة في سلسلة من المحاولات اليمنية للانفصاليين من أجل تطوير بنية سياسية متماسكة، بالإعلان عن تشكيل "الجمعية الوطنية" الجديدة التي تضم 303 أعضاء، وفي الوقت نفسه، كشف النقاب عن خطط لإجراء استفتاء على الاندماج الذي دام ربع قرن مع شمال اليمن، وأن يجدر بالمجلس الانتقالي الجنوبي عدم الحديث عن إعلان الاستفتاء والتركيز على تشكيل الجمعية الوطنية، فبمجرد تشكيلها، ستشرف الجمعية لى الحكم المحلي، وتستعرض قرارات المجلس.


وبشكل عام، قال مراقب يمني إن الإعلانين يمثلان خطوة أخرى نحو “Erbilization” (أربيل زيجشن- في إشارة إلى تقليد استفتاء كردستان العراق)- إقامة دولة مستقلة داخل دولة مع طموحات الاعتراف الدولي - في جنوب اليمن.


مساع المجلس الانتقالي للاعتراف به إقليميًا


ويقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بعمل واضح من أجل الحصول على الموافقة الإقليمية من خلال تبني الخطاب المتصاعد ضد الإصلاح، والتركيز على جهود الميليشيات الجنوبية لمواجهة القاعدة، كما يتطلع المجلس أيضا إلى توجيه نداء إلى واضعي السياسات في واشنطن الذين يرون في تنظيم القاعدة والجناح المحلي لتنظيم داعش في العراق والشام من القضايا ذات الأولوية في اليمن، كما هاجم الزبيدي علنا ​​إيران - التي يزعم أنها دعمته في الماضي - وقطر، المنافسين الإقليميين الرئيسيين لدولة الإمارات.


وقبل المضي قدما، كان من الممكن أن يقوم الزبيدي ومجلسه بالاطلاع على نظرائهم الكرديين من أجل حكاية تحذيرية، إن حكومة إقليم كردستان شبه المستقلة هي شريك أمريكي لمكافحة الإرهاب، وقد لعبت دورا هاما في مكافحة تنظيم داعش في العراق والشام.

 

وفي كلتا الحالتين، دعمت حكومة إقليم كردستان الأهداف الإقليمية للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حين كانت بمثابة شوكة في جانب تركيا وإيران، اللتان لديهما علاقات صعبة مع دول الخليج.


ومع ذلك، رفضت كلا من واشنطن والرياض، وأبو ظبي، الاستفتاء الكردي الأخير حول الاستقلال، كما صمتت وأيدت استيلاء القوات العراقية على كركوك من الميليشيات الكردية في منتصف أكتوبر.