بعد مقتل الطفل عماد الزبيري.. الحوثيون يتسببون بإصابه والدته بالشلل "صورة"

أخبار محلية

صورة أرشفية
صورة أرشفية

خلال السنوات الماضية كان يسكن "عماد الزبيري”، يسكن هو وأسرته مدينة حجة، قبل أن ينتزعه والده “المتحوث”، من حضن أمه الدافئ، ويرميه في إحدى جبهات الموت، وما هي إلا أيام حتى عاد جثة هامدة.

يعمل والد الطفل “عماد”، والذي يدعى “أمين الزبيري”، محصلا لضرائب القات، بتكليف من جماعة الحوثي في أحد أسواق القات بمدينة حجة، كما أنه عمل فترة في تحشيد وجمع المقاتلين للالتحاق بجبهات القتال الحوثية، وحينما كف الناس عن إلحاق أبنائهم بقوافل الموت لم يجد “الزبيري”، من أجل الحفاظ على وظيفته التي كان يحصل منها على دخل جيد، لم يجد سوى فلذة كبده “عماد”، ليرمي به في هذه الحرب الظروس، غير عابئ بقلب الأم الخفّاق، الذي لم يحتمل نبأ مقتله.

ما إن علمت والدة “عماد”، بمقتله، حتى أصيبت بجلطة، أعقبها شللا نصفيا، وهي حتى اليوم لا تزال ترقد في المستشفى، بعد أن فارقت العافية جسدها، بعد مفارقتها لولدها الذي أهداه والده للموت على طبق “الصرخة المزعومة”.

في البداية رفض “أمين الزبيري”، استلام جثة ابنه، ربما كان لا يزال رافضا لتقبل فكرة فقدان ابنه “عماد”، لكنه سرعان ما رضخ، واستلم جثة نجله، الذي خلع عليه الحوثيين كنية “أبو الليث”، رغم أنه كان لا يزال حملا وديعا حالما، أو قل طيرا بريئا لا يحلم بأكثر من حياة وادعة جميلة.

تتكرر هذه القصة كثيرا في محافظة حجة، وفي معظم المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حيث سجلت التقارير مقتل مئات الأطفال ممن زج بهم الحوثيون في جبهات القتال، وبالرغم من ذلك، لا تزال جماعة الحوثي تكثف من عمليات تجنيد الأطفال وبوتيرة أعلى منذ ذي قبل في ظل صمت المنظمات المعنية، تلك التي اكتفت ببعض الإدانات الخجولة لهذه الجريمة التي تستهدف الطفولة في اليمن.