ارتباك في أركان النظام القطري

عرب وعالم

تميم بن حمد
تميم بن حمد

في تصرف صبياني وتخبط شديد لا يدل إلا على ارتباك حكومة "تنظيم الحمدين" جمدت قطر، الإثنين، حسابات وأموال الشيخ سلطان بن سحيم واقتحمت قصره، مثلما جمدت في وقت سابق أموال الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وذلك في إشارة قوية إلى مدى الحقد المبيّت الذي يكنه النظام القطري لأبناء وأفراد الأسرة الحاكمة.

وصادر أمن الدولة في قطر كل الصور الشخصية والعائلية الخاصة بالشيخة منى الدوسري، بالإضافة إلى نهب كل المجوهرات والمقتنيات والأموال الخاصة بها.

هذا التخبط في إدارة شؤون الحكم واستهداف أبناء الشعب القطري الأصيل لحساب المرتزقة الذين أودوا بالدوحة إلى الهاوية، وصفه الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني جمال بو حسن بأنه "خطوة إجرامية تكشف السياسات الصبيانية والمتهورة لتنظيم الحمدين، وتدل على عدم الاتزان والتخبط في إدارة شؤون الحكم".

وقال جمال بو حسن إن النظام القطري يتمادى في طغيانه وغطرسته ضد من يعارض سياسته الصبيانية والمتهورة سواء داخل قطر أو خارجها.

وأكد، في تصريحات نشرتها جريدة الرياض السعودية، الثلاثاء، أن الخطوة التعسفية التي أقدم عليها تنظيم "الحمدين" ضد الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني تدل على أن هذا النظام يمارس الإرهاب بكافة صوره وأنواعه، ولا يتردد في استخدام أي وسيلة في سبيل قمع كل من يخالفه في الرأي أو يحاول إصلاح الوضع بما يَصب في المصلحة العليا للشعب القطري، وأن الخطوة المتهورة وغير المسؤولة تنم عن حقد مبيت يضمره النظام ضد أفراد العائلة الحاكمة في دولة قطر.

وأضاف أن تنظيم الحمدين أصبح يتخبط في اتخاذ القرارات، ولا يتوانى عن ممارسة الإرهاب كحل أو وسيلة لحل أي خلاف أو مشكلة، وما خطوته ضد الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلا دليل جديد على ممارسة الإرهاب الاقتصادي، كما أنها تدل على أن تنظيم "الحمدين" أصبح لا يفقه إلا لغة الإرهاب ولا يتكلم إلا بلغة التهديد والوعيد.

وبينّ جمال بو حسن أن التخلف الذي يعانيه النظام القطري، جعل من تصرفاته محل استهجان واستغراب من قبل الرأي العام العالمي؛ إذ يقوم بكل سفاهة بسحب الجنسيات من مواطنيه وتجميد ومصادرة أموالهم دون الالتفات إلى الحقوق التي يكفلها لهم الدستور والقوانين الدولية، ويتناسى أن الله سبحانه وتعالى قد حرم انتهاك الأنفس والدماء والأعراض والأموال أو سلبها.

 

وتابع أن نظام قطر الإجرامي يعتقد بأن النفوس الشريفة تشترى بالأموال كما اشترى المرتزقة الذين مزقوا الكيان القطري وأضاعوا الشعب بالالتفاف حول إيران.

 

وكان محمد صالح المسفر، مستشار أمير قطر، هدد خلال لقاء على تلفزيون قطر الرسمي، الأسبوع الماضي، القبائل المناهضة للنظام القطري، بأن الدوحة ستستخدم كل الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية في حال تم تصعيد الخلاف مع المحيط الخليجي العربي، ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والتقاليد التي حكمت المنطقة وتحكم السياسة الدولية منذ قرون.

 

ورد عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني على ذلك بأن أسلوب تنظيم الحمدين من تجميد حسابات وسحب جنسيات وتهديد القبائل بالكيماوي لن يجدي ولن يرهب المخلصين من أبناء الشعب القطري، مشدداً على وقوف العالم أجمع ضد الممارسات القطرية غير المسؤولة من انتهاك للحريات وسلب الحقوق، والتي تعتبر مخالفات شرعية للدين وتتعارض مع كل المبادئ والأعراف الدولية.

 

وقال المحلل السياسي خالد الزعتر إن تجميد جميع الحسابات البنكية للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، تفسر مدى الارتباك الحاصل لدى النظام في الدوحة، من تصاعد شخصية الشيخ عبدالله الذي يعد سليل أسرة باني قطر الحديثة التي أسهمت في التطور الاقتصادي والسياسي لدولة قطر.

 

وأوضح أن بروز الشيخ عبدالله مؤخراً وموقفه من الأزمة الخليجية، جعلا الكثيرين من داخل الدوحة ينظرون له كبديل كفء لإنقاذ الدوحة من عزلتها التي اتسعت ولا تزال مرشحة للاتساع بسبب تعنت النظام الحاكم في الدوحة.

 

وأضاف أن استهداف تنظيم الحمدين في الدوحة للشيخ عبدالله والدخول في عداء معه، يؤكدان أنه حتى اللحظة لا يوجد نوايا لدى نظام قطر في الذهاب نحو حل الأزمة.

 

وقال الزعتر إنه" كان من الأولى على النظام في الدوحة بدلاً من الدخول في عداء مع الشيخ عبدالله أن يسعى للاستفادة من بروزه وما يحظى به من ثقة وتقدير داخلياً وخارجياً للذهاب نحو حل الأزمة، لكن يبدو أن صوت العقل والحكمة لا يزال غائباً لدى النظام القطري ولا تزال العقلية المتطرفة تجنح في التصعيد غير المحسوب النتائج؛ لأنها مسيطرة على صناعة القرار السياسي في الدوحة.

 

وأكد الزعتر أن سحب جنسيات شيوخ أكبر القبائل في قطر، وتجميد حسابات الشيخ عبدالله، يبينان أن نظام الدوحة سعى لإدارة أزمته بطريقة لا تؤدي للحل، بقدر ما تجنح نحو التصعيد الذي لا يصب في مصلحته، فالمتابع يجد أن أزمة تنظيم الحمدين اتسعت لتصبح مع القبائل داخل قطر، التي تعد أحد مكونات الدولة واللاعب الفاعل والمؤثر سياسياً واجتماعياً، وكذلك مع الأفرع الأخرى للأسرة الحاكمة التي يؤكدها استهداف نظام الدوحة للشيخ عبدالله آل ثاني.